فى مقاومة الحرائق هناك إطفاء الحرائق وهناك أيضا الوقاية من الحرائق وربما تكون هى العنصر الأهم والأخطر وحين تركنا آلاف المقاهى تنتشر فى كل الأحياء والمدن والقرى لم نفكر يوما فى الأضرار والكوارث التى كانت سببا فيها حتى وصل بنا الحال إلى جرائم قتل ودماء تسيل فى احد المقاهى فى مصر الجديدة ويكون ضحيته شابا فى مقتبل العمر يسقط غارقا فى دمائه أمام خطيبته فى مشهد أدمى قلوب الملايين..كانت المقاهى كل يوم تزداد أعدادها مع تجاوزات فى كل شىء إن المقهى يغلق الأرصفة على الناس حيث يجلس الشباب بالآلاف ويتوقف المرور وتزحف الصفوف حتى تسد الطرق..وأمام هذه المقاهى تجد كل شىء ابتداءً بالمخدرات والتجار وانتهاء بالبلطجية الذين يهددون حياة الناس وقبل هذا كله تجد جلسات الشيشة التى تسللت إلى حياة المصريين وانتشرت بصورة غريبة بين الفتيات أكثر من الشباب..صورة سيئة تشاهدها فى أكثر من مكان والفتاة الجميلة الأنيقة تنفث الدخان الكريه من الشيشة ويتلوث كل شئ حولها..فى الأدوار العليا فوق المقاهى يعيش المواطنون وسحابات الدخان تقتحم بيوتهم وتنقل لهم كل الأمراض حتى إن مرضا اختفى زمانا من مصر وعاد مرة أخرى بسبب الشيشة وهو السل الرئوى هذا الداء الخطير أصبح الآن بسبب التلوث والتدخين والشيشة يهدد حياة الآلاف الذين أصيبوا بهذا المرض الخطير..إن كارثة المقاهى واحدة من خطايا الإدارة المحلية وما فيها من فساد فما أسهل ان يقيم الإنسان فى اى مكان وتحت عيون المسئولين جلسة انس فيها الشيشة وكل متطلباتها ويطلق عليها مقهى حتى وصلت أرقامها إلى مبالغ خيالية..لم يفكر احد فى الأخطار الصحية التى يتعرض لها شبابنا بسبب هذه العادة السيئة ولم يفكر المسئولون فى هذه الأماكن التى تحولت إلى جلسات لتدمير الشباب..وقبل هذا كله غابت الرقابة عن نشاط هذه الأعمال المشبوهة..فى العام الماضى احترق احد الكباريهات فى العجوزة ومات فيه عدد كبير من شبابنا لأنه كان جراج سيارات وفى أكثر من مكان حدثت كوارث فى المقاهى التى تحولت إلى وكر من أوكار البلطجية ولم تتوقف إدارات الحكم المحلى والمحافظين ورؤساء الأحياء عن إصدار تصاريح مشبوهة لإقامة مثل هذه المقاهي..القانون فى إجازة. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة