وسط إجراءات أمنية مشددة خرجت أعداد كبيرة من السودانيين في المظاهرات والاحتجاجات أمس في جميع أنحاء الخرطوم والولايات تزامنا مع الذكري ال23 لقيام حكم الإنقاذ الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمرحسن البشير. تحت شعار جمعة لحس الكوع, وهي العبارة التي طالما أطلقتها القيادات الحاكمة في السودان في تحدي المعارضة أن يكون لديها القدرة علي الخروج إلي الشارع وتحريك الجماهير. وقالت مصادر المعارضة السودانية لالاهرام أن عدد المعتقلين ازداد ليصل إلي المئات. وأضافت المصادر أنخطة حزب المؤتصمر الوطني الحاكم لإفشال التحركات الجماهيرية استندت علي إشاعة مناخ من الخوف, من خلال حشد أعداد غفيرة من القوات النظامية, وإستعراضها في الشوارع, إضافة إلي إرهاب الشعب بالحديث عن حشود من المجاهدين المستعدين للدفاع عن العقيدة والوطن, فضلا عن ترويج أنباء عن اتفاقهم مع الصادق المهدي زعيم حزب الأمة علي إدارة مشتركة للبلد بين المؤتمر الوطني وحزب الأمة في الفترة القادمة, لإشاعة البلبلة في صفوف المعارضة. كما عمت مظاهرات الناشطين السودانيين14 مدينة حول العالم تندد بنظام البشير وتدعم انتفاضة الشعب السوداني في كل من دالاس, وتكساس ونيويورك وفينكس وأريزونا وواشنطن دي سي وتورنتو ولندن ودبلن وادنبرة وباريس اوسلو ونيودلهي وكانبيرة وكوالالمبور والقاهرة. يأتي ذلك في وقت اتفقت أحزاب المعارضة السودانية علي إسقاط النظام الحالي وعلي هياكل الفترة الانتقالية التي تعقب ذلك, وقال الدكتور بشير آدم رحمة مسئول العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الشعبي المعارض لالأهرام إن الثورة لن تقف في السودان, مؤكدا أن أحزاب المعارضة اتفقت علي الخطوط العريضة لفترة انتقالية تعقب سقوط النظام الحالي ومدتها عامان, ولم يتبق إلا بعض التفاصيل. وأوضح أنه تم الإتفاق علي تكوين مجلس رئاسي ممثل لكل أطراف السودان من7 أشخاص احدهم امرأة, وتشكيل مجلس وزراء لايزيد علي20 وزيرا وبرلمان معين من مائة عضو في الفترة الانتقالية, يكون أولي مهامها تحقيق السلام في كل المناطق الملتهبة في السودان بدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وإيقاف الحرب مع دولة جنوب السودان. ومن جانبه, دعا السيد مبارك الفاضل المهدي القيادي البارز بحزب الأمة شباب التغيير في السودان للتماسك وعدم الاستجابة لمحاولات التخويف. وقال إن النظام ضعيف مثل نمر من ورق رغم ادعاءات ومظاهر القوة التي يستعرضها النظام, فأركانه منقسمة علي نفسها وتتربص ببعضها البعض.