وزير الرياضة يبحث مع رئيس اتحاد الجودو آخر استعدادات مصر لاستضافة البطولة العربية    القاهرة الإخبارية: غزة تشهد كارثة إنسانية شاملة والمستشفيات تتوقف تباعًا    أسعار الذهب مساء اليوم 22 يوليو 2025    الداخلية تكشف ملابسات فيديو سير توك توك عكس الاتجاه بالقاهرة    «سانا»: بدء دخول الحافلات إلى السويداء لإخراج العائلات المحتجزة داخل المدينة    ختام فعاليات ماراثون جامعة بنها الثاني لمشروعات التخرج 2025    الفلسطيني آدم كايد ينتظم في مران الزمالك    تعليم دمياط يضع اللمسات الأخيرة لاستقبال طلاب الخدمات بالمدارس الثانوية    «مايقدرش يعنفها».. إنجي علاء تدافع عن راغب علامة بعد قرار إيقافه    أحمد سعد يكشف تفاصيل وموعد طرح أغنية «اتحسدنا» من ألبوم «بيستهبل»    حالتان يجوز فيهما إفشاء الأسرار.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    3 أطعمة لخفض الكوليسترول يجب إضافتها إلى نظامك الغذائي    استشاري تغذية علاجية: «الفاكهة خُلقت لتؤكل لا لتُشرب»    بالفيديو.. رقص محمد فراج وريهام عبدالغفور من كواليس "كتالوج" وبسنت شوقي تعلق    رئيس مجلس الشيوخ: حاولنا نقل تقاليد العالم القضائي إلى عالم السياسة    اعتماد أولى وحدات مطروح الصحية للتأمين الشامل.. وتكامل حكومي - مجتمعي لرفع جودة الخدمات    أوكرانيا تراهن على الأصول الروسية والدعم الغربي لتأمين الإنفاق الدفاعي في 2026    عروض زمن الفن الجميل في ثاني أسابيع "صيف بلدنا" بالعلمين    هل يجوز الوضوء مع ارتداء الخواتم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    أمين الفتوى: الإيذاء للغير باب خلفي للحرمان من الجنة ولو كان الظاهر عبادة    لتعزيز صناعة الدواء بالقارة السمراء.. مصر تدرس إنشاء مصنع دواء مشترك مع زامبيا    رئيس اتحاد عمال الجيزة: ثورة 23 يوليو أعادت الكرامة للطبقة العاملة    أهم أخبار الكويت اليوم.. ضبط شبكة فساد في الجمعيات التعاونية    حملة للتبرع بالدم فى مديرية أمن أسيوط    الجريدة الرسمية تنشر قرارين للرئيس السيسي (تفاصيل)    هل يواجه المستشار الألماني ضغوطا لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل؟    «انتهت رحلتي».. نجم اتحاد طنجة يوجه رسالة إلى جماهيره قبل الانتقال للزمالك    "حلو التان" أغنية ل أحمد جمال بتوقيع الشاعرة كوثر حجازي    تقديم الخدمات المجانية ل 4010 حالات ضمن حملة "100 يوم صحة" بالمنيا    بكم طن الشعير؟.. سعر الأرز اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025 في الأسواق    «في فرق كبير والتاني بيستخبي».. عبدالحفيظ يعلّق على تصرفات إمام عاشور وفتوح    وزير قطاع الأعمال يبحث مع هيئة الشراء الموحد التعاون بقطاع الأدوية والمستلزمات الطبية    الداخلية تواجه سرقة التيار الكهربائي ب4120 قضية في يوم واحد    أدعية لطلاب الثانوية العامة قبل النتيجة من الشيخ أحمد خليل    رفع الأشجار المتساقطة من شوارع الوايلي غرب القاهرة    البورصة المصرية تخسر 12.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    انتظام محمد السيد في معسكر الزمالك بالعاصمة الإدارية    وزيرة التخطيط تلتقي ممثلي شركة ميريديام للاستثمار في البنية التحتية لبحث موقف استثمارات الشركة بقطاع الطاقة المتجددة    نقابة أطباء قنا تحتفل بمقرها الجديد وتكرم رموزها    تنسيق كلية تجارة 2025 علمي وأدبي.. مؤشرات الحد الأدنى للقبول بالجامعات    افتتاح نموذج مصغر للمتحف المصري الكبير بالجامعة الألمانية في برلين (صور)    «هو لازم تبقى لوغاريتمات».. شوبير ينتقد الزمالك بسبب عرضي دونجا وصبحي    حملة دعم حفظة القرآن الكريم.. بيت الزكاة والصدقات يصل المنوفية لدعم 5400 طفل من حفظة كتاب الله    بعد أيام.. موعد وخطوات ورابط نتيجة الثانوية الأزهرية    مصرع دكتور جامعي وإصابة 5 من أسرته في حادث مروع بالمنيا    فيلم الشاطر ل أمير كرارة يحصد 22.2 مليون جنيه خلال 6 أيام عرض    خاص| دنيا سامي: نفسي أعمل "أكشن كوميدي".. ومبسوطة بنجاح مصطفى غريب    الصحة: إغلاق خمسة فروع لعيادة "بيلادونا ليزر كلينك" للتجميل والعلاج بالليزر    طقس السعودية اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025.. أجواء شديدة الحرارة    اجتماع طارئ بجامعة الدول العربية لبحث الوضع الكارثي في غزة    استخراج جثامين طفلين من الأشقاء المتوفين في دلجا بالمنيا    الخطيب يطمئن على حسن شحاتة في لفتة إنسانية راقية    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى الرئيس النيجيري    العش: معسكر تونس مفيد.. ونتطلع لموسم قوي مع الأهلي    وزير خارجية فرنسا: ما يحدث في غزة فضيحة.. ولا مبرر لعمليات إسرائيل العسكرية    «حرب الجبالي» الحلقة 43 تتصدر التريند.. أسرار تنكشف وصراعات تشتعل    10 تيسيرات من «الداخلية» للمُتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة 2025    من الهند إلى أوروبا.. خطة سرية كبرى بين نتنياهو وترامب لليوم التالي بعد إنهاء الحرب في غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
كلنا يعرف الحقيقة وأغلبنا اختار الفتنة
نشر في الأهرام اليومي يوم 29 - 06 - 2012

لا والله‏..‏ ما كلنا فيه وعليه من عدم اتفاق وانقسام وشكوك وتخوين‏..‏ نحن من صنعناه ولا أحد غيرنا له دخل فيه‏...‏ نحن من غرس ويغرس الانقسام والانتقام في نفوسنا ولا مخلوق غيرنا يفعل هذا فينا...
دخلنا في سنتين ونحن نختلف في كل شيء وعلي أي شيء...
اعتقدنا أن الانتخابات ستكون نقطة فصل بين ما قبل وما بعد.. وفعلا حدث هذا في الانتخابات التشريعية وأغلبنا شهد بنزاهتها...
رحنا نبحث عن أحلامنا التي ابتعدت لأن المتبقي انتخابات الرياسة وبعدها نكون قطعنا النفق المظلم الموحش وخرجنا معا منه إلي المستقبل الذي نحلم به والذي يستحقه الوطن...
وجاءت انتخابات الرياسة وانتهت جولتها الأولي علي خير وما سبقها وتلاها أشار لنا بوضوح أن كل واحد منا داخله حاكم فرد وأن الأنا هي الغالب ونحن لا وجود لها وأن المصلحة الشخصية طاغية وأن أمامنا وقتا لنعرف ونتعلم كيف ننكر ذاتنا أمام المصلحة العامة؟. كيف يتنازل عدد من المرشحين لإعلاء فرصة مرشح؟ كيف نضع مصلحة المجموع قبل مصلحة الفرد؟.
انتهت الجولة الأولي ولم يجرؤ مخلوق علي التشكيك في نزاهة نتائجها رغم محاولات التشكيك المسبقة من أن الانتخابات ستكون مزورة وهذا التشكيك اختراع مصري.. لأنني أفهم أن توجه اتهامات تزوير علي انتخابات أجريت بالفعل والاتهام معه الدليل لأن البينة علي من ادعي.. لكن لا أعرف كيف يكون هناك اتهام علي تزوير شيء هو أصلا لم يتم.. ما علينا!.
انتهت الجولة الأولي وبدأ الاستعداد لجولة الإعادة الحاسمة.. والمنافسة انحصرت بين اثنين د.محمد مرسي والفريق شفيق ود.مرسي أصواته أعلي من الفريق شفيق.. والفارق في الأصوات موجود لكنه ليس كبيرا أو شاسعا بما يشير إلي أن المنافسة في جولة الإعادة ستكون قوية وصعبة وفرص الفوز لكليهما فيها قائمة وتقريبا متساوية...
وأيضا قبل أن تبدأ جولة الإعادة ظهرت مرة أخري من معسكر د.مرسي تصريحات وتلميحات عن التزوير وفي المقابل تأكيدات من المجلس الأعلي للقوات المسلحة بأنه يقف علي مسافة واحدة من الجميع.. والحقيقة أن انتخابات الجولة الأولي وقبلها انتخابات الشعب والشوري أكدت أن المجلس الأعلي صادق وعلي الحياد تماما ال13 مرشحا الذين دخلوا الجولة الأولي.. جميعهم شهد بنزاهة الانتخابات وجميعهم تقبل النتيجة...
وبدأت انتخابات الإعادة وانتهي يومها الأول علي خير رغم أن الشائعات التي سبقت الإعادة كلها دارت حول العنف الذي سيحدث والضحايا التي ستقع!. كل ما حدث شكاوي وبلاغات في خرق الصمت الانتخابي وعن حالات تزوير وما شابه وخلاف ذلك لم يكن هناك ما لفت الأنظار سوي عدم الإقبال وربما كانت حرارة الطقس لها دور لكن الذي تأكد فيما بعد أن الحر ليس السبب إنما السلبية هي المرض!.
والذي حدث في اليوم الأول هو نفسه ما تم في الثاني.. لا صحة للشائعات ولا عنف ولا مشكلات.. ويكفي أنه لأول مرة في تاريخ الانتخابات بمصر تنتهي عملية التصويت لأكبر عدد شارك في انتخابات بمصر دون أن يموت مواطن مصري واحد...
انتهت الانتخابات وأغلقت الصناديق ولم يعد متبقيا إلا فرز الأصوات.. فماذا حدث؟
الذي حدث يثبت غرابة أفعالنا وعدم مسئولية تصرفاتنا.. وتعالوا نتعرف علي محصلة ما فعلناه من خلال هذه النقاط:
1 الانتخابات مرحلتان. الأولي يوما تصويت وفيهما كل شيء متوقع.. متوقع وقوع خلافات ومتوقع وقوع صدامات ومتوقع حدوث خروقات ومتوقع نشوب خناقات ومتوقع اندلاع عنف ومتوقع سقوط ضحايا.. لماذا نتوقع كل ذلك؟. لأن التصويت علي مدي يومين فيهما أحداث متغيرة كل لحظة وفيهما أكثر من26 مليون ناخب دخل وخرج في13 ألفا و96 لجنة علي مدي14 ساعة متصلة في اليوم الأول ومثلها في الثاني. أما المرحلة الثانية للانتخابات فهي فرز الأصوات والمتوقع فيها من خروقات لا يقارن بالنسبة للتصويت الذي فيه عدد هائل من البشر تحت ضغوط المنافسة ووسط مناخ تشكيك وشائعات من شهور طويلة مضت وفي ظل تجربة ديمقراطية جديدة علينا وتحت رحمة السياسة التي لا ترحم ولا تعرف الرحمة...
كل الأمور تأخذنا إلي إمكانية حدوث كوارث لا كارثة ومع ذلك لم يحدث شيء واحد علي الإطلاق في عملية التصويت.. ومثلما بدأت في هدوء واحترام انتهت علي خير وبدون اتهامات حقيقية من الطرفين والأهم من ال26 مليون ناخب الذين صوتوا والذين خرجوا من التجربة بيقين أظنه الأهم في هذه القضية.. أنها انتخابات نزيهة وأن صوت كل واحد من ال26 مليونا لم ولن يجرؤ مخلوق علي تزويره...
2 تلك هي الشهادة الأهم علي الإطلاق للعملية الانتخابية الأصعب والأطول والأكثر احتكاكا والأقرب للمشكلات والظنون.. وأهم ملامحها أن عملية التصويت انتهت علي خير دون تزوير من الجهة التي تنظم الانتخابات حيث المتبع والمتعارف عليه تزوير إرادة الناخب الموجودة في الصناديق.. وهذا هو الحدث الأهم لأن إرادة الناخب كانت تنتهك في هذه المرحلة.. مرحلة التصويت...
إذن المرحلة المتوقع فيها المشكلات والتي يمكن أن تتقبل أي اتهامات.. مرت دون اتهام واحد بتزوير إرادة الناخبين.. وأتحدث عن يومي التصويت وفيهما يمكن أن يحدث أي شيء وكل شيء.. لأننا نتكلم عن عدد بشر هائل في آلاف اللجان وعن أماكن بعيدة نائية وعن ضغوط نفسية وعن حملات دعائية وعن شائعات وعن تكنولوجيا تنقل الشائعة في لحظة...
هذا التأمين الهائل لأكبر انتخابات في تاريخنا رسالة طمأنة للشعب بضمان سلامته وضمان سلامة أصواته والمرحلة التي تتقبل الاتهامات والشكوك وتأخذنا إلي دائرة الانقسام انتهت والصناديق أغلقت لأجل أن تبدأ مرحلة الفرز وهي في ظل الإجراءات التي اتبعت استحالة أن يوجه لها اتهام!. ليه؟.
لأن الصناديق لا تنقل من اللجان الفرعية ولأن كل صندوق عليه قاض ولأن الفرز يتم في نفس المكان وتحت الإشراف القضائي وفي حضور مندوب كل مرشح وتحت رقابة منظمات وفي ظل وجود إعلامي...
3 مستحيل أي اتهام.. لماذا؟.
لأن كل إجراء في إجراءات عملية الفرز يقوم به القاضي أمام مندوب كل مرشح.. وعملية فرز الأصوات تحت إشراف القضاء وعلانية أمام الجميع.. وكل مندوب يسجل لنفسه ومع نفسه صوتا بصوت لمرشحه ولمنافسه وكل صندوق ينتهي فرزه تراجع أصوات كل مرشح وتحسب الأصوات الباطلة والمجموع لابد أن يتساوي مع عدد الأسماء الموقعة في الدفاتر...
انتهي الفرز وقام القاضي بعمل محضر فيه كل الإجراءات ويسجل فيه أرقام كل مرشح والأصوات الباطلة.. وهذا المحضر يوقع عليه القاضي ومندوب كل مرشح ويقوم القاضي بتسليم نسخة من المحضر إلي مندوب كل مرشح...
معني الكلام أن المحضر الموجود نسخة منه مع كل مرشح فيه نتيجة هذه اللجنة الفرعية.. عدد الأصوات المقيدة وعدد الأصوات التي انتخبت وعدد أصوات كل مرشح وعدد الأصوات الباطلة...
بمعني أوضح.. أن توقيع مندوب كل مرشح علي المحضر هو اعتراف منه بالنتيجة التي انتهت إليها هذه اللجنة.. والأهم طبعا ليس توقيع المندوب إنما القاضي الذي توقيعه معناه حكم قضائي بنتيجة هذه اللجنة في حضور مندوب كل مرشح...
بانتهاء فرز الأصوات في كل اللجان الفرعية يكون أمامنا13 ألف محضر ل13 ألف لجنة وتجميع أعداد أصوات هذه المحاضر يعطينا النتيجة النهائية للانتخابات ومن الفائز بها...
4 إذن كل طرف لديه أرقام أصوات كل لجنة وكل طرف بإمكانه أن يجمع الأرقام ويعرف النتيجة ويعرف أيضا وهذا هو الأهم.. استحالة التزوير أو التلاعب في الأرقام.. لأن المحضر الموجود معه توجد صورة منه عند المرشح الآخر والأصل عند اللجنة العليا للانتخابات.. فكيف يمكن لطرف أن يتلاعب في أصوات والآخر لا يعرف.. أو كيف للجنة أن تعلن نتيجة علي خلاف ما هو مثبت في محاضر13 ألفا و96 لجنة...
5 طيب.. من أين بدأ اللغط الذي فتح علينا بوابة جهنم من الشائعات؟.
من فجر ليلة الفرز عندما خرج علينا د.محمد مرسي في مؤتمر صحفي وأعلن من جانب واحد فوزه وهذا الإجراء أظنه استمرارا لحملة التشكيك التي انفردت بها حملة د.مرسي وضربة استباقية لأحكام اللجنة العليا وحكما مسبقا علي قراراتها فيما لو أعلنت نتيجة مخالفة!.
بعد أربع ساعات من انتهاء عملية التصويت د.مرسي أعلن من طرف واحد فوزه والفريق شفيق التزم الصمت.. إلا أن ما حدث خلق المناخ المثالي لفوضي التصريحات والشائعات...
تصريحات من جهات خارجية تحذر من التزوير في إرادة الشعب وكأن التزوير فرض عين أو أن هناك بالفعل تزويرا سيقع...
الذي ساعد علي تصاعد الأمور بسرعة رهيبة ذلك الصمت الذي ارتضته اللجنة العليا منهجا لها وكان عليها وفورا أن تتنبه إلي الفتنة القادمة لا محالة إذا ما استمر صمتها وكان عليها أن تعلن فورا شجبها لكل ما حدث وقرارها وهي سلطة قضائية تري أن المصلحة العليا للبلاد تفرض حظرا يمنع كل الأطراف من الإدلاء بتصريحات وأن اللجنة العليا هي الجهة الوحيدة المنوط بها أي تصريح يخص عملية فرز الأصوات وأنها الجهة الوحيدة التي تقوم بتجميع الأصوات وهي الجهة الوحيدة التي تتقبل الطعون الخاصة بعملية التصويت من الطرفين في الوقت المحدد وأنها الجهة الوحيدة صاحبة الاختصاص في الفصل فيها...
6 اللجنة العليا لم تفعل وتركت الباب مفتوحا لتهيئة رأي عام بوجهات نظر ليس فقط طرفي المعركة إنما لكل من له مصلحة أو حساب يصفيه أو خلاف سياسي ينهيه...
7 لأول مرة في تاريخ أي انتخابات بالعالم.. انتخابات طرفاها كل منهما يؤكد للرأي العام أنه الفائز!. انتخابات انتهت إلي فوز كلا المتنافسين ويقين عند أنصار كل طرف بأنه الفائز وأي نتيجة خلاف ذلك تزوير!.
8 اللجنة أعلنت أن النتيجة ستعلن بعد أيام وحددت الأحد الماضي موعدا للإعلان عنها بعد الانتهاء من بحث كل الطعون..
السؤال المنطقي هنا الذي لم يسأله أحد لنفسه: أليست محاضر فرز اللجان الفرعية ومحاضر اللجان العامة لدي كلا المعسكرين وفيها النتيجة قبل الطعون؟.
الإجابة المعروفة لنا جميعا أنها لدي كل معسكر وأن كليهما يعرف الحقيقة وهي لا تقبل أدني شك لأنها أرقام وليست وجهات نظر!. أرقام أصوات موجودة في13 ألف محضر ب13 ألف لجنة فرعية ومجموع أصوات كل مرشح معروف ومجموع الأصوات الباطلة معروف والفائز معروف والمتبقي معرفة ما ستسفر عنه الطعون إذا ما سلبت أصواتا من طرف أو أعطت أصواتا لطرف وسيكون ذلك أمام مندوبي كل مرشح ولا يدور في الخفاء...
هذه الحقيقة ليست خافية لأنها الأساس الذي قامت عليه هذه الانتخابات بداية من عدم نقل صندوق انتخابات من مكانه ووجود قاض علي كل صندوق ونهاية بتوقيع مندوب كل مرشح علي محضر الفرز والفرز تم أمامه والتوقيع اعتراف منه بصدق كل رقم مثبت في المحضر وهذا كله معناه أن الأصوات المثبتة في محاضر13 ألف لجنة هي الحقيقة نفسها وليس عنوانها.. وأن أي تغيير سيحدث علي هذه الأصوات سيكون جراء الطعون ولا شيء سواها...
هذه الحقيقة اختفت واندهست ولم يعد لها وجود أمام تصريحات لا تتوقف وتأكيدات لا تسمح لعقل بأن يفكر.. تصريحات من كلا المعسكرين وكلها لا يرقي لها شك في أن كليهما هو الفائز...
الذي خلق الفتنة التي نحن داخلها.. تلك الأخبار التي انتشر تداولها داخل وخارج مصر من أن الفريق شفيق هو الفائز.. وأن وحدات الجيش التي انتشرت في أنحاء مصر انتشرت تحسبا لما قد يحدث بعد إعلان فوزه.. وأن الحرس الجمهوري تسلم بالفعل المنزل الذي يقطنه في الواحدة والنصف ظهرا وكلام كثير في هذا الاتجاه تتناقله الملايين بالتليفونات دون أن يتأكد واحد فقط من صحة خبر واحد...
خلاصة القول أنه أصبح هناك يقين لدي جموع المصريين بأن تلك هي الحقيقة ولا شيء سواها.. حقيقة أن الفريق شفيق هو الفائز حتي قبل ساعتين من إعلان النتيجة وأن تدخلا تم في اللحظات الأخيرة وغير النتيجة.. والذي تدخل الجيش رضوخا لأمريكا والذي نفذ التزوير اللجنة العليا للانتخابات...
أحد لم يسأل نفسه: هل يمكن أن تعلن اللجنة نتيجة علي خلاف ما هو مثبت في المحاضر الموجودة لدي طرفي التنافس وأصلها عند اللجنة...
لم نسأل أنفسنا لأننا فضلنا الاحتكام للأقوال والتصريحات والتأكيدات واعتبرناها عين الحقيقة ونسينا أن الأصوات كلها موجودة لدي كل طرف وأنها وحدها فقط هي الحقيقة وأنه استحالة العبث فيها أو القول بغير ما هو مثبت بها...
استحالة لأن عملية فرز الأصوات لا يمكن التلاعب فيها أو بها لأن كل لجنة أصواتها لم تغادر المقر ولأن كل صندوق عليه قاض ولأن الفرز تم علانية أمام مندوبي كل مرشح وأمام الإعلام...
9 يقولون إن الفريق شفيق هو الفائز حتي الواحدة والنصف ظهرا وأن اللجنة تأخرت في إعلان النتيجة نتيجة تدخلات...
طيب لو فرضنا أن هناك صفقة تمت كما يقولون وأن ضغوطا حدثت كما يتحدثون.. فهذا معناه أن الأصوات المثبتة في محاضر اللجان والموجودة لدي الفريق شفيق وعند د.مرسي.. معناه أن هذه الأصوات تم التلاعب فيها وتغييرها بمعرفة اللجنة.. هل حدث هذا؟
الإجابة أسهل مما نظن.. لأنها أرقام وليست وجهات نظر والأرقام لدي اللجنة وعند مرسي وشفيق.. والتلاعب سهل الوصول إليه وكشفه...
هل نسلم عقولنا ونفوسنا للتصريحات والتأكيدات والمؤشرات أم لأرقام موجودة لدي أطراف ثلاثة سهل جدا الكشف عنها والاحتكام لها...
القضية ليست حقيقة نريد أن نعرفها.. بقدر ما هي فتنة نريد أن نعيشها...
الحقيقة أنني أرفض تماما التصريحات المستمرة غير المسئولة المستفزة التي يتعمد أفراد من حملة د.مرسي التصريح بها في الفضائيات لأنها وقود فتنة بين أبناء الشعب الواحد!. أتمني أن تتوقف وصاية البعض علي الرئيس وإساءة البعض للرئيس...
الحقيقة أنني أختلف تماما مع أي رأي يناهض دولة القانون ولا يحترم سيادة القانون...
الحقيقة أن الفريق أحمد شفيق ضرب لنا المثل وأعطي لنا القدوة في الرقي والتحضر والمسئولية...
الحقيقة أن المعركة الانتخابية شهدت تنافسا هائلا وندية كاملة رغم الفارق الهائل بين إمكانات طرفي التنافس.. واحد مستقل لا حزب وراءه ولا خبرة لأنصاره وآخر وراءه أقوي نفوذ ووجود في الشارع المصري ليس من اليوم ولكن من سنين طويلة...
الحقيقة أن نصف الناخبين إلا قليلا لم يذهب أصلا للانتخابات...
جزء منه ربما يكون الربع قاطعها بعدم الذهاب أو إبطال الأصوات لعدم رضاه عن المرشحين...
الباقي يقترب من ال15 مليونا والنسبة الغالبة فيه إن راحت للانتخابات تعطي صوتها للفريق شفيق.. لكنها لم تذهب ولم تنتخب ولم تفكر أصلا في الانتخابات...
الحقيقة أن الحزب الوطني الذي يقولون إنه دعم الفريق شفيق.. الحقيقة أن هذا الحزب في عز مجده وقوته فشل في دعم الرئيس السابق مبارك وقت آخر انتخابات رياسة.. فشل في حشد خمسة في المائة فقط من الناخبين ليخرجوا ويصوتوا بينما شفيق دعمه أكثر من12 مليون مصري...
الحقيقة.. أن الأرقام المعلنة.. أرقام أصوات كل مرشح التي حصل عليها في الانتخابات هي الأرقام الصحيحة ولا خطأ فيها أو تدليس وتزوير.. وأن د.مرسي حصل علي أصوات أعلي من الفريق شفيق...
الحقيقة أن د.محمد مرسي هو الرئيس.. وهذا ما أقر به الفريق شفيق في كلمته المحترمة المتحضرة للشعب التي يجب أن نعلو بها فوق مشاعرنا لنطفئ نار أي فتنة تريد أن تنال منا...
الحقيقة.. أن اللجنة العليا للانتخابات اختلفت قبل إعلان النتيجة.. اختلفت علي الخروقات التي شابت عملية التصويت وليس علي الأرقام التي انتهت إليها عملية فرز الأصوات...
الخروقات تمثلت في تدخل بعض القضاة في لجان فرعية لمصلحة مرشح بعينه وتم التصدي لذلك.. وخروج بعض الإداريين في بعض اللجان عن مقتضيات واجبهم لمصلحة مرشح بعينه وتم إقصاؤهم.. وتسويد البطاقات فيما عرفناه بقضية المطابع الأميرية.. والتصويت الطائفي ومنع الأخوة الأقباط في بعض اللجان...
رأي في اللجنة يري إعادة الانتخابات نتيجة هذه الخروقات.. ورأي يري اعتماد النتيجة التي انتهت إليها عملية عملية الفرز حيث لا يوجد دليل دامغ علي الخروقات...
الحقيقة أن اللجنة احتكمت للتصويت الذي انتهي إلي الأخذ برأي اعتماد النتيجة وبالفعل وبالإجماع اعتمدت اللجنة نتيجة الفرز بعد فحص الطعون...
اختلفت اللجنة علي الخروقات التي تتحمل وجهات نظر واتفقت علي الأرقام التي يستحيل الخلاف عليها.
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.