المستشارة تهاني الجبالي استبقت جماعة الأخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة إعلان النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية ، وإعلان فوز مرشحهم الرئاسي الدكتور محمد مرسي لرئاسة الجمهورية، في المقابل فإن حملة المرشح المنافس الفريق احمد شفيق رفضت النتائج التي أعلنتها حملة مرسي وأكدت ان مرشحها هو الفائز ، مشددة على ضرورة انتظار النتائج الرسمية التي سوف تعلنها اللجنة العليا للانتخابات، وقد ادى تضارب تصريحات الحملتين وادعاءات كلا منها الفوز الى تشتت الرأي العام فيما ذهب بعض الخبراء والمراقبين إلي توجيه انتقادات شديدة لخطوة الاخوان بإعلان فوز مرشحهم ، مؤكدين ان الجماعة تخطت دور اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية وانتهكت سيادة القانون وارادت تضليل الرأي العام ، فيما رأي آخرون ان ما فعله الاخوان امر طبيعي يستند الى إمتلاكهم لمحاضر الفرز في كافة اللجان الفرعية. عقبت المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية علي ما يقوم به الإخوان من إعلان فوز مرشحهم الدكتور محمد مرسي لرئاسة الجمهورية ، وقيامهم بعمل إحتفالات وخلافه بميدان التحرير وعدد من المحافظات كتعبيراً عن إعلانهم الرسمي لفوزه في الانتخابات الرئاسية ، وقيام أنصاره وأعضاء حملته بتوزيع كتيبات و تقارير بالأرقام تؤكد فوزه ، بالرغم من عدم إعلان اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية النتيحة النهائية ، قائلة أن هذا الأمر يزعجني أن تصبح الدولة المصرية دولة القانون بهذا الإنتهاك الذي يحدث لها . وأضافت تهاني أنه يجب أن ننتظر نتيجة الإنتخابات و نحترمها أياً كانت ، لكن بشرط أن تعلنها اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية حيث أنها الجهة المسئولة قانونياً عن إعلان النتائج وطعونها بعد النظر إليها ، لأنها اللجنة الوحيدة والموكلة بالإشراف علي الإنتخابات وعنوانها النزاهة ، وإن كان شابها الكثير من التجاوزات التي تنتظر حكم اللجتنة فيها مقدمة من أى من المرشحين ، وشددت أن النتيجة يجب أن تؤخذ من اللجنة العليا المسئولة فقط عن ذلك ، وليس من أي من المرشحين وأكدت تهانى بأن إستباق مرسي بأنه هو الفائز تصرف لا يليق برئيس جمهورية ، حيث أن عنوان إلتزام أي رئيس جمهورية هو إلتزامه بسلطته الدستورية ، وأن مثل هذا التصرف إنتهاك صارخ لسلطة القانون والمؤسسات ، وهو أمر خطير لايجوز أن نُستدرك إليه بينما قال الدكتور عبد الغفار شكر وكيل المؤسسين لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي عن تحليله لتلك الظاهرة أن أي مرشح في مكان الدكتور محمد مرسي لكان سيقوم بنفس التصرف ، حيث أن بحوزتهم محاضر لجان الفرز الرسمية ، وذلك بحكم أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية تنص علي أن تقوم كل اللجان الفرعية بعد الانتهاء من عملية الفرز بتسليم مندوب كل مُرشح صورة رسمية من النتيجة لتصبح بحوزتهم . وأضاف شكر أن مندوبي جماعة الاخوان بكل المحافظات قاموا بتجميع كل هذه المحاضر ، وكانت النتائج كما اعلنوها لصالح مرسي - علي حد إعلانهم - ، ويري شكر أن هذا تصرف طبيعي لأي مرشح ، وعن احتفالاتهم أول أمس بميدان التحرير وبعض المحافظات أنهم يسعون لقطع الطريق علي أي محاولات لحدوث أي تلاعب ، وفي ذات الوقت ليكونوا رأي عام مستجيب لهم . و أكد شكر أن الأخوان مستندين علي محاضر رسمية تثبت أن إدعاتهم بفوز مرسي لها أساس ، فيما كان إدعاء حملة شفيق بالفوز مجرد إدعاء أن مرشحهم الفريق شفيق قد فاز ، وحصل علي أصوات أعلي من مرسي ، و مستند علي مجرد التشكيك ، لأنه قام بتقديم العديد من الطعون فلو كان واثقاً من نتيجة فوزه ما كان تقدم بالأوراق والطعون ليحصل علي الأغلبية ، بعد إستبعاد أصوات مرسي . وأوضح شكر عن تسويد الإستمارات التي أتهمت بها حملة مرسي ، أن التحقيقات التي تجري داخل اللجنة هي التي ستكشف حقيقة الأمر ، مشيراً إلي أنه ليس من المعقول أن يقبل أي ناخب بالتصويت علي بطاقة بها علامة لمرسي دون التلويح بذلك أو إبلاغ اللجنة عنها ، فكيف ستدخل تلك الإستمارات داخل الصناديق من الأساس ؟ إلا إذا كان القاضي المسئول عن رئاسة اللجنة هو من قام بوضع الإستمارات داخل الصندوق ، فلا يمكن أن يكون لمواطن أي يد بوضع الاستمارة داخل الجنة ، والطعون ستسهل كشف الحقيقة ، وسيتم حصر الأعداد الفعلية للمواطنين بكل لجنة و مقارنتها بأعداد الاستمارات داخل الصناديق . و علي جانب آخر صرح المهندس أحمد بهاء الدين شعبان القيادى اليسارى وأحد مؤسسى حزب الاشتراكى المصرى ، أن مبادرة الأخوان بإعلان فوز الدكتور محمد مرسي مرشحهم الرئاسي ما هو إلا إستباق في النتائج النهائية ، و لا يملك أي إنسان إلا الإنتظار لإعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية النتائج النهائية والرسمية . وأوضح شعبان أن إستباق الأخوان لإعلان الفوز لصالح مرشحهم ، أتي من منطلق أن يقوموا بتوجيه الرأي العام في حال فوز الفريق أحمد شفيق أن يظهر وكأنها واقعة تزوير ، مع أن هناك قرائن وإشارات بوجود عمليات تزوير ، وخصوصاً وجود بطاقات التسويد لصالح " مرسي " الذي يعد كارثة قد تؤدي إلي ضرب العملية الإنتخابية برمتها . وأضاف شعبان إلي أن ما حدث بميدان التحرير وجميع الميادين ما هو إلا إبتزاز وخداع للشعب المصري ، مشيراً إلي أنه حتي لو جاءت النتائج لصالح " شفيق " سيقوموا بإتهام اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بالتزوير لصالح شفيق وأعلن شعبان أنه قد أبطل صوته وغير متحيز لأي مرشح ، مؤكداً أنه ضد شفيق لأنه رمز من رموز الفلول وضد مرسي الذي لا يُمثل الشعب أو رمز للثورة كما يدعون ، وما يقوم به الإخوان حالياً هو سرقة للوعي المصري كما فعلوا حينما تحايلوا ليحصلوا علي كراسي مجلس الشعب ، ويهاجموا خصومهم منتهجين نهج ابو إسماعيل وأنصاره ، عندما ملأوا الدنيا صياحاً وضجيجاً ، فهذه أنماط سلوك لهدم البناء الديموقراطي . وقال شعبان انه يجب الرضا بإحتكام اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية وإختيارات الشعب المصري حتي وإن لم نقبلها ، فتلك الاستباقات التي يقوم بها مرسي و شفيق خطأ جسيم وإرهاب لأغلبية الشعب ، فالبعض من تلك الإحصائيات لم يُثبت صحتها بعد ، ويجب قبول التيجة أياً كانت .