بعض النساء لا يمكن أن تكون من صنف النساء أو حتي البشر رغم الفطرة النقية وغريزة الأمومة والحنان المتدفق وما جبلت عليه الأنثي من رحمة وعطف وقلب يفيض حبا وشفقة هذا البعض يعد حالات شاذة لا يقاس عليها ولا تنتمي إلي مصفوفة ست الحبايب التي سخرت الجنة لتكون تحت أقدامها ، ووضعت طاعتها وبرها كشرط لرضا الرحمن ، ولديها الإستعداد لأن تحارب العالم كله من أجل حماية أطفالها وتأمين الحياة الكريمة لهم ، وأن تدون ملاحم في الصبر علي كل صعب من أجلهم. لكن عبير ابنة الواحد والعشرين عاما ربة منزل من قرية بطرة مركز طلخا لم تكن كذلك ، ولم تكن الأم كما ينبغي وهي تنهي حياة طفلها الرضيع إبراهيم الذي أبصر الدنيا قبل سبعة أشهر فقط وكان أول فرحتها بعد زواج مثير وغريب من عامل إكتشف ليلة الزفاف أنها ليست آنسة . فسرعان ما فضفض الشاب لوالدته وأسرته والذين تتبعوا الزوجة الشابة وأقاربها حتي علموا أنها كانت علي علاقة غير شرعية مع أحد الشباب القرية قبل زواجها. بدأت المشكلا تزداد في بيت الزوجية وكلمات الخيانة تلاحق الزوجة الشابة من الكبير والصغير ، فقد هداها شيطانها إلي حيلة لا يعرفها سوي إبليس وذريته وأوعز إليها أن تنتقم من زوجها وأسرته في صورة طفله الذي حملته في أحشائها تسعة أشهر، وإنتهزت وجودها بمفردها بالشقة وإنهالت بعصا خشبية علي رأس طفلها الرضيع ، لم تتردد لحظة أو تتراجع أو يهزها بكاءه وصراخه المدوي في الغرفة ولم تنظر إلي وجهه الملائكي وهي تضربه حتي لا تضعف أو تتراجع ، ثم صرخت بأعلي صوتها حتي تكتمل التمثيلية الفجة ليتجمع الأهل والجيران في الحال ، فأخبرتهم بأن الطفل سقط من فوق السرير وتهشم رأسه ، وكانت المفاجأة أنه لايزال علي قيد الحياة . ومع أن والد الطفل لم يتهم أحدا بالتسبب في الواقعة وتعامل معها حسب رواية والدته ، إلا أن المقدم علي خضر مفتش مباحث طلخا ورئيس المباحث رائد أحمد شبانة كان لهما رأي آخر بعد الاشتباه الجنائي في الحادثة ومسارها الغريب والإصابات الموجودة في جسد ورأس الطفل ، ونجح الأمن تحت إشراف اللواء مصطفي النمر مدير أمن الدقهلية واللواء مجدي القمري مدير المباحث الجنائية أن وراءها أم الطفل نفسه.