ما تسرسبيش يا سنيننا من بين ايدينا .. ولا تنتهيش ده احنا يا دوب ابتدينا واللى له أول بكرة حيبان له آخر .. وبكرة تفرج مهما ضاقت علينا هكذا لخص الرائع الذى ودعناه قبل أيام سيد حجاب مشوار حياتنا والتى غناها محمد الحلو فى تتر ليالى الحلميه ،المسلسل الذى جمع العمالقه كل فى مجاله التأليف أسامه أنور عكاشه والإخراج إسماعيل عبد الحفاظ والتمثيل يحى الفخرانى وصلاح السعدنى وصفيه العمرى وإنعام سالوسه وكل من شارك فى هذه الملحمه الدراميه وإذا كنا دائمآ نردد أن الفنانين والشعراء لا يرحلون برحيل الجسد فهذه حقيقه لأن عطائهم باق ينهل و سيتفيد منه جيل بعد جيل . رحيل سيد حجاب خساره كبيره فهو لم يكن مجرد شاعر مبدع ولكنه كان قيمه وقامه إنسانيه ووطنيه لها دورها فى تغيير وجه الوطن سيد حجاب، المولود في 23 سبتمبر عام 1940 عرف الشعر منذ سنواته الأولى، ولم يكن كعادة الشعراء الذين يفتحون أعينهم على قصائد عاطفية تتناول حبيبة غائبة أو منتظرة، وإنما انفعل في بداية حياته بقضية مصر الأكبر في ذلك الوقت، وهي الاحتلال الإنجليزي، فخرج في وقفات صامتة ومظاهرات مقاومة للاحتلال وهو في ال 11 من عمره، ومن تلك الوقفات والمظاهرات انطلقت أولى قصائده التي ترثي الشهيد الطفل نبيل منصور. ولم يكن الطفل سيد، يعلم أن ما يكتبه سوى "لعب عيال" حتى جلس مع أبيه الذي عرفه على ماهية "الموهبة"، قال له إنه شاعرٌ بالسليقة وأنه ينبغي استخدام موهبته في حمد الله، بالإضافة إلى ضرورة دراسة علم العروض حتى يمنح موهبته الفطرية بعدا آخر، وبعدها، ظل الأب لثلاث سنوات كاملة مواظبا على تعليم ابنه أوزان الشعر بعد احتساء قهوة العصر. انضم حجاب، في سن العاشرة تقريبا، إلى شعبة الدعاة في المطرية، كشبل من أشبالهم، الذين يخطبون في المساجد بعد انتهاء الصلاة، لينال وقتها لقب "الشيخ سيد". ويعد حجاب، تلميذا مباشرا للكبير صلاح جاهين، الذي قدمه للجمهور كشاعر للمرة الأولى من خلال باب "شاعر أعجبني" بمجلة "صباح الخير"، وتنبأ باحتلاله مرتبة مهمة في شعر العامية في مصر. وبالفعل، ظل حجاب ينشر قصائده ودواوينه منذ بداية الستينات وحتى بدايات الألفية، جنبا إلى جنب مع كتابة الأغاني وتترات المسلسلات التلفزيونية، والتي ظلت عالقة بالأذهان لسنوات طويلة حتى أصبحت تراثا فنيا حقيقيا كأغاني تترات "ليالي الحلمية"، "المال والبنون"، "أرابيسك"، و"بوابة الحلواني". وكأغلب مبدعي الستينات والسبعينات، عانى حجاب من تجربة الاعتقال عام 1966 ووجهت إليه نفس التهمة التي طالت الآخرين، وهي الانضمام لتنظيمات شيوعية معادية لدولة جمال عبدالناصر، فيما كانت مطالب هؤلاء الشباب أن يبني ناصر دولة ديمقراطية حقيقية، لا أن يحتكر العمل السياسي فيها ويغلق بقية الأفواه، فيما كان اعتقاله في زنزانة واحدة مع صديقة عبدالرحمن الأبنودي. ويمتاز شعر حجاب ببساطة مدهشة وكلمات شديدة الصلة بلغة الأحاديث اليومية، مع نهايات مفاجئة تحمل دفقة المعنى والإحساس دفعة واحدة، كما تتميز جمله الشعرية بموسيقى داخلية شديدة الوضوحة. وصيه سيد حجاب رحمه الله كتبها شعرآ ولما أموت لو مت ع السرير ابقوا احرقوا الجسد ونطوروا رمادى ع البيوت وشوية لبيوت البلد وشوية ترموهم على تانيس وشوية حطوهم فى إيد ولد ولد أكون بُسُته .. ولا أعرفوش ولو أموت .. قتيل – وانا من فتحة الهويس بافوت - ابقوا اعملوا من الدما حنة وحنوا بيها كفوف عريس وهلال على مدنة ونقرشوا بدمى - على حيطان بيت نوبى تحت النيل – اسمى” لمزيد من مقالات أشرف صادق;