ليست قرية الأمل فقط في بني سويف هي التي تغرق في مياه الصرف الصحي, وانما الأراضي الزراعية أيضا ماتت بسبب تدفق المياه الزائدة عن طاقة محطة الصرف الصحي ببياض العرب في بني سويف, بينما المسئولون في سبات عميق!! في البداية يؤكد سعد عبد الحميد( نجار مسلح) ومقيم بقرية الأمل ببياض العرب أن القرية يوجد بها55 أسرة هربت كلها ولم يبق منها سوي خمس أسر وتوجهنا بشكوي الي المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف نتضرر فيها من الطفح المستمر لمياه الصرف الصحي من محطة الصرف الموجودة أعلي القرية التي أصبحت تهدد القرية بالانهيار وانتشار الأوبئة والأمراض, وقام المحافظ بتحويلها إلي رئيس شركة المياه والصرف الصحي وللأسف الشديد لم يتم عمل شيء. ويضيف صلاح الديب رئيس الوحدة المحلية بقرية بياض العرب بشرق النيل أن مشكلة تبوير الأراضي الزراعية يرجع السبب فيها إلي المخلفات الناتجة عن المدينة الصناعية التي تصب في محطة الصرف, وبصفتي رئيس الوحدة المحلية التابعة لها قرية الأمل المتضررة من محطة الصرف الصحي التي أغرقت القرية ودمرت الأراضي الزراعية وتسببت في تبويرها قمنا بإبلاغ الجهات المسئولة لحل المشكلة في بدايتها لكن لم يستجيبوا لنا إضافة الي أن محطة الصرف الصحي غير مطابقة للمواصفات الفنية, وتسببت في غرق قرية الأمل وتدمير الأراضي الزراعية وحاليا يتم بناء محطة صرف جديدة, وللأسف بنفس المواصفات السابقة للمحطة القديمة التي أدت لتبوير الأراضي الزراعية! ويوضح المهندس جلال محمود محمد( مهندس زراعي) أن المسئولين عن محطة الصرف الصحي السابقين نفذوا محطة الصرف وأحواض المدينة الصناعية في منطقة مرتفعة عن الأراضي الزراعية مما أدي الي تبويرها وكشفت المعاينة لقرية الأمل عن تسرب مياه الصرف الصحي من المحطة في اتجاه الوادي المؤدي الي هذه الأراضي مرورا بالطريق العام بني سويف الكريمات منذ سنوات طويلة مما أدي إلي تبوير مساحات شاسعة من الأراضي, مؤكدا أن الحل الأمثل لهذه المشكلة هو تكليف كل مصنع بعمل محطة معالجة للمياه وأضاف أنه تم تسليم900فدان الي محطة الصرف الصحي منذ أكثر من4 سنوات لعمل منطقة غابات شجرية ولم تنفذ حتي الآن ويتساءل من المسئول عن ذلك؟! ويشير المهندس عصام أحد الفنيين إلي أن المنطقة الصناعية ببياض العرب تم تشغيلها في2001-2001وتم بناء محطة الصرف الصحي في عام2005وهذا يؤكد أن مخلفات المدينة الصناعية لم يتم تحويلها إلا بعد ثلاث سنوات. من جانبه أكد اللواء يسري هنري عازر رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي ببني سويف أن المنظومة الأساسية في الخطة كانت خطأ, وكان من الضروري عمل محطة صرف صحي قبل إنشاء المدينة الصناعية, وأن الأحواض التي تستخدم في محطة الصرف الصحي للمدينة الصناعية لا تستوعب المياه لأن مساحة الأحواض. تستوعب11 ألف متر مكعب والمياه الناتجة عن المدينة الصناعية13ألف متر مكعب والسبب في ذلك هو زيادة عدد المصانع, وذلك أدي إلي زيادة منسوب المياه عن مستوي منسوب الأحواض وتسبب ذلك في غرق الأراضي الزراعية, وهو أيضا من أسباب غرق قرية الأمل, في حين أن محطة الصرف الصحي مطابقة للمواصفات الفنية اللازمة, ولكن المشكلة كما ذكرنا في زيادة عدد المصانع, أما بالنسبة لعدم زراعة الغابات الشجرية فأوضح يسري أن شركة المياه والصرف الصحي غير مسئولة عن ذلك إنما المسئول عن زراعة الغابات الشجرية هو وزارة الزراعة لزراعتها أو لإسنادها لمستثمر يقوم بزراعتها. وأضاف أيضا أن حل المشكلة يكمن في حفر خزان خارج قرية الأمل تلقي به كمية المياه الزائدة من الأحواض وبعد ذلك يتم شفط هذه المياه وزراعة الغابات الشجرية, والحل الأمثل عمل محطة معالجة للمياه حتي نستفيد منها في الزراعة.