هاجمت مياه الصرف مساكن وزراعات قري الغروب التابعة لمركز ناصر بمحافظة بني سويف.. وأصبحت حياة الآلاف من أهالي القري في خطر داهم دون استجابة أو تحرك من المسئولين بالمدينة والمحافظة. يقول رجب عبدالعزيز منجد من قرية كوم أبو خلاد: إن محطة صرف مركز ناصر تتجمع بها مياه صرف مركز بني سويف وقري دنديل والسبخاية ودلاص ونجع الديب وإبشنا وتدفع عزبة مطيريد التابعة للقرية الثمن بغرق مقابرها وأراضيها وكثير من بيوتها.. خاصة أن العزبة تعاني عدم وجود صرف صحي وتعتمد علي الطرنشات, مشيرا إلي أن هذه المياه تهدد حياة العديد من الأهالي بعد إغراقها أكشاك ومحولات الكهرباء الأرضية وأصبحت الأسلاك الكهربائية تغمرها المياه. وأضاف أن الأهالي هددوا بتحطيم تلك المحطة في حالة عدم وصول أي صدي للمسئولين, لوقف تسريب مياه تلك المحطة إلي القرية. ويشير صبري محمد عبدالرازق طبيب إلي أن المسئولين أثناء افتتاح محطة الصرف بجبل دنديل وعدوا بعمل غابة شجرية علي مساحة900 فدان لصرف المياه بها بعد تكريرها وكذلك إنشاء مصنع للسماد بدلا من استيراده تخفيفا علي كاهل الفلاح ولم يف المسئولون كعادتهم بالوعود, حيث تم الاستيلاء علي أراضي الغابة الشجرية لمصلحة مجموعة من محاسيب الحزب الوطني المنحل ولم يتم إنشاء المصنع وتركوا المياه تغمر الأراضي والمقابر وحتي بيوت البسطاء. ويؤكد فؤاد عبدالله أبو بكر فلاح أن محطة صرف ناصر أنشئت منذ عدة أعوام وبها12 حوضا لتخزين مياه الصرف وبدأ العمل الفعلي بها منذ أقل من عام وامتلأت عن بكرة أبيها وبدأت إدارة المحطة بعمل مواسير لصرف المياه الزائدة بالجبل داخل أحواض رملية غير معدة للتخزين مما يؤدي إلي تسربها حتي وصلت إلي مشارف طريق دنديل الزراعي ومقابر كوم أبو خلاد وعزب النقطة ومطايريد والشركة وسلطان, وهو ما يعني ابتلاع مياه الصرف أكثر من40 كيلو مترا مربعا. ويستطرد حسين عبدالحميد فلاح قائلا: قضت مياه الصرف علي150 فدانا حتي الآن من الأراضي التي تزرع بالبنجر والقمح والبرسيم بالقرية والبقية تأتي والإشكالية في أن المسئولين بصدد إنشاء خطين للصرف بجانب الخط الموجود الآن لصرف مياه القري التي تدخل مشروعات الصرف بها, وهو ما يعني تحول قريتنا إلي مخزن لمياه الصرف الآسنة ليتغذي علي أجسادنا أحياء وأموات. ويضيف محمد أمين عبدالحليم مرشد زراعي لحوض الخن4 أن تجفيف الأراضي الزراعية من مياه الصرف الصحي يحتاج إلي عدة سنوات لتعود لخصوبتها بسبب الأملاح التي تقتل التربة وتضعف إنتاجيتها لأن معظم هذه الأراضي متاخمة للصحراء ولا توجد بها مصاف لصرف المياه الآسنة منها. ومن جانبه أكد اللواء محمد حسين كامل رئيس مركز ومدينة ناصر أن سبب تسرب مياه الصرف الصحي للأراضي الزراعية هو انهيار جسر من جسور المحطة بالجبل وقمنا بالتحجير عليه من الخارج وتثبيت الأسوار وتم تجهيز حوض جديد بالتجويفات الجبلية لاستقبال المياه الزائدة. وأضاف كامل أن أراضي الغابة الشجرية التي تم وضع اليد عليها أبلغ المحافظ والجهات المعنية بها لدراسته ضمن ملف التعديات علي الأراضي بالمحافظة واتخاذ اللازم بشأنه ونفي أن تكون مياه الصرف الموجودة بالمحطة غير مكررة كما يدعي الأهالي, حيث يتم تكرير المياه عن طريق برك الأكسدة وهي انتقالها من حوض لحوض حتي تصل لدرجة المعالجة المطلوبة بعد إضافة الكلور عليها بإشراف من مديرية الصحة والبيئة. وقال كامل: إن مديرية الزراعة ستقوم من جانبها بمعالجة الأراضي المضارة بضبط نسبة اليوريا بها وسوف تتم زيادة نسبة الكلور بالمياه المعالجة لتصبح صالحة لزراعة بعض النباتات, لافتا إلي أنه بصدد عمل قنوات لتصب بمصرف أبو بكر بعد المعالجة بالشروط البيئية المطلوبة بعد سقاية الجزء المتبقي من أراضي الغابة الشجرية التي تصل إلي250 فدانا.