مات سيد حجاب .. أيوة مات سيد الشعر، وحجاب الغلابة المطحونين.. مات الولد اللى كان طيب قبل مايبقى ثورى وشايل أنين .. راحت روحه لربنا.. طلعت تقول لنا أيوة أنا جنبه .. مهما طال الألم يابشر.. بكرة هتيجوا هنا جنبه !! مات سيد حجاب .. أيوة مات يوم أربع ،وعمره سبعة وسبعين .. شالهم على أكتاف نبتة مصرية حلوة طوت ضى وألم السنين .. كان فى الأصل مصراوى دقهلاوى، معجون فى طمى الفلاحين..فى الهندسة كانت دراسته فى اسكندرية، سنة ستة وخمسين . مات سيد حجاب اللى مكملش دراسته هناك ونقل القاهرة بعدها بسنتين .. وسحرته المدينة اللى قال عنها فى شعره : هنا القاهرة هنا القاهرة الساحرة الآسِرة الهادرة الساهرة الساترة السافرة هنا القاهرة الزاهرة العاطرة الشاعرة النيّرة الخيّرة الطاهرة هنا القاهرة الساخرة القادرة الصابرة المنذرة الثائرة الظافرة صدى الهمس في الزحمة و الشوشرة أسى الوحدة في اللمة و النتورة هنا الحب و الكدب و المنظرة نشا الغش في الوش و الإفترا هنا القرش و الرش و القش و السمسرة هنا الحب و الحق و الرحمة و المغفرة و انا ف قلب دوامتك الدايرة بينا بصرّخ بحبّك يا أجمل مدينة يا ضحكة حزينة .. يا طايشة ورزينة بحبّك واعفّر جبيني في ترابك واعيش في رحابِك وأقف جنب بابك جنايني أروي بالدم وردة شبابك يا زينة جنينة حياتنا اللعينة بحبّك يا بنت اللذين بحبّك مات سيد حجاب اللى قال : و ينفِلِت من بين إيدينا الزمان كإنه سَحبة قوس في أوتار كمان و تنفرط الايام عود كهرمان يتفرفط النور و الحنان و الأمان مات سيد حجاب اللى سأل : ليه يا زمان ما سبتناش أبرياء وواخدنا ليه في طريق ما منوش رجوع أقسى همومنا يفجر السخرية وأصفى ضحكة تتوه في بحر الدموع هوسيد حجاب اللى وقف بين صحابه يقول : "يا أصحابي عجّزنا كده .. قبل المعاد ! يا أصحابي ما تبكوش علي كتوفي بقول أنا عمري ماكنتش جمل صلب اسمعوا أنا مكنتش يوم شيال الحمول اتعتعوا ووسعوا لي ف صدركم حتة عليها انحني وأقول كلام بيهزني بيغلي جوايا ونفسي أطلعه يا أصحابي .. لا .. متوسعوش ليا أنا داحنا يادوبك كل واحد مننا بيقول كلامه وهو برضو يسمعه يا أصحابي آه .. حتي الجمل بما حمل ميّل .. ونخّ هو سيد حجاب اللى كتب وصيته فى شعره نقولها من بعده وكتب فيها : ولما أموت لو مت ع السرير ابقوا احرقوا الجسد ونطوروا رمادى ع البيوت وشوية لبيوت البلد وشوية ترموهم على تانيس وشوية حطوهم فى إيد ولد ولد أكون بُسُته .. ولا أعرفوش ولو أموت .. قتيل – وانا من فتحة الهويس بافوت - ابقوا اعملوا من الدما حنة وحنوا بيها كفوف عريس وهلال على مدنة ونقرشوا بدمى - على حيطان بيت نوبى تحت النيل – اسمى" هو سيد حجاب اللى مات يوم 25 يناير، اللى كان شايفها ثورة ونور .. وبإيده كان واحد من اللى كتبوا بعدها الدستور.. حتى موته رجعت بعدها روحه تقول : ومنين بيجي الرضا ..من الايمان بالقضا ! أيوة مات سيد حجاب ضمير مصر وضحكتها .. مات سيد الشعر وحجاب المطحونين .. دلوقتى افتكره الجميع بعد ماراح بعيد.. هى عادتنا ومش هنشتريها ياشعب من جديد !! لمزيد من مقالات حسين الزناتى;