هو من سلالة المصريين الصافية الأصيلة الموغلة فى العراقة، ينحدر من طينة سمراء عاشقة للتراب والكرامة رافضة الضيم، ومع أنه لا يحمل شهادات عليا فى سلم التعليم فإنه بوعيه يضرب المثل الفريد فى الانتماء والبذل والتضحية والالتصاق بالوطن. «عراقى عبد المجيد العراقي» 23 سنة من قرية كفر الأبحر بنبروه شاب مجند فى الجيش، وهو الولد الأكبر بين ثلاثة إخوة ولدان عمر وحسنين وشقيقة اسمها دينا متزوجة، وكان يقوم بالعمل كسائق للتوكتوك فى الاجازة ليعين أسرته على أعباء المعيشة. أصر فى آخر اجازة أن يجمع إخوته ووالدته التى أنهكها تعب السنين، وأن يقوم بنفسه بإعداد طعام الغداء لهم وأن يقدم وصيته الشفوية للجميع وخص التوصية بزوجته وابنه. قال عراقى لأهله إنه راجع إلى سيناء ومش خايف من الإرهاب، راجع وحاسس انه مش هيعيش لكنه سيحمل كفنه فوق كتفه، وروحه سيقدمها فداء لتراب بلده، عراقى تحدث مع أهله عن حرب الإرهاب الأسود وعن تكفيريين لا دين لهم ولا ملة يواجهون القوات المسلحة والشعب بالموت والبارود، كما نقل لهم يقينه بأن الجيش المصرى سيطهر سيناء من عصابات الشر قريبا. ودع عراقى أهله وفى اليوم التالى عاد إليهم فى نعش ملفوف بعلم مصر وسط زملائه من الوحدة العسكرية ليزف عريسا إلى الجنة وسط زغاريد ودموع أهالى كفر الأبحر وميت عباد ودرين بعد أن أطلقت عليه عصابة إرهابية النار وأربعة من زملائه وهم عائدون من اجازتهم للالتحاق بوحدتهم العسكرية. يقول الحاج حسانين العراقي عم الشهيد والرجل الذى رباه بعد وفاة والده إن عراقى كان ملتزما فى خدمته العسكرية ولم يغب يوما أو يتأخر وكان يحلم بشهادة مدون فيها قدوة حسنة حتى يستطيع العمل والفخر بسجله فى الخدمة، رغم أنه دخل الجيش صدفة، حيث كان المفروض أن يدخل شقيقه حسنين وبعد الفحص الطبى كانت عنده مشكلة فى عينه فتم طلب عراقى ليؤدى الخدمة لأن والدهم متوفي، وعندما علم أن خدمته فى سيناء كان رجلا صلبا وقويا ولم يتهيب واعتبر أن الثأر من الإرهابيين هدف حياته. ويؤكد عم الشهيد أن أموال الدنيا لن تعوض الأسرة فقد ابنها لكنه طالب الجهات المعنية بالعناية بزوجته وأولاده من خلال معاش أو وظيفة وسكن يحميهم من عواصف الزمن. بينما تجمدت الكلمات على لسان زوجة الشهيد سيدة عبد العزيز وبصعوبة ذكرت أنه كان دائم الاتصال بها ويوصيها على طفلهما الصغير وعلى الحمل، وآخر إجازة له ودعهم جميعا وأخد ابنه فى حضنه قبل ما يسافر هو كان حاسس أنه هيموت شهيد ودايما كان بيحكى لى عن شجاعة زمايله وحملات التطهير فى سيناء . وقرر محافظ الدقهلية حسام الدين إمام اطلاق اسم الشهيد على المدرسة الابتدائية بالقرية، وصرف اعانة فورية 5 آلاف جنيه ومعاش استثنائى لوالدته .