3 - أهدانى أحد الأصدقاء مجموعة شرائط فيلمية لسنوات الشموخ العربى فى الخمسينيات والستينيات وأرفق معها للمقارنة فيلما تسجيليا مدته 4 ساعات يحتوى رصدا أمينا ودقيقا لكل وقائع التخريب والتدمير والنهب والسلب التى شهدتها مصر تحت رايات مضللة باسم البحث عن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية فى إطار الأكذوبة الكبرى المسماة بالربيع العربى لينتزع منى هذا الفيلم كل المعانى الجميلة التى عايشتها مع الشرائط الأخري. إن ما حوته هذه الشرائط ليست صيحات احتجاج بشأن طلب العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وإنما هى انعكاس لفكر التطرف الذى ينبت فكر الاستباحة ويؤدى إلى إسقاط العصمة عن الآخرين واستباحة دمائهم وأموالهم.. فالمهم هو الترويع والتخويف دون وازع من خلق أو ضمير والتعامل مع القضايا والأحداث من خلال منظار أسود لا يكشف عن أى إيجابيات وإنما يضخم الأخطاء تحت ظلال كثيفة من سوء الظن والتشكيك فى كل شيء وتلك تمثل وفق أى منظور سياسى أدلة إدانة بجريمة الخيانة للوطن ومتطلبات أمنه واستقراره! ولعل ذلك دافعى إلى أن أقول بكل العقل وبكل الموضوعية - وبعيدا عن شبهة التهوين أو التهويل لما جري- إن الإجراءات العقابية طبقا للقوانين واللوائح قد تكون ضرورية لحفظ هيبة الدولة وأمن الوطن ولكنها ليست هى الحل الأمثل والجذرى لضرب وتصفية هذا الفكر المتطرف الذى يحتاج إلى جهد علمى منظم من المجتمع ككل من أجل كشف وتعرية أهدافه وهوية المستفيدين منه.. ثم إننى أقول أيضا إن مثل هذه السلوكيات المريضة والدخيلة على ثقافة وقيم وأخلاقيات هذا الشعب لاينبغى أن تثنينا عن مواصلة ترسيخ أجواء الحرية وتعميق الممارسة الديمقراطية تحت رايات مصر الجديدة من خلال السعى لسد كل أنواع الفراغ الفكرى والنفسى الذى يسمح لأصحاب هذه الأفكار المتطرفة - باسم الدين تارة وباسم الشعارات الثورية الزائفة تارة أخرى - بأن ينفذوا إلى نفوس بعض من شبابنا المغرر به! وبعد غد حديث آخر.. خير الكلام: القرار الصحيح أشبه بصيحة الديك.. إذا جاء قبل موعده كان مقلقا وإذا جاء متأخرا يكون القطار قد تحرك ورحل! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله