بعد ساعات من صدور بيان الآستانة الختامى حول وقف إطلاق النار فى سوريا، أعلن السفير بشار الجعفرى مبعوث الرئيس بشار الأسد والممثل الدائم لسوريا لدى الأممالمتحدة أن اجتماع عاصمة كازاخستان الذى استمر يومين كان ناجحاً، بفضل الاستضافة المميزة لجمهورية كازاخستان «الصديقة»، وبفضل التحضيرات الجيدة التى قام بها الجانب الروسى والجانب الإيراني، بالإضافة للجهود الكبيرة التى شهدتها الاجتماعات. وأضاف الجعفرى فى تصريح خاص لوكالة «سبوتنيك» الروسية :«تقييمنا للحوار أنه كان إيجابيا، ورأينا أن كل جهد يصب فى مصلحة وقدرة السوريين، حكومة وشعباً، على مواجهة الحرب ضد الإرهاب المفروضة علينا». وتابع أنه “الآن بالنسبة للمستقبل، سنرى كيف يمكن أن نطبق هذا الإعلان ونتائج اجتماع الآستانة على الأرض”. وعن حقيقة حدوث اتفاق بين الفصائل المتحاورة، الحكومة السورية والمعارضة، بشأن محاربة الفصائل الإرهابية فى سوريا جنباً إلى جنب، أكد الجعفرى وجود هذا الاتفاق. وفى غضون ذلك، أعرب رئيس وفد المعارضة السورية المسلحة محمد علوش عن عدم رضا المعارضة الكامل عن المؤتمر، رافضا بشدة ما تردد عن تقديم المعارضة تنازلات خلاله نتيجة لخسائرها الميدانية، كما نفى ما تردد عن نجاح الحكومة السورية فى استمالة فصائل عسكرية وإقناعها بالانضمام إليه مقابل منحها إدارات محلية وصلاحيات موسعة فى المناطق التى تسيطر عليها. وقال علوش لوكالة الأنباء الألمانية : “نحن غير راضين بشكل كامل عن المؤتمر، وعدنا بأن ينفذ وقف إطلاق النار، وسلمنا ورقة تتضمن إجراءات وآليات ذلك الأمر للأطراف المعنية خاصة الجانب الروسي، ووعد أنه خلال عشرة أيام سيتم التوصل لاتفاقية يتم تطبيقها بين الطرفين بهدف تحسين الظروف المعيشية والإفراج عن المعتقلين”. واعترف بأن المعارضة ذهبت مضطرة لمؤتمر الآستانة نتيجة انعدام الأفق فى الحرب الراهنة وما تعرضت له من خسائر كبيرة بالميدان. وفى إطار الجهود الروسية للتوصل إلى تسوية للأزمة السورية، دعا سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى لعدد من قيادات المعارضة السورية المسلحة التى كانت شاركت فى مباحثات الآستانة للقائه فى موسكو غدا الجمعة. ولم تشر الخارجية الروسية إلى أسماء الشخصيات أو المنظمات التى تقررت دعوتها للقاء لافروف فى موسكو وما إذا كانت قد وجهت الدعوة إلى ممثلى المنظمات والمجموعات المسلحة التى لم تشارك فى مباحثات الآستانة. وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف قد أعلن فى وقت سابق، أن “مجموعة مراقبة” ستبدأ عملها فى فبراير المقبل وهدفها “مراقبة وقف إطلاق النار”. واعتبر أن المحادثات التى جرت بحضور “خبراء عسكريين” روس كانت نتيجتها “إيجابية بشكل عام”. كما تم الكشف عن أن روسيا صاغت مسودة دستور لسوريا وسلمت نسخة منها إلى المعارضة التى رفضتها. من جهتها، أعلنت واشنطن “ترحيبها بهذه الإجراءات للحد من العنف والمعاناة فى سوريا”، داعية إلى إيجاد “بيئة أكثر ملاءمة لنقاشات سياسية بين السوريين”. على الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية فى بيان أن خبراء المتفجرات من العسكريين الروس نجحوا خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة فى نزع الألغام من أراضى بلغت مساحتها 70 هيكتارا، ومن أكثر من 11 كيلومترا من الطرق، وأكثر من 57 مبنى، فى الجزء الشرقى من مدينة حلب السورية، المحررة حديثا من الإرهابيين. وأشار البيان إلى أن الجيش الروسى يواصل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وقد تم توزيع مساعدات إنسانية إلى 6 مناطق، تم خلالها تقديم العون إلى أكثر من 3 آلاف مدنى.