أكدت الدكتورة أميرة الشنوانى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية أنه بعد أيام قليلة من دخول الرئيس الجديد دونالد ترامب البيت الأبيض ليصبح رئيساً لأكبر قوة فى العالم . ونظرًا لأنه شخصية مثيرة للجدل وله تصريحات نارية أثناء حملته الانتخابية وبعض تصريحاته صادمة، فإن الوقت مازال مبكرا للتنبؤ بسياسته الخارجية، ليس فقط تجاه الشرق الأوسط، وإنما أيضا تجاه دول كثيرة فى العالم خاصة وأنه رجل أعمال وليس سياسيا. ولكى نحاول استقراء هذة السياسة فإننا نشير إلى أن الولاياتالمتحدة دخلت منطقة الشرق الأوسط بعد نهاية الحرب العالمية الثانية نتيجة لعدة عوامل منها الفراغ السياسى الذى ترتب عليه انحصار قوة بريطانيا وفرنسا ومكانتهما فى المنطقة العربية وبداية التسابق فى إطار الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتى لكسب مناطق نفوذ فى العالم، أيضا شكلت القضية الفلسطينية والصراع العربى - الإسرائيلى عاملا آخر دخلت بواسطته الولاياتالمتحدة إلى المنطقة العربية نتيجة للدور الذى لعبته بسبب العلاقات المتميزة التى نشأت بين أمريكا والدولة الإسرائيلية . وتضيف أن تعامل الولاياتالمتحدة مع منطقة الشرق الأوسط أصبح يسير وفق مصالحها أما بفرض واقع التوتر الدائم فى المنطقة وكان هذا أحد متطلبات الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى، أو فرض واقع الاستقرار فى الشرق الأوسط كأحد المتطلبات الأساسية للمصالح الأمريكية من أجل تكريس قدرتها فى الهيمنة فى تحقيق مصالحها الحيوية، وفرض شروطها على حلفائها الأساسين فى أوروبا واليابان. وفيما يتعلق بالشرق الأوسط تقول الدكتورة أميرة الشنوانى أنه رغم أن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط تحكمها الكثير من الثوابت والمصالح بصرف النظر عن طبيعة الإدارة سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية، ورغم أن عملية صنع السياسة الخارجية تقوم على المؤسسات فإن شخصية الرئيس الأمريكى ومستشاريه ومعاونيه فى الإدارة تؤثر بشكل كبير على تلك السياسة من حيث التدخل أو الانعزال، ومن حيث الأدوات والآليات والتى تتراوح بين استخدام القوى الناعمة مثل المساعدات وسياسة الأحتواء والحوار والدبلوماسية، وبين استخدام القوى الصلبة والتى تتراوح بين الضغوط السياسية والعقوبات الاقتصادية حتى تصل إلى حد استخدام القوى العسكرية. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية تقول إنه لا يوجد أى بادرة رؤية محددة لحل القضية الفلسطينية فترامب يرى أن تحالف الولاياتالمتحدة مع إسرائيل هو التحالف الأكثر أهمية والأكثر استراتيجية فى العالم، ولذلك فسوف يكون أكثر تحالفا وتقاربا مع رئيس الوزراء الأسرائيلى نيتانياهو والذى توترت العلاقات بينه وبين الرئيس أوباما وإدارته رغم منح اسرائيل نحو 38 مليار دولار قبل عدة أشهر من انتهاء ولاية أوباما، ونتمنى ألا يمضى ترامب قدما فى دعم جعل القدس عاصمة ابدية لإسرائيل . وتشير إلى أنه فيما يتعلق بإيران فسوف تسعى إدارة ترامب بمنعها من تملك السلاح النووى حتى لا يشكل ذلك تهديدا لأمن حليفتها إسرائيل وشركائها الخليجيين حيث يوجد قوات أمريكية، والحفاظ على استقرار الدول الصديقة والمعتدلة مثل مصر ودول الخليج بما يتوافق مع المصالح الأمريكية خاصة ما يتعلق باحتواء خطر التتظيمات الإرهابية المتصاعدة حيث تولى إدارة ترامب أهمية كبيرة لمحاربة الإرهاب .