كما تعودنا كل عام نظام جديد لامتحانات الثانوية العامة من وزارة التربية التعليم خاصة بعد فقدان توازنها أمام تسريبات صفحة " شاومينج بيغشش " التي نجحت بالتسريب لأسئلة وأجوبة شعبتين أدبي وعلمي بالدور الأول والثاني ، وتحديهم بإختراق لجان الكنترول وتعديل درجات الطلبة بمقابل مادي، فأخرجت الوزارة لنا " تقليعة " للعام الحالي تطبيق نظام " البوكليت " بعد مرور 6شهور من بدء الدراسة متمثلا بضم الأسئلة والأجوبة معا في ورقة واحدة ووجود أربعة نماذج مختلفة للأسئلة موزعة بترتيبات مختلفة بكل لجنة لمنع الغش الجماعي أو تصوير ورقة الأسئلة. ولا أدري كيفية إيجاد أجوبة مريحة للأسرة المصرية المحبطة أساساً من عدم تأدية المدرسة لدورها نتيجة الإدارة والقدوة غائبة مما يضطرها لنزيف دخلها علي الدروس الخصوصية ، فزادت الوزارة من متاعبهم من خلال لجنة أستبعدت بشكل نهائي فكرة التشفير للجان لإرتفاع تكلفتها و أوصت بتطبيق نظام " البوكليت " لمواجهة عدم قدرتها كارثة التسريب للامتحانات وتصديق مجلس النواب لتطبيقه من العام الحالي دون مراعاة التمهل في مناقشته لمواجهة مشاكل تطبيقه ، والتي أري منها أن التعديل في نظام الامتحان وشكل الأسئلة كان يتحتم معه تعديل بالمنهج وهو ما لم يحدث مما أصاب الطلبة بالارتباك بل وتفكير البعض بعدم دخول امتحان هذا العام ، وربما يحمل النظام الجديد خطايا فنية مثل أسئلة المقارنة والتعديل والتفسير التي تحتاج إجابات مقالية فكيف يتعامل معها الإختيار المتعدد خاصة أن النماذج التجريبية علي موقع الوزارة معظم الأسئلة مقالية تحتاج إجابات طويلة ، وهناك مادة الرياضيات التي تعتمد علي المسائل وتكون إجاباتها بالنظام القديم موزعة علي الخطوات وصولا للنتيجة فهل يصلح الحل بالاختيار المتعدد ، والأكثر خطورة مواجهة مشكلات الارتباك المتوقعة بعملية التصحيح وتوزيع الإجابات علي المعلمين المصححين بالكنترول فكيف سيتم توزيع 60 سؤالاً علي المشاركين بتقدير الدرجات فاي مجموعة منهم ستكون مسئولة عن تصحيح النماذج الأربعة رغم أنها نفس الأسئلة مختلفة التوزيع أم سيتولي كل مجموعة تقدير نموذج واحد ليس بترتيب الرقم السري مما يتطلب عمليات إعادة تصنيف أوراق الإجابة وهذا يحتاج وقتاً لا يملك رفاهيته العاملين بالكنترول. كنت أتمني تأجيل النظام الجديد للعام التالي ويكون هناك دراسة وبحث دقيق من كافة الأطراف المسئولة عن العملية التعليمية لنظام البوكليت قبل تنفيذه حتي لا نواجه مشكلة أكبر من مشكلات تسريبات النظام القديم ، بالإضافة إلي تدريب الطالب علي هذا النظام والتعود عليه ومعرفته جيداً منذ بداية الصف الأول الثانوي وصولاً للثانوية العامة مما يجنب حالات الارتباك بالتدريب من المدرسين للطلبة علي النظام الجديد في مدة قليلة بعد تجاوز العام الدراسي الأول ، وكذلك زيادة الضغط النفسي للأسرة المصرية والطلبة بعدم إعطاء التقدير السليم عند عملية التصحيح خاصة ما لهذه السنة المصيرية من تحديد بوصلة مصير مستقبلهم، فضلاً عن من يتحمل فاتورة إهدار المال العام بعد تحويل الآلاف من ورق الإجابة الموجودة من الأعوام الماضية إلي دشت لا فائدة منه . واقع الحال يؤكد تكرار المشكلات نتيجة القرارات العشوائية مما أفقد المواطن ثقته في التعليم وصعوبة الخروج من نفق التخبط لعدم التخطيط السليم لتعليم ذو جودة يواكب العصر وسوق العمل، يخرج طالباً فاهم مبتكر بعيداً عن الحفظ والتلقين وأعداد في الليمون .. حتي لا نعاود البكاء علي اللبن المسكوب فإصلاح التعليم يبدأ بهيكلة النظام التعليمي من بدايته منذ مرحلة قبل التعليم الأساسي لا ذروته مع أخر عام ونكرار أخطاء الماضي بنظام " فنكوش " يحمل مشكلات فنية وإدارية تفوق مفاجآت تسريب " شاومينج" التي مصيبة إن تكررت!! [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ;