هل مقاطعة اللحوم هي الحل؟: تعالوا نبحث عن الجذور والحل في هدوء: 1 إن متوسط استهلاك الفرد المصري من البروتين الحيواني هو أن الألبان تمثل30%, ثم اللحوم تمثل25%, فقط يليها الأسماك23%, ثم الدواجن15%, والبيض7%. 2 إن انتاج اللحوم الحمراء كان315 ألف طن عام1982 ليرتفع إلي مايقرب من مليون طن الآن. 3 علي الرغم من ذلك ارتفع عدد سكان مصر إلي ما يقرب من80 مليون نسمة. 4 هناك تغيير في شكل المجتمع المصري وأصبحت هناك فئات ذات دخول مرتفعة جدا, وفئات انخفضت دخولها جدا, وتغيير هذا النمط جعل من الفئة الأولي مستهلكا شرها إلي اللحوم الحمراء. 5 متوسط استهلاك الفرد من اللحوم الحمراء يوميا في الولاياتالمتحدة ودول الخليج هو50 75 جراما والمتوسط العادي العالمي المقبول هو35 جراما للفرد يوميا, وعن متوسط استهلاك الفرد في مصر فهو أقل من ذلك. 6 لم تصبح من عادات المصريين الآن تربية الدواجن في الحظائر المنزلية خاصة مع انتشار انفلونزا الطيور, ثم انفلونزا الخنازير والتخلص منها, كما أن انتشار بعض الأمراض لحيوانات اللحوم كان له تأثير كبير علي الإنتاج الذي انخفض, وبالتالي كان هناك ارتفاع في أسعار الدواجن, ثم الأسماك, ثم عزوف المستهلك المصري عن اللحوم المجمدة لعدم ثقته بها لظنه بأنها مخلوطة بلحوم الخنازير, بالإضافة إلي أن الفئة المستهلكة للحوم الخنازير أصبحت مستهلكة للبدائل الأخري, كل ذلك سوف يؤدي إلي ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء إما نتيجة زيادة الطلب عليها أو جشع تجار اللحوم لاستغلال هذه الفرصة لزيادة الأسعار وأن هناك زيادة علي طلب اللحوم المصرية في الدول العربية نظرا لنكهتها المرغوبة وذبحها الحلال. 7 هناك زيادة في أسعار اللحوم البرازيلية من2800 دولار إلي3300 دولار/ طن وارتفاع أسعار اللحوم الهندية من2500 دولار إلي3000 دولار للطن أي نحو20% وأن ذلك سوف يرفع أسعار اللحوم المستوردة بهذه النسبة علي الأقل إذا لم يستغل المصدرون هذه الفرصة, وتكون الزيادة في الأسعار أكثر من ذلك. 8 انخفاض الفائدة علي الدولار واليورو إلي أقل من نصف% وارتفاع أسعار الذهب وارتفاع نسبة التضخم يجعل أصحاب رؤوس الأموال أكثر جشعا في طلب المزيد من الربح. 9 إن تجربة مقاطعة اللحوم تم تجربتها علي نطاق ضيق في المعادي, ورغم ذلك ارتفعت أسعارها فالقادر يشتري اللحوم بكميات ويحتفظ بها في الفريزر, وهي الفئة المؤثرة في المقاطعة.. هل لو طالبت جمعيات حماية المستهلك بمقاطعة اللحوم, سوف يشترك فيها معظم المستهلكين في مصر؟ أم أن هناك اختلافا في مصالح فئاتهم الآن؟ ولكن ماهو الحل؟ في تصوري أنه يجب إعطاء المزيد من الاهتمام في ايجاد البدائل ومنها مايلي: 1 فتح باب استيراد اللحوم من الخارج مع وضع ضمانات بأن تكون سليمة خالية من جنون البقر, وذات مصادر وصلاحية موثوق بها, وأن يتم تعبئتها وتغليفها في عبوات تضمنها الجهات الرقابية الحكومية في مصر حتي تكون محلا لثقة المستهلك, سواء من جهة المصدر أو الجودة. 2 إعطاء المزيد من الاهتمام بالبدائل, وأولها صناعة الدواجن في مصر بعد ومع وجود انفلونزا الطيور, ثم صيد وتربية الأسماك, هناك قرار لوزير الزراعة بعدم صيد الأسماك وهي صغيرة حتي يتم صيد اقتصادي. 3 إن الاهتمام بتربية الأغنام يعتبر من الحلول الجيدة نظرا لأنها تتغذي علي بقايا المحاصيل وأنها تتكامل مع الأبقار والجاموس, وليست محل منافسة لها وتحتاج إلي رأس مال منخفض, وهي سهلة القيادة والتنقل وتزيد من خصوبة الأرض, ويمكن تشجيع بدو سيناء ومطروح وأطراف محافظات الصعيد علي تربية الأغنام. 4 إن ارتفاع أسعار اللحوم سوف يجعل مربيي الماشية يتجهون إلي تربيتها أملا في المزيد من الربح المجزي. 5 إن جميع دول العالم في هذه الظروف تتجه إلي إنتاج الدواجن لسرعة دورة انتاجها, بالإضافة إلي أن تأثيرها الصحي للمستهلك أكثر أمنا من اللحوم الحمراء, خاصة لمرضي القلب والضغط إلخ.. 6 نقول للتجار والجزارين: عليكم بالربح الحلال ففيه البركة, كما أن الجشع أو الاستغلال لن يزيد من أموالكم أو أرباحكم مادام هناك مصري من أهلك غير راض عنك. د.محمود طه نوار الأمين العام لجمعيات حماية المستهلك