إذا غضب الله علي النملة أنبت لها جناحين لتطير فيكون نذير هلاكها.. نملة الغدر بجناحيها المعفرين بدم الأبرياء تريد إيهام العالم بأنها نسر يحلق في سماء الشرفاء. . وهيهات.. فمن كان قدره المذلة والهوان.. ومن كان قدره الركوع والانبطاح علي أقدام المستعمر والمغتصب والطامع لن يستطيع الارتقاء إلي قمم الشرف حتي لو امتلكوا نفط وأموال العالم بأسره. لطالما حاولنا إدراك العوامل الواقفة وراء هذا الخنوع وهذا التآمر من قبل حكامهم، ولكننا لم نجد تفسيرا سوي أن المذلة بلغت بهم مبلغا جعل من الأهون عليهم قتل الصديق كرما لعيني الجاني. ليس من الصعب حتي علي المبتديء في علم السياسة الإدراك بأن كل الخطوات التي اتخذها هؤلاء الحكام علي مدي السنوات الماضية كانت تندرج في إطار السياسات والمخططات الصهيو أمريكية الرامية إلي تقسيم المنطقة إلي دويلات طائفية ومذهبية يبرر وجودها وجود الدولة اليهودية الصهيونية. لن يغفر التاريخ أبدا لحكامهم وطمعهم اللئيم للقوي التكفيرية التي رفعت شعار الدين لتشوه سمعة الدين وسمعة المسلمين والعرب، وقد كانت قناة الجزيرة بمثابة سلاح إعلامي مشهور ولكن لمصلحة الأعادي، وشيطان وسواس خناس يبث سمومه ويزرعها في عقول الأغبياء إلي وحوش علي شكل بشر، فتارة يضربون في المساجد، وتارة في الكنائس، وتارة في الطرقات، وتارة في المراقص، فالمهم هو القتل والدم والإرهاب. ولم يتوقف حكامهم عند ذلك الحد بل استخدموا ومولوا شذاذ الآفاق والمرتزقة من أكثر من 100 بلد في العالم بغية شن الحرب الكونية ضد سوريا الأبية، تطلعا لتفتيتها وتقسيمها وإضعافها لعل ذلك يبعد عنهم شبح الشرف والمجد والسؤدد، فما دام هناك شرفاء ووطنيون وقوميون مخلصون في بيت العروبة فإن عورة الخونة تبقي مكشوفة. فهؤلاء المستجدون علي رقعة الدبلوماسية والسياسة.. يجهلون بأنهم يحطمون قرونهم علي جبل سوريا الراسي. وليس حكامهم اكتفوا بما فعلوه في سوريا وليبيا وغيرها بل إنهم انتقلوا بمركبهم الموبوء إلي الحبيبة مصر، إلي الأبية مصر، إلي العزيزة مصر، إلي الشقيقة مصر، وعلي الشعب المصري.. ولكن ومثلما قيض الله لسوريا من يحميها فإنه قيض للشعب المصري من يحميه، فقد انتفض في ثورة 30 يونيو 2013 وعودة مصر العروبة، ولم تستطع دعايات قناة الجزيرة ولا صحفهم وغيرها تغيير الوقائع.. ولكن غاب عن أذهانهم الخرقاء بأن مصر هي بلد الشرفاء.. وأن مصر وسوريا عندما تحق الحقيقة لن تقفا إلا إلي جانب بعضهما ولن تأبها لطنين الذباب وغيره علي سحابهما. ولقد بدأ العد التراجعي.. وأخذت الساق تلتف بالساق.. وقد حررت حلب.. وما بعد حلب.. وكل إرهابي يفني بسلاح الجيش العربي السوري الباسل، ومع كل شبر يسترجعه الجيش وقوي الدفاع الوطني والقوي الرديفة لسوريا تقترب نهايتهم.. وسيرددون قريبا جدا هم ومن لف لفيفهم بأن براقش جنت علي نفسها، لينطبق عليهم قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: لا يجتمع الإيمان والكفر في قلب امريء، ولا يجتمع الكذب والصدق جميعا، ولا تجتمع الخيانة والأمانة جميعا. رئيس القنصلية السورية بالقاهرة لمزيد من مقالات د. رياض سنيح