رد الفعل علي مقالي السابق عن سوريا الحبيبة يجعلني أواصل الكتابة عن قضية قلب العروبة النابض أرض الشام ودولة الأمويين . وإن كانت المقالات لا تكفي للحديث عن سوريا فهي الدولة العريقة التي تعد عاصمتها أقدم عواصم العالم . اجتمعت أمريكا وروسيا واجتمعت أطراف أخري عربية وغيرها من أجل قضية سوريا لكن علي أرض الواقع يبدو وكأن النظام السوري يحقق مكاسب جديدة كل يوم خاصة في مجال إدارة المعارك خاصة بعد دخول حزب الله طرفا في المعادلة وهو الذي يملك كوادر محترفة عسكريا وعلي مستوي عال من التدريب . لا أتمني أن يسيل الدم السوري لأي طرف، لكن كما قال كبار علماء السياسة وكما نفذ كبار القادة في التاريخ، إن الحفاظ علي الدولة يهون من أجله كل غال وعزيز، لذلك علي القائد والحاكم في سبيل حفاظه علي الدولة أن يتبع كل السبل مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات . لقد بدأت الحقائق بشأن القضية السورية تتضح أمام الرأي العام. لقد كانت سورية متنبهة، فقاوم النظام وخير ما فعل ووجد له حلفاء يتزايدون الآن بعد دخول مصر علي الخط وهو أمر مهم لمصر أن تحافظ علي سوريا من التقسيم والتشظي لأن تقسيم سوريا لا يصب أبدا في مصلحتنا، بل إنه مؤشر خطير علي الانسحاب الكامل لمصر من أي دور في المنطقة وهو ما يجعلها دولة ضيفة أو بلا دور ويعرضها نفسها للتشظي والانقسام والتقسيم . من كل قلبي أتمني عودة سوريا الحبيبة إلي غابر مجدها، بل أطمح في خيالي لأن تعود الشام كما كانت دائما أرض المجد والسؤدد .