لم تكن مصادفة تلك الهزائم التى تلحق بعناصر تنظيم داعش الارهابى وإخوته فى كل من الموصل وحلب وسيناء، ولم تكن الاتكالية على نصرة الحق هى من يقف وراء الانتصارات التى يحققها جيوش هذه الدول، فى معاركهم ضد عصابات الارهاب وجماعات المرتزفة. لم نشك لحظة واحدة طيلة سنوات قاربت على الست، من أن النصر حتمى لنا، وأن الهزيمة النكراء خاتمة الارهاب والمؤامرة، قاتلنا دفاعا عن الوطن، عن الأرض والحق، فى وقت وقف فيه الغالبية يستمعون إلى أكاذيب الاعلام المضلل بوق المؤامرة، واستمرت جيوشنا فى العمل دون كلل، وظلت شعوبنا صامدة مدركة لحقيقة الامور متيقنة بالنصر. ظلت مصر وسوريا والعراق رافعى الرأس بصمودهم الأسطورى على جميع المستويات الدبلوماسية والعسكرية فى حربهم ضد الارهاب، واليوم تكلل الانتصارات بما يتحقق من عمليات تطهير فى حلب ترافقها انتصارات ضد الارهاب فى الموصل العراقية، تؤازرها انتصارات ضد البؤر الارهابية فى سيناء، انتصارات تصاحبها نظرات صامتة لكل وجه انتظر هزيمة جيوشنا وتآمر على أوطاننا. إن العدو واحد يتربص بنا جميعا، يسعى لفرقتنا وتقسيمنا، فجاءت ضرباتنا المتوافقة زمنيا لتشكل للعصابات التكفيرية حالة من الشلل والارتباك، إنها خطوة وحدوية واحدة، حققت انتصاراً مثالياً ضد الارهاب، فهى خطوة تحفز على العديد من الخطوات فى نفس السياق، وعلى تنسيق دقيق فى حرب سوريا ومصر والعراق ضد الارهاب. إن سيناء وحلب والموصل يتشاركون اليوم الحرب ضد التنظيم الارهابى الممول من قبل كثير من دول العالم، والمدعوم من قبل العديد من الأنظمة، وما بين بواسل الجيش العربى السورى وأسود الجيش المصرى ورجال الجيش العراقي، يقع الدواعش ما بين قتيل ومعتقل، وتطهر الأرض العربية من دنس الارهاب، وتنكشف دول التآمر بأكثر مما هى منكشفة بالأساس، ويضرب المخطط الهادف إلى تقسيم الامة فى مقتل. إن معركة سيناء وحلب والموصل ليست شأناً مصريا وسوريا وعراقيا فحسب، بل شأن عربى وإقليمى ودولي، فبهما يقف مخطط الهيمنة الأمريكية المتآمر على المنطقة والعالم، وتتغير الخريطة السياسة الدولية وتتهاوى أنظمة وأمم توهمت أنها قادرة على هزيمتنا. باختصار شديد فإن سيناء وحلب والموصل عنوان الانتصار اليوم فى مواجهة قوى الظلام، وليست صدفة أن يواجه الثلاث مخططات التآمر، وليس صدفة أن تتكالب عليهم عناصر المرتزقة، فسوريا ومصر والعراق، هم الأهرام وتدمر وبابل، هم الحضارات التى أنارت التاريخ، هم بداية الهجاء وأم البشر والحجر والشجر، فاستهدافهم اليوم جاء لما يحملونه من رسالة سامية للبشرية جميعا، فهم أصحاب القدرة على العبور بالجميع إلى بر الأمان، وهم أصحاب الحق فى التاريخ والمستقبل، فتآمرهم علينا ليس صدفة، وانتصارنا أيضا ليس بصدفة، إنها حتمية التاريخ والحضارة. لمزيد من مقالات د. رياض سنيح;