مرحلة تاريخية جديدة انتقلت إليها مصر بعد فوز د.محمد مرسي برئاسة الجمهورية, ليكون أول رئيس مدني ذا مرجعية إسلامية وهو ما يدعو لطرح العديد من التساؤلات والحيرة أيضا في جميع المجالات ومنها الإعلام المصري الذي ينتظر منه الكثير ولكن هناك العديد من تساؤلات تفرض نفسها أهمها: هل فوز رئيس إسلامي سيؤثر علي خريطة الإعلام المصري الرسمي؟ وهو ما توجهنا به لعدد من خبراء الإعلام لمعرفة توقعاتهم وآرائهم في الموضوع. يقول د.صفوت العالم الأستاذ بكلية الإعلام ورئيس لجنة رصد وتقييم الأداء الإعلامي خلال الانتخابات: الإعلام هو أحد التحديات التي تواجه الرئيس الجديد, وأتوقع أن يكون هناك تغييرا في نمط الأداء الإعلامي بما يتناسب مع مرحلة النظام السياسي فيما بعد ثورة يناير أكثر من تبعيته لتوجه الإخوان المسلمين وأن يكون متوازنا حتي يصبح إعلاما للشعب ويحترم إرادة الرأي العام ولذلك أتوقع أن يعكس الإعلام في المرحلة المقبلة اهتمامات الشعب أكثر من كونه تدعيما للنظام السياسي. ويقول د.سامي الشريف الأستاذ بكلية الإعلام: أعتقد أن فوز رئيس مصري من التيار الإسلامي لأول مرة في مصر يعد انعكاسا للمزاج العام المصري الذي جاء به صندوق الانتخابات لفصيل حظي بثقة الشارع المصري ولكنني لا أعتقد أن التغيير سيكون كبيرا أو واضحا لأن من كان يقود الإعلام لم يكونوا كفارا وفي اعتقادي أنه ستكون هناك رؤية جديدة لمزيد من الدور الذي يقوم به الإعلام الرسمي ومراعاته للقيم التي هي في الأساس مزاج الشارع المصري ولكن بنوع من التوازن الذي لا يؤدي للاصطدام بالنخبة أو المثقفين, فلن يكون التغيير حاسما أو سريعا في خريطة الإعلام ولكنه سيظهر علي المدي البعيد. وتقول د.هويدا مصطفي الأستاذ بإعلام القاهرة: لا نستطيع الحكم الآن بشكل قاطع علي شكل الخطاب الإعلامي المصري بعد فوز رئيس من التيار الإسلامي ولكنني لا أتوقع أن يكون هناك انقلاب في الخريطة الإعلامية ولن يكون التغيير حادا أو حاسما بالرغم من وجود مخاوف من المساس بالحريات وسيطرة الخطاب الديني ولكن في تصوري أنه لن تحدث سياسات انقلابية بل علي العكس ستكون الرسائل الإعلامية الموجهة بها رسائل تطمينية واستقرار الأوضاع القائمة ولن تكون هناك عملية تحول فجموع الشعب المصري تميل إلي الاعتدال والتوازن وهو ما أتوقع أن يلتزم به الإعلام حتي لا يتهم بأنه ينفذ أجندة دينية. ويقول د.عبد الله زلطة رئيس قسم الإعلام بآداب بنها: في البداية أتعجب وأعتب علي د.محمد مرسي رئيس الجمهورية عدم تحيته أو ذكر الإعلاميين والفنانين والمثقفين في خطابه الأول بالرغم من تحيته لجموع الشعب بما فيهم سائقو التوك توك وهو ما يدعو للقلق وأتمني أن يكون ذلك أمرا غير متعمد ومجرد سهو ومع ذلك فلا أتوقع أن يكون هناك تغيير جذري في خريطة الإعلام أو تحيز في الخطاب الإعلامي المصري لوجهة معينة خاصة أننا نعيش الآن مرحلة انفتاح إعلامي ومن غير المعقول أن تسيطر جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة علي أجهزة الإعلام المملوكة للدولة خاصة اتحاد الإذاعة والتليفزيون ولكنني أتوقع أن يتم إجراء بعض التغييرات التي تفيد في تطوير العمل الإعلامي.