لم تكتمل الفرحة بانتصار الجيش العربي السوري على العصابات الإرهابية في حلب، حتى وقعت العملية الإرهابية الخسيسة في قلب القاهرة، التي راح ضحيتها أكثر من25 شهيداً ممن يحضرون القداس الإلهي بالكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية. جاءت العملية الآثمة لتؤكد بأن الإرهاب الذي يصيب سوريا هو ذاته الذي يصيب مصر، منبعه مشترك، واتجاهه واحد، فهي عمليات إرهابية تتعرض لها بلداننا التي تمتلك جيوشاً وطنية قادرة على مواجهة العدو المحتل، فالإرهاب يسعى لإرهاق جيوشنا حتى تفقد قوتها أمام العدو، ولكنها أوهام عناصر مرتزقة وعملاء، ومخططات فاشلة للغرب الاستعماري وأعوانه في المنطقة. في سوريا يستكمل الجيش العربي السوري انتصاراته في تحرير حلب، والتي تُعد المركز الأكبر لتجمع الإرهابيين والمرتزقة الذين جاءوا إلى سوريا من كل بقاع الأرض على مدى ست سنوات تقريباً، فيقتحم الجيش السوري معاقل الإرهاب وينهي وجودها من على الأراضي السورية في معارك أسطورية يسجلها التاريخ. ما يتحقق اليوم من نجاحات عسكرية، يأتي تتويجاً لكل ما سبق وخاصة الجيش السوري من معارك ضد قوى الإرهاب والتكفير، فقد تجمعت أغلب البؤر الإجرامية في حلب ظناً منهم بأنها عصية على الجيش الوطني، وها هي تتحول حلب إلى جدران تضيق عليهم كالمصيدة. سعت أجهزة الاستخبارات العالمية المتورطة في الحرب الكونية على سوريا، لأن تجعل من حلب منطلقاً لعملياتها التخريبية، وأن تصير مركز إيواء لجميع إرهابي العالم، وها هي تتحول إلى مقبرة للغزاة، وتشهد على هزيمة كل من تآمر على سوريا وسعى لتدميرها، من أجل إرضاء أسيادهم. حاولت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن توقف تحركات الجيش العربي السوري من خلال مجلس الأمن ولكن الأصدقاء تصدوا لها ووقفوا بالمرصاد، وتكاتفوا مع سوريا في حربها ضد الإرهاب. إن الانتصار السوري في حلب وسام على صدر كل جندي بالجيش العربي السوري، وشاهد على صداقة ونبل حلفاء سوريا وأصدقائها بحق. إن الحرب ضد الإرهاب في سوريا هي ذاتها الحرب الدائرة في مصر، وهو أمر تدركه القيادة في سوريا وفي مصر، كما يُدرك الجميع ما بين الدولتين من تاريخ ودم مشترك، فعلى مر الزمان تشاركت القاهرةودمشق في حروب ضد المستعمر، سواء جمعتهما أرض المعركة أم اختلفت، كما هو اليوم، فالجيش المصري يقاتل في سيناء، والجيش السوري في حلب. سيناء وحلب شاهدتان على الانتصار العربي ضد المؤامرة، ضد دول الاستعمار الحديث وضد الصهيونية، ضد الإرهاب والعملاء، إنه جسد عربي يد في القاهرة والأخرى في دمشق، جسد قوي متعاف يصعب على الأعداء النيل منه. لمزيد من مقالات د. رياض سنيح