عندى لحضراتكم حدوتة مصرية.. تِفْرِحْ وتِنْقِط فى آن واحد!. لا تندهشوا حضراتكم لأنها عادتنا ولن نشتريها!. تِفرح عندما نعرف أنا وانت وهو هى.. أن مصر على أرضها واحد من أعظم خمسة عباقرة فى العالم!. وتِنْقِط عندما تعرفون حضراتكم أن الذى أقوله ليس اكتشافًا أنسبه لنفسى.. إنما هى حقيقة عرفها المسئولون وغير المسئولين وكَتَبَ عنها زملاء صحفيون من سنة ونصف السنة تقريبًا!. تِفْرِح.. عندما نعرف أن مصر المحاصرة من خمس سنوات بالفوضى والشائعات والكراهية والفتن والكذب وعدم العمل والجشع الذى اجتاحها والإرهاب الذى يحاول النيل منها.. مصر التى يعجز الصبر عن صبرها.. على أرضها طفل فى سنة ثانية ابتدائى.. درجة عبقريته.. تتساوى مع أذكى إنسان فى العالم.. كاسباروف الروسى بطل الشطرنج!. هذا هو الوجه المشرق الذى يُسْعِد كل مصرى فى حدوتنا المصرية.. وحتى لا أفسد من البداية على حضراتكم.. الفرحة والتفاؤل والفخر بما تملك مصر من العقول الفذة.. سأترك كل ما هو «يسِّد النِفس» لآخر الحدوتة!. البداية قبل سبع سنوات تقريبًا.. أسرة مصرية مثل أى أسرة.. الأب مهندس والأم مؤهلها ليسانس دراسات اجتماعية من كلية الآداب.. الأم فوجئت بطفلها الصغير يتكلم وعمره سنة واحدة!. فى عمر السنتين.. بدأ يسأل الأم عن كل ما هو حوله!. إصرار على اكتشاف كل شىء يراه!. أسئلة مبالغ فيها.. وكل إجابة يسمعها.. يريد تفسيرًا للإجابة!. فى عمر ثلاث سنوات.. يتكلم بطلاقة!. الأم لاحظت أنه يحفظ الكلام بمجرد رؤيته بعينيه!. الطب النفسى يسمى هذه الظاهرة.. الذاكرة الفوتوغرافية!. مجرد أن يرى الصورة بعينيه.. يحفظها دون أن يكررها وبدون أن يشرحها أحد له!. د. حاتم زاهر.. استشارى طب نفسى الأطفال والإرشاد الأسرى هو الذى أجرى له من أيام مقياس سنتنا فورد بنييه الصورة الخامسة.. وهو مقياس الذكاء المعترف به عالميًا.. والدكتور حاتم بتطبيق المقياس على طفلنا المعجزة وجد درجة ذكائه 165 وهى من أعلى درجات الذكاء التى عرفها العالم للآن!. د. حاتم زاهر.. يوضح أن الذاكرة الفوتوغرافية.. يفسرها علم النفس بأنها دلالة قوية جدًا على قوة الذاكرة البصرية وهى لا تتوافر إلا فى العباقرة والمميزين على مر التاريخ.. واشتهر بها قديما العالم العربى «ابن سينا».. والذاكرة الفوتوغرافية هى ظاهرة الحفظ بمجرد النظر.. وهى شىء مختلف تمامًا ونادر الوجود بل أكثر من النادر.. ولا يوجد إلا فى القدرات العقلية الخارقة الذى يتعدى مستوى الذكاء فيها ال 150 درجة وما فوق.. وعلينا أن نتخيل مستوى عبقرية طفلنا الذى مستواه 165 درجة.. أى بزيادة 35 درجة عن الإنسان العبقرى!. بسم الله ما شاء الله ولا قوة إلا بالله.. شىء مُذهِلْ!. نعود إلى طفلنا السوبر وهو فى سن الرابعة وفيه بدأ يسأل والدته فى الفيزياء.. ذات يوم وهو مع والدته فى الأسانسير.. فاجأ والدته بسؤال: لماذا لا نتعب ونحن نصعد بالأسانسير.. بينما نتعب ونحن نصعد على السلالم؟. قالت الأم: علشان الجاذبية.. يبدو أن العبقرى الصغير استدرجها لهذه الإجابة.. لأنه فاجأها بسؤال تبعه أسئلة!. سألها: يعنى إيه جاذبية؟! وبدأ يسأل ويسأل.. وهنا أدركت الأم أن الأمر فوق طاقتها.. فذهبت به إلى مهندس فيزياء.. استمع اليه جيدًا ومن أسئلة الطفل أدرك أن أمامه حدوتة عظيمة!. مهندس الفيزياء بدأ يكلم الطفل ابن الأربع سنوات.. عن الجاذبية الأرضية وعن أينشتاين ونيوتن والنظريات العلمية!. المفاجأة أن الطفل العبقرى يستوعب بصورة مذهلة ما شاء الله.. أى معلومة بل وأى نظرية!. الأم سألت.. فأرشدوها إلى مراكز تنمية المهارات الهندسية والرياضية والعلمية.. وهذه المراكز تستقبل طلبة ثانوى المتفوقين لتأهيلهم للدراسة الجامعية ويقوم بالتدريس فيها مهندسون!. ذهب الطفل مع أمه إلى أحد هذه المراكز.. وهناك فوجئ المهندسون بأن ابن السنوات الخمس.. يحفظ المعادلات العلمية للطاقة النووية والذرية التى عمل عليها العالم أينشتاين والعالم المصرى د. مصطفى مشرفة!. المهندسون الذين يقومون بالتدريس أيقنوا تمامًا أنهم أمام فلتة علمية!. فى يوم الطفل العبقرى سأل المهندس: لو بلد انضربت بقنبلة نووية.. ما الذى يحميها من تأثيراتها؟. المهندس قال للعبقرى الصغير.. تفتكر أنت ما الذى يحميها؟. الطفل قال: أعمل تطوير للغلاف الجوى فى مكان تفجير القنبلة.. لأجل أن يقلل من التفاعلات الغازية!. أيضًا التعامل مع موجات الضغط المتتابع الناجم عن التفجير والمؤثر على الغلاف الجوى!. فى سن السادسة.. ظهرت المشكلة!. طفلنا العبقرى.. هو فى النهاية أمام نظامنا التعليمى.. طفل مؤهل للدخول فى سنة أولى ابتدائى!. دخل طفلنا المدرسة الإبتدائى فى سنة أولى!. قبل أن يكتمل أول يوم دراسى.. طفلنا العبقرى رافض تمامًا ما يدور حوله!. والكلام الذى سمعه.. كلام بالنسبة له ولا مؤاخذة فارغ!.. يكلمونه عن الألف والباء وعن 1+1 تساوى 2.. وهو يحفظ معادلات أينشتاين الرياضية!. الطفل بعد أول يوم دراسى فى سنة أولى ابتدائى.. رافض الذهاب إلى المدرسة!. الأم كتبت شكوى للسيد وزير التعليم.. شرحت فيها ما يعانيه ابنها بسبب عبقريته!. بعد فترة جاء الرد من الوزارة.. بموعد مع الوزير!. الأم اصطحبت ابنها.. تسبقها أحلامها فى أن المشكلة انحلت.. ووصلت الوزارة.. واستقبلها السيد الوزير.. الذى استمع لها وأعطاها وقتًا لتحكى.. وتحدث مع الطفل العبقرى واندهش.. فأعطى تعليمات بإجراء امتحان ذكاء أو مقياس ذكاء لطفلنا العبقرى!. وجاء الرد «جانا»!. مستوى الذكاء يتخطى 155 درجة.. أى أعلى من درجات العبقرى ب25 درجة!. بالعربى «كده» نحن أمام عبقرية فذة!. ملاحظة: هذا الكلام فى فبراير 2015 أى من سنة وعدة أشهر!. السيد الوزير قال للأم: القانون يجعلنى لا أستطيع أن أفعل أى شىء.. وعليه أمامك حلان: الأول: اختارى أى مدرسة فى مصر.. ليدخلها ابنك.. والوزارة ستتحمل مصاريفها!. الحل الثانى: هناك دولة شقيقة بالإمكان سفر الطفل لها وهى تتكفل به!. الأم رفضت الحلين.. ويبدو أنها.. «صِعْبِت» على السيد الوزير.. فتطوع وأجرى مكالمة تليفونية مع السيد وزير البحث العلمى.. وحجز لها موعدًا معه!. السيد وزير البحث العلمى.. استقبل الأم والطفل العبقرى بحفاوة وترحيب.. وبدأ النقاش مع العبقرى الصغير الذى أدهش الوزير لدرجة أنه قام بتقبيل يديه.. تعبيرًا عن إعجابه!. الوزير.. وزير البحث العلمى جلس مع الطفل ساعة ونصف الساعة من الحوار والدهشة والانبهار والإعجاب وكل «حاجة» حلوة.. وفى النهاية قال للأم.. الجملة الخالدة.. التى سمعتها أنا شخصيًا قبل خمس سنوات.. قال: يا ستى.. أنا لا أملك أى حاجة!. ابنك يكَمّل فى الدراسة العادية!. الأم قالت له: ابنى خَلَّص المناهج اللى بياخدوها فى الجامعة!. الوزير قال: أنا لا أستطيع عمل شىء!. الأم قبل أن تغادر وزارة البحث العلمى.. أولاد الحلال الذين تأثروا بحكايتها.. تدخلوا وعرضوا عليها أن تتصل بشخص يدير شركة تهتم بالعباقرة وقالوا لها.. إن هذا الشخص يتبناهم!. الأم اتصلت بالمسئول الذى يتبنى المواهب.. وطال انتظارها ولم يرد حتى الآن!. الأم اتصلت بأولاد الحلال الموجودين فى وزارة البحث العلمى.. فأخبروها بأن تذهب إلى مكتبة الإسكندرية.. وفعلت.. وهناك أخبروها بالذهاب إلى مراكز تنمية المهارات التى «جاب» الطفل العبقرى آخرها من سنتين!. ولاد حلال «تانيين» قالوا للأم: روحى كلية الهندسة!. ذهبت واستقبلها العميد.. الذى استدعى أساتذة الفيزياء والرياضيات والكيمياء.. وناقشوا الطفل العبقرى.. وفى النهاية.. لو كان وزير التعليم ووزير البحث العلمى استطاعا أن يفعلا شيئًا.. كان بالإمكان لأساتذة وعميد الهندسة أن يقدموا حلًا!. محصلة اللقاء لا شىء عملى فعلى.. اللهم إلا نصيحة من الأساتذة للأم قالوا فيها: يا ستى.. اتركيه يسافر بره للدولة اللى تحترم عبقريته!. الأم ردها حاسم وقاطع: ابنى مش حايتحرك من مصر!. لو كنت عايزاه يسافر.. كان سافر من زمان!. كل اللى عايزاه.. ابنى يدرس المنهج الدراسى اللى يناسب قدراته!. اعملوا له امتحانات.. تعرفوا قدراته!. ابنى يدرس حاليًا الفلك والفضاء.. وشغوف جدًا بدراسة التفاعلات الكيميائية والحرارية التى تحدث فى الشمس!. هذه آخر أحداث حدوتتنا المصرية!. طفل هو عبقرى العباقرة.. حظه أنه ضحية قانون «متخلف».. هو يقرأ ويحفظ نظريات علمية معقدة.. وبدلا من توفير الرعاية العلمية التى تعادل قدراته... هم يرغمونه على الانصياع للنظام التعليمى الذى بمقتضاه هو مربوط هذه السنة على سنة ثانية ابتدائى!. سألت د. حاتم زاهر استشارى الطب النفسى.. الذى أجرى له من أيام مقياس ذكاء.. فى إطار مشروع يتبناه لاكتشاف أطفال الأمة من العباقرة!. سألت د. حاتم عن التوقع المستقبلى لهذا الطفل العبقرى فقال: نحن أمام واحدة من فلتات الزمن البشرية!. طفلنا العبقرى إن وجد الرعاية الحقيقية.. إمكاناته وفقًا لقياس ذكائه.. تؤهله للتفوق على اسم أى عبقرية عرفها العالم للآن!. د. حاتم زاهر يحسم الأمور بقوله: أتحدى أساتذة العالم.. فى أن يقولوا غير ما أقوله عن قدرات طفلنا العبقرى!. أطالب أى أستاذ يتشكك فيما أقوله.. بأن يختبر طفلنا.. وأتحدى.. أن تظهر النتائج خلاف ما أقول!. هذه هى حدوتتنا المصرية.. بحلوها ومُرِّها.. وهى ليست جديدة علينا.. إنما هى تكرار لحواديت مصرية انتهت بهجرة أبطالها للخارج ليصبحوا أعظم علماء العالم فى كل التخصصات.. ونحن نتفرج.. وكأننا مسلوبو الإرادة!. فرحانين.. أن مصر تستطيع.. من خلال علمائها فى الخارج!. الأهم والمهم الآن القرار الوطنى والإرادة الوطنية والمنهج الوطنى فى التفكير.. أن تتضافر الجهود لأجل وقف نزيف هجرة المواهب والعباقرة للخارج!. مصر تستطيع حقًا.. عندما توقف عملية تجريف الوطن من عباقرته فى كل المجالات!. مصر تستطيع بحق.. عندما تنسف القوانين المتخلفة التى وضعت خصيصًا لأجل إجبار المواهب والعباقرة على الهجرة أو قتلهم أحياء إن بقوا فى مصر!. حدوتة الطفل العبقرى توضح وتفضح المسألة تمامًا!. طفل عبقرى يحفظ نظريات أينشتاين والقانون يجبره على أن يسير فى طابور الأطفال العاديين وينتظم فى سنة ثانية ابتدائى وبعدها ثالثة وبعد ثلاث سنوات عقبال أولادكم سادسة ابتدائى ثم ثلاث سنوات إعدادى ومثلها ثانوى.. ويدخل الجامعة!. القانون يلزمه أن يقرأ مناهج التعليم المتخلفة 12 سنة وعليهم أربعة جامعة.. بدلا من أن يحظى الطفل العبقرى برعاية علمية تناسب قدراته وال12 سنة ابتدائى وإعدادى وثانوى المهدرة فى كلام فارغ.. يكون قد قدم للبشرية نظريات علمية تغير وجه العالم!. كل مصرى ومصرية هذه قضيتهم!. هذه حكايتهم التى يجب أن تشغلهم.. وتجعلهم قوة ضغط على مجلس النواب لأجل نسف القانون الذى حرم مصر ومازال من مواهبها وعباقرتها ويجبرهم على الهجرة!. مصر تستطيع فعلا.. عندما نحافظ على الطفل العبقرى.. وأول خطوة.. إلغاء القانون الذى يقتل العباقرة!. الخطوة الثانية أن تتولى المؤسسة العسكرية ممثلة فى الكلية الفنية العسكرية أو أكاديمية ناصر أو أى تخصص عسكرى آخر.. تتولى مهمة الرعاية التامة والحماية التامة للطفل العبقرى!. أنا أفهم جيداً ما أقول.. ولو لاحظتم حضراتكم أنا لم أذكر أى معلومة عن الطفل.. حماية له!. أرجوكم وكلامى لكارهى جيش مصر: أن نسمو فى مثل هذه الأمور فوق المصالح الشخصية.. وأنتم أول من تعرفون أن قضية مثل هذه لا يقدر عليها إلا جيش مصر الوطنى!. من خمس سنوات عشت نفس الحدوتة!. حاولت من خلال حملة صحفية فى هذا المكان وفى برنامج «دائرة الضوء» الذى توقف!. حاولت إنقاذ عبقرية مصرية اسمها عمر عثمان. فى سنة ثانية إعدادى تفوق على طلبة نهائى كلية العلوم والجامعة الأمريكية فى الرياضيات!. قلت فى حلقات كثيرة وكتبت صفحات عديدة.. وحاولت بكل الطرق!. استضفت أساتذة فى كلية العلوم والجامعة الأمريكية.. وقالوا وأكدوا وشرحوا وأوضحوا وأثبتوا أن عمر عثمان الطفل الصغير.. عبقرية عظيمة!. استضفت على التليفون فى حلقة تليفزيونية على الهواء.. السيد وزير التعليم.. وجاء الرد «جانى».. سيادته قال: علشان خاطرك كل اللى أقدر أعمله «أنططه» الإعدادية!. يعنى هو فى ثانية إعدادى.. سيسمح له السيد الوزير بامتحان الإعدادية مرة واحدة!. الوزير يبشرنى بالإعدادية وأستاذة الجامعة الأمريكية تؤكد أن العبقرية الصغيرة.. مؤهلة للحصول على البكالوريوس وخلال سنتين تحصل على الماجستير!. العبقرى عمر عثمان خطفته فرنسا.. وحصل على البكالوريوس وليس الإعدادية وحصل على الماجستير وهو حاليًا عضو هيئة تدريس فى الجامعة الفرنسية!. حاولت وقتها أن أفعل شيئًا ولم أستطع.. ربما لأن مصر كانت تعيش أجواء الثورة والنشطاء والثوار والمظاهرات!. لم أستطع والعبقرية هاجرت إلى فرنسا!. لم أستطع لأن الكلام عن الوطن والوطنية.. موضة قديمة ليست مطلوبة فى الإعلام.. من وقت الثورة وحتى الآن.. وإلغاء برنامج «فى دائرة الضوء» أكبر دليل!. اليوم أعرض قضية وطنية جديدة.. وهى قضية وطن لأن الحفاظ على العباقرة فى مصر ولمصر.. خلاصة أمن مصر القومى!. هل أبلغت.. اللهم فاشهد!. لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى