بعد إطلاق مبادرات حكومية ومن المجتمع المدنى لتطوير العشوائيات، أصبح لتطوير تلك المناطق أولوية فى خطط الدولة واستراتيجية 2030 للتنمية الشاملة، أظهرت دراسة مسحية لمجلس السكان الدولى بالتعاون مع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء حول النشء والشباب فى المناطق العشوائية باقليم القاهرة الكبرى أنه على خلاف توقع الكثيرين، ولاسيما الاعتقاد السائد بإن شباب العشوائيات يعانون من عدم تكافؤ الفرص فى الكثير من جوانب حياتهم، إلى تشابه شباب العشوائيات مع شباب المناطق الحضرية الرسمية فى كثير من الظروف والخصائص حيث يحصلون على نفس الخدمات الأساسية التى يحصل عليها سكان المدن من مياه وصرف صحى وخدمات صحية وتعليمية ويواجهون ايضا نفس التحديات فى سوق العمل التى يواجهها الشباب بصفة عامة فى مصر. ومن المقرر عرض النتائج النهائية لمسح النشء والشباب فى المناطق العشوائية بالقاهرة الكبرى 2016 فى مؤتمر صحفى اليوم الثلاثاء تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء وذلك بحضور الدكتور أشرف العربي، وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى والدكتور مصطفى مدبولى محمد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات. وقد أشارت نتائج المسح إلى أن الفرق بين شباب العشوائيات والمناطق الحضرية الرسمية يكمن فى جودة الخدمات خاصة فيما يتعلق بجمع القمامة وكذلك المشكلات الأمنية والاجتماعية مثل تعاطى المخدرات والعنف والتحرش الجنسي. ويعد الشعور بعدم الأمان والتعرض للعنف من أهم المشكلات التى يمكن أن تؤثر على حياة الشباب اليومية وسلامتهم ولذا فهى جديرة بالاهتمام من قبل المسئولين وصانعى القرار. كما أكد المسح أيضا على المناطق العشوائية فى مصر أن هناك مناطق تقطنها نسبة كبيرة من الشباب. وتمثل هذه الشريحة طاقة هائلة يمكن ان تسهم فى تحسين تلك المناطق إذا أحسن توظيف تلك الطاقة واستغلالها بصورة جيدة. ولذا فيجب ان تضم برامج تنمية العشوائيات مكونا لتمكين الشباب وتنمية مهارات القيادة لديهم حيث أن الشباب لاعب رئيسى فى أى برامج تخص المناطق العشوائية ويعد إشراكهم عاملا أساسيا لنجاح تلك البرامج. وفى مؤشرات المسح فيما يتعلق بمجال الصحة، أكدت النتائج أن الشباب فى المناطق العشوائية ممن يرون أنهم يتمتعون بصحة ممتازة أو جيدة جدا بلغت نسبتهم 45 % وهى تقل قليلاً عن نسب باقى الأقاليم الجغرافية محل المقارنة، حيث بلغت تلك النسبة حوالى 48% فى المناطق الحضرية الرسمية، و51% فى باقى حضر الجمهورية وحوالى 49% فى ريف الجمهورية. أما عن العادات الغذائية السيئة للشباب والسلوكيات الضارة كالتدخين وعدم ممارسة الرياضة البدنية والتى تمثل عنصر خطورة على صحة الشباب فهى تؤدى للعديد من الأمراض مثل السمنة وأمراض ضغط الدم ومرض السكر. ففى المتوسط نجد أن أكثر من نصف الشباب فى المناطق الرسمية (51.6%) يشرب المشروبات الغازية 1-3 مرات فى الأسبوع، بينما أكثر من ثلاثة ارباع الشباب فى المناطق العشوائية (78%) يقبلون على المشروبات الغازية بواقع 1-3 مرات او أكثر فى الأسبوع. بلغت نسبة الشباب الذين يتناولون الوجبات السريعة 1-3 مرات فى الأسبوع 35% لعينة مسح الشباب 2014، حيث بلغت النسبة 52% فى المناطق الرسمية بالقاهرة الكبرى وحوالى 40% فى باقى حضر الجمهورية و31% فى المناطق الريفية وجاءت نسبة الشباب فى المناطق العشوائية فى عام 2016 تساوى 35.5%. أما مجال التعليم فجاءت نتائج المسح تشير الى انه ترتفع معدلات عدم الالتحاق بالتعليم فى المناطق العشوائية 4.6% عام 2016، مقارنة بحوالى 2.5% فى المناطق الحضرية الرسمية لاقليم القاهرة الكبري. وقد بلغت نسبة التحاق الشباب بالتعليم الجامعي27% فى المناطق العشوائية وفى مجال العمل والبطالة أشارت نتائج مسح 2016 الى أن معدل مشاركة الشباب فى قوة العمل فى المناطق العشوائية عام 2016 يصل الى نسبة 59% (90% بين الذكور و23% بين الإناث)، فى حين وصلت نسبة مشاركة الشباب فى قوة العمل من المناطق الحضرية الرسمية لاقليم القاهرة الكبرى 60% (83% بين الذكور وحوالى 30% بين الإناث) فى عام 2014. بلغ معدل البطالة بين الشباب فى المناطق العشوائية 10% فى عام 2016، وهو أقل من معدل البطالة فى المناطق الرسمية فى عام 2014 والبالغ 12%. ومن الملاحظ أن نسبة البطالة بين الذكور فى المناطق العشوائية (6%) تقل كثيرا عن المعدلات السائدة فى المناطق الرسمية (12%). كما شمل المسح قسما تناول فيه المخاطر التى تواجه الشباب فى العشوائيات وكيفية تكيفهم معها، وذلك من خلال تحليل أساليب المواجهة ووسائل التكيف التى يتغلب بها الشباب فى المناطق العشوائية على المشكلات التى تعترضهم أثناء ممارستهم لأنشطة حياتهم اليومية. فقد أشار الشباب إلى أن أهم المخاطر التى تواجههم فى بيئتهم هى وجود بيوت آيلة للسقوط أو صخور تهدد حياة الناس وذلك بنسبة 29%، وحوادث الطرق تشيع بنسبة 56%. كما أفاد الشباب بأن هذه المناطق تعانى كذلك من عدم توافر بعض الخدمات الأساسية حيث افاد 52% من الشباب بعدم وجود نقطة اطفاء، 27% اشاروا الى عدم وجود نقطة شرطة.