تصاعدت أزمة إسقاط سوريا للطائرة التركية, ففي وقت أكد فيه الرئيس التركي عبد الله جول أن بلاده لن تغض الطرف وأنها بصدد إتخاذ الرد المناسب, عقد رئيس الوزراء اجتماعا مع نائب رئيس الأركان, في حين كشفت مصادر دبلوماسية عربية أن السعودية وقطر تدفعان رواتب قوات المعارضة المسلحة, بينما نفت أنقرة تزويد المعارضة بالسلاح. وقال جول- في تصريح نقلته هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي- إنه ربما تكون الطائرة التركية قد انتهكت المجال الجوي السوري, إلا أن هذا الأمر غالبا ما يحدث بالنظر الي السرعة العالية التي تحلق بها المقاتلة. وأكد الرئيس التركي أن هذا الاختراق لم يكن بسوء نية, وانما من المعروف أن الطائرات احيانا تخرج عن سيطرة قائدها وتخرج لمسافات قصيرة عن الحدود المحلية بسبب سرعة تحليقها فوق البحر. من جهته, أكد كبير مستشاري الرئيس التركي أرشاد هرموزلو عدم تأييده للدعوات التي تنادي باتخاذ خطوات انفعالية سريعة إزاء إسقاط الطائرة التركية من الجانب السوري, مؤكدا أن انقرة هي دولة مؤسسات وتتعامل مع الأمور علي هذا الأساس. وكشف مستشار الرئيس التركي عن أن الطائرة التي أسقطت هي طائرة استطلاع وغير مسلحة من طراز فانتوم.. مشيرا إلي أنها كانت في جولة روتينية علي الحدود التركية وعلي المياه الدولية. في المقابل, نقل التليفزيون السوري عن ناطق عسكري سوري قوله إن هدفا جويا مجهول الهوية اخترق المجال الجوي فوق مياه سوريا الاقليمية من اتجاه الغرب علي ارتفاع منخفض جدا وبسرعة عالية, وإن وسائط الدفاع الجوي السوري تصدت للهدف بالمدفعية المضادة للطائرات وأصابته اصابة مباشرة, فاشتعلت فيه النيران وسقط في البحر غرب قرية أم الطيور بمحافظة اللاذقية. وفي وقت أصدر فيه الرئيس بشار الأسد قرارا بتشكيل حكومة جديدة برئاسة رياض حجاب, أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل28 شخصا برصاص القوات الأمن والجيش في دير الزور شرقي البلاد بينهم3 نساء وعدد من الأطفال بالإضافة لمقتل5 أشخاص في محافظتي حماة وحمص. يذكر أن أكثر من80 شخصا قتلوا أمس الأول بنيران الجيش والأمن في جمعة أطلق عليها النشطاء إذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب. ومن جانبه, ذكر التليفزيون السوري أن الرئيس الأسد شكل حكومة جديدة برئاسة رياض حجاب احتفظ فيها وزراء الداخلية والدفاع والخارجية بمناصبهم. وفي هذه الأثناء, كشف دبلوماسي عربي قيام السعودية وقطر بدفع رواتب عناصر المعارضة المسلحة. وقال المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه: هذه المدفوعات مستمرة منذ عدة أشهر وابرم الاتفاق في الثاني من ابريل بين السعودية وقطر فيما يجري تنظيم الامداد والتموين من جانب تركيا, حيث تتمركز بعض فصائل الجيش السوري الحر. وأضاف الهدف من هذا هو تشجيع أكبر عدد ممكن من الفصائل بالجيش السوري علي الانشقاق وتنظيم الجيش السوري الحر والسيطرة عليه ومنع أي تنظيمات متطرفة من الانضمام اليه. وذكرت صحيفة الجارديان انه يعتقد ان هذه الخطوة, التي جري مناقشتها بين الرياض ومسئولين رفيعي المستوي في الولاياتالمتحدة والعالم العربي, تكتسب زخما في الوقت الذي بدأت فيه شحنة اسلحة ارسلت الي المعارضة المسلحة من جانب السعودية وقطر في التاثير علي سير المعارك في سوريا. وعلي الصعيد العربي, توجه الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أمس الي لوكسمبورج للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع نظرائهم من دول مجلس التعاون الخليجي لبحث اخر تطورات الاوضاع في سوريا, في ضوء الرؤية العربية المطروحه من قرارات مجلس الجامعة العربية.