فيما تتهم تركيا الداعية الإسلامى المقيم فى الولاياتالمتحدة فتح الله جولن بالوقوف وراء اغتيال السفير الروسى لدى البلاد اندريه كارلوف، أعلن الكرملين الروسى أنه من المبكر جدا تحديد دوافع مدبر الهجوم وملابسات الجريمة، وقال إنه يجب انتظار نتائج التحقيق. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف إن موسكو تعتبر بأنه يجب انتظار نتائج عمل مجموعة التحقيق الروسية-التركية الذى بدأت أمس الأول فى أنقرة، مشددا على ضرورة عدم استخلاص نتائج متسرعة طالما لم يحدد التحقيق من يقف وراء عملية الاغتيال. وكانت تركيا قد اتهمت بعد ساعات من اغتيال السفير الروسي الداعية الإسلامى الهارب إلى الولاياتالمتحدة فتح الله جولن بالوقوف وراء الهجوم الذى نفذه شرطى تركى شاب يدعى مولود ألطنطاش في معرض فنى بأنقرة. جاء ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه وسائل إعلام تركية أن ألطنطاش كان قد تولى مهمة حراسة مقر السفارة الروسية فى أنقرة عندما خرجت أمامها مظاهرة حاشدة الأسبوع الماضى احتجاجا على العملية العسكرية فى حلب. وذكرت صحيفة «حرييت» أن ألطنطاش تصرف بطريقة مشابهة أثناء المحاولة الانقلابية فى يوليو الماضى، عندما كان يخدم في شرطة ديار بكر، وهو أخذ أيضا إجازة لمدة يومين قبل يوم من اندلاع أحداث محاولة الانقلاب، وتوجه إلى أنقرة، حيث أقام فى فندق. وتم اعتقال قائد الشرطة، الذي سمح له آنذاك بأخذ الإجازة، للاشتباه بالتورط فى المحاولة الانقلابية، كما تم إبعاد ألطنطاش نفسه عن العمل مؤقتا، لكنه عاد لمهامه في 16 نوفمبر الماضى. من جانبها، أشارت حرييت إلى ارتفاع أعداد المعتقلين في إطار التحقيقات الجارية الى 13 شخصا منهم إمام في تنظيم جولن. وقالت صحيفة «ميلليت» إن هناك تساؤلات عديدة أثيرت عن «لماذا قتلت قوات الأمن منفذ الهجوم مع العلم أنه كان من السهل القبض عليه مصابا من أجل إجراء التحقيقات الامنية والقضائية معه للتوصل الى الجهة التي وقفت وراءه لتنفيذ العملية الإرهابية»؟ وأشارت شبكة «إن تى فى» إلى أن قوات الشرطة عثرت أثناء تفتيش منزل القاتل على كتب تابعة لداعش وأخرى لتنظيم جولن. يأتي ذلك في الوقت الذى تستعد فيه موسكو لتنظيم جنازة للسفير كارلوف اليوم فى مراسم وطنية مهيبة بحضور الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى قرر تأجيل مؤتمره الصحفى السنوى الذى كان مقررا اليوم بحضور نحو ألف وخمسمائة صحفى من مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية. ومن المقرر أن تجرى مراسم توديع السفير الراحل فى مقر الكنيسة الأرثوذكسية بموسكو وعموم روسيا بمشاركة البطريرك كيريل، وكبار قيادات الدولة والحكومة والأوساط الرسمية والشعبية. وحول تطور الأوضاع فى سوريا، انتقد كيربى دعوة البيان الختامى للاجتماع الروسى-الإيرانى-التركى أمس الأول بموسكو لتنظيم مشاورات بين أطراف النزاع السوري فى الاستانة،عاصمة كازاخستان، خلافا لإعلان ستيفان دي ميستورا المبعوث الدولي إلى سوريا قبل يومين باستئناف المفاوضات السورية - السورية في جنيف 8 فبراير القادم. في الوقت ذاته، صرح نيسان تك المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن الاتفاق الروسى الإيرانى التركى بشأن سوريا لن يأتى على حساب الدور الأمريكى فى حل النزاع. وقال إن ما تضمنه وثيقة موسكو حول بذل الجهود لتوسيع دائرة وقف إطلاق النار فى سوريا لا يختلف في مضمونه عما تطالب به الولاياتالمتحدة. وأضاف «نحن لم نكن ابدا على الهامش، ونتطلع إلى أى مبادرة يمكن أن تؤدى إلى نتائج إيجابية فى الملف السوري».