بعد ساعات قليلة من اغتيال السفير الروسى لدى أنقرة أندريه كارلوف على يد ضابط شرطة تركى سابق خلال حضوره معرضا فنيا، وصل فريق روسى يضم 18 شخصا من المحققين وموظفين بوزارة الخارجية للمشاركة فى التحقيقات حول حادث الاغتيال لبحث ما إذا كان القاتل قد تحرك بمفرده أم أنه جزء من تنظيم إرهابي. وذلك فى الوقت الذى هددت فيه موسكو بعدم تقديم تنازلات للإرهابيين، بينما ردت أنقرة بأن الحادث يهدف الإضرار بالعلاقات بين الدولتين. وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف وصول المحققين، مشيرا إلى أن مقتل السفير يفيد من يرغبون فى «دق إسفين» بين روسياوتركيا. وقبيل بدء محادثات ثلاثية بين وزراء خارجية ودفاع روسياوتركياوإيران فى موسكو، شدد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف على أن اغتيال كارلوف جعل الحوار بين أنقرةوموسكو أكثر إلحاحا، موضحا «ضرورة التوصل إلى اتفاقيات يمكن أن تدفع عملية التسوية السورية قدما، لكن بدون تقديم أى تنازلات للإرهابيين». من جانبه، قال وزير الخارجية التركى مولود تشاويش أوغلو إن قتل السفير الروسى يهدف إلى الإضرار بالعلاقات بين الجانبين، مضيفا أن البلدين لن يسمحا بحدوث ذلك. وأكد مجددا رغبة تركيا «فى مواصلة العمل المشترك حول حل سياسى فى سوريا، وكذلك حول تطوير مجمل العلاقات الثنائية». وقال إن «روسيا على غرار تركيا تدرك أنه يجب ألا نسمح لمدبرى هذه الجريمة أن يحققوا غايتهم». وفى تطور آخر، ذكرت شبكة «سى إن إن تورك» أن قوات الأمن فى مدينة إيدن اعتقلت والد ووالدة وثلاثة من أقرباء الشرطى مولود مرت ألطن طاش منفذ عملية اغتيال السفير الروسي، والذى يعمل فى مكافحة أعمال الشغب فى أنقرة. وكشف الإعلام التركى عن مزيد من التفاصيل حول قاتل السفير، منها أنه استخدم بطاقة الشرطة التى يحملها للدخول إلى المعرض فيما كان يحمل سلاحه، مما تسبب فى إطلاق إنذار جهاز رصد المعادن الأمنى عند دخوله، لكن بعدما اظهر بطاقة الشرطة الخاصة به، سمح له بالمرور. وذكرت صحيفة «حرييت» أن ألطن طاش الذى كان يعمل لدى وحدة مكافحة الشغب فى شرطة أنقرة منذ سنتين ونصف السنة، نزل فى أحد الفنادق القريبة من أجل التحضير للهجوم، وارتدى بدلة وربطة عنق وحلق ذقنه فى الفندق قبل التوجه إلى مركز المعرض، وقتلته الشرطة بعد تبادل إطلاق نار استمر أكثر من 15 دقيقة. ورجح رئيس بلدية أنقرة مليح غوكتشيك على حسابه على «تويتر» أن يكون المهاجم مرتبطا بجماعة الداعية فتح الله جولن، المتهم الرئيسى بتدبير الانقلاب ضد أردوغان، وهو ما نفاه المعارض التركى توجورت أوغلو عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، حيث أكد أن القاتل ينتمى لحزب العدالة والتنمية كما أنه كان يعمل ضمن أفراد الحراسة الشخصية للرئيس التركي. وكان أردوغان قد وصف الهجوم فى رسالة مصورة بالفيديو بأنه محاولة لتقويض علاقات تركيا مع روسيا والتى تأثرت طويلا بالحرب فى سوريا، وأضاف أنه اتفق مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين فى اتصال هاتفى على تكثيف التعاون فى مكافحة الإرهاب. وفى اجتماع خاص فى الكرملين، أمر بوتين بتشديد الأمن حول جميع البعثات الروسية وقال إن «قطاع الطرق» الذين ارتكبوا الحادث سيلقون العقاب، مضيفا أنه «يجب أن نعلم الجهة التى تقف وراء القاتل». فى الوقت نفسه، أعلنت الولاياتالمتحدة إغلاق سفارتها فى أنقرة وقنصليتيها فى اسطنبول وأضنة بعد إطلاق نار وقع أمام مبنى السفارة الأمريكية بالعاصمة التركية بعد ساعات من حادث اغتيال السفير الروسي. كما أعلنت إيران إغلاق قنصلياتها فى مدن اسطنبول وطرابزون وأرضروم عقب مقتل السفير الروسي.