التعرض للتحرش أو الاغتصاب مشكلة تزداد بصورة مضطردة فى كل دول العالم تؤثر على مستقبل كثيرات وقد تمتد معاناة الضحية منها عشرات السنين. حول الآثار النفسية والاجتماعية على الناجيات من الاغتصاب أعدت ألفت علام استشارية العلاج النفسى ورقة بحثية جاء فيها أن الآثار النفسية والاجتماعية التى تتعرض لها الضحية الناجية، تمتد لسنوات بعدها، وقد تعتقد الضحية أنها قد شفيت من الآثار لكنها تكون كامنة، فتظهر على حياتها بشكل مباشر أو غير مباشر فى صورة كرب ما بعد الصدمة الذى تظهر أعراضه عقب الحدث أو بعد فتره طويلة منه. ومن أمثلة الأعراض التى تعانيها ضحايا التحرش والاغتصاب والأرق والكوابيس، صعوبة العودة لممارسة الحياة بصورة طبيعية، نوبات غضب وعدوان غير مبررة ولأتفه الأسباب، القلق وسرعة الاستثارة، تشويه الجسم بأداة حادة، سيطرة أفكار انتحارية وشروع فى تنفيذها، الإفراط فى استخدام آليات دفاعية طفولية مثل الإنكار، وانشقاقية الوعى «عدم ثبات الوعى» كوسيلة للهروب من الألم النفسى، ظهور انحرافات سلوكية لم تكن موجودة من قبل مثل السرقة أو مظاهر عدم اعتناء بالذات، ظهور أعراض سيكو جسمانية مثل الغثيان أو ظهور اضطربات نفسية أو ذهانية مثل الإحساس بالاضطهاد. وبالنسبة للآثار النفسية والاجتماعية التى تظهر على المدى البعيد فمنها الإحساس الدائم بالخوف والميل للكآبة والإحباط، صعوبة التواصل مع الأصدقاء وصعوبة إقامة صداقات جديدة، الإحساس بالقلة والضعف، وافتقاد المهارات الاجتماعية المعتادة بسبب الإحساس بالعار. والضعف والخنوع، والعدوان السلبى على نفسها وقد يمتد للمجتمع. ويقلل أو يشدد حدة الأثر النفسى والاجتماعى بحسب عدة عوامل منها درجة قرابة المعتدى، وتكرر الاعتداء، فكلما تكرر الاعتداء زاد الأثر وكلما كان المكان مكشوفا عظم الأثر النفسى وشعرت الضحية بالتفكك. والمرحلة العمرية التى تتعرض فيها الضحية للتحرش، فكلما كان السن مبكرا أثر على تكوين ومفهوم الأمان لديها. والتركيبة البنائية للشخصية، فكلما كانت قوية وزاد دعم من حولها كلما زادت فرصتها للتعافى. وتخاف الضحية من عواقب تقديم البلاغ ومن الفضيحة ومن تحميلها جانبا من المسئولية لذا يلزم على المجتمع توفير العلاج النفسى لها حتى تنتهى معاناتها وتعود أقرب ما يكون إلى الشخصية السوية التى كانت عليها قبل التعرض للتحرش.