اختتمت مؤسّسة الفكر العربيّ فعاليات مؤتمرها «فكر15» فى أبوظبي، الذى انعقد تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وبالشراكة مع الأمانة العامّة لجامعة الدول العربيّة، تحت عنوان: «التكامل العربيّ: مجلس التعاون ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة. وعُقدت جلسة ختامية حضرها الأمير خالد الفيصل، والرئيس اللبنانى الأسبق أمين الجميّل، وممثّلون عن منظّمات وهيئات ثقافيّة وفكريّة واقتصاديّة ونُخبة من المفكّرين وكبار الإعلاميين. تضمّنت الجلسة عرضاً لنتائج تحليل الاستبيان الذى وُزّع فى الجلسة التفاعليّة حول الإعلام والبحث العلميّ. وقدّم محمد أبو شقرا الاعلامى البارز عرضاً مُفصّلاً مصحوباً بالشرح والرسومات البيانيّة لأهمّ العناصر والموضوعات التى أجمعت عليها الأسئلة التى خرجت بها الجلسة التفاعليّة، وتمّ تسليمها إلى اللّجنة المُختصّة بتحليل وصفيّ للبيانات. وفى الجلسة التى عقت حول التقرير السنوى لمؤسسة الفكر العربى ، أكّد البروفسور هنرى العويط مدير عام المؤسسة أهمّية أنّ ثمّة ثلاثة أبعاد أساسيّة يستند إليها التقرير، وهى البعد الوصفى المعنيّ بوصف ورصد الجوانب المختلفة للحياة الثقافيّة فى دول الخليج، وثانياً البعد التحليليّ، والبعد الثالث تمثّل فى ربط المعطيات والجذور التاريخيّة بالمستقبل واستهلّ الدكتور عليّ الدين هلال كلمته باستعارة مقولة الباحث والمفكّر الكويتيّ محمد الرميحى «الخليجُ ليس نفطاً»، وليس الخليجُ ثروة ولا فنادق فاخرة ولا مبانٍ شاهقة، وإنّما الخليج حضارة وثقافة ومكوّن من مكوّنات الثقافة العربيّة، منوّهاً بالتقرير الذى يشير إلى وجود حالة جدل ونقاش واسع حول حدود الابتكار وحريّة المبدع. ولفت إلى وجود تغيّر فى إدراك النُّخب الحاكمة فى الخليج بأهميّة الثقافة، حتى ظهر مفهوم الاستثمار فى الثقافة واعتبارها مصدراً من مصادر الدخل القوميّ، مُتمنيّاً من المؤسّسة تنظيم عدد من البرامج النقاشيّة وعقد ورش عمل فى دول عربيّة عدّة لإبراز نتائج التقرير وما توصّل إليه، وأهميته، وكذلك السّماح لجهات حكوميّة غير خليجية بإعادة طباعة التقرير ونشره على إطار واسع وبأسعار رمزية. أما الباحث والدبلوماسى الدكتور يوسف الحسن فقد رأى أنّ الاهتمام بالثقافة فى دول الخليج كان متأخّراً حتّى وقتٍ قريب، فيما بدأت الأمور تتغيّر بشكلٍ ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. وشدّد على أنّ أيّ استراتيجيّات مُشتركة لابدّ أن تجيب عن تساؤل: أيّ مجلس للتعاون بين دول الخليج نريده فى المستقبل؟ وهو سؤال مرتبط بالإرادة السياسيّة فى المقام الأول. ولفت إلى أنّ الثقافة فى الخليج تعمل على تأكيد الهويّة العربيّة الإسلاميّة، وتستلهمُ التراث من دون تجاهل معطيات العصر. من جهته، أوضح عمرو موسى الأمين العامّ الأسبق لجامعة الدول العربيّة أنّ النظام الإقليميّ العربيّ ينهار ولابدّ من إطار مؤسّساتيّ يبدأ بإطلاق شرارة العمل المشترك لمواجهة المُخطّطات الإقليميّة والدوليّة لفرض ترتيبات سياسيّة فى المنطقة ليست لصالح الوطن العربيّ، على أن يتولّى مجلس التعاون لدو لالخليج العربيّ ومؤسّسة الفكر العربيّ قيادة عمليّة التمهيد لدراسة هذا الموقف من كلّ جوانبه.