هواؤنا عليكمو حرام سماؤنا عليكمو حرام دماؤنا عليكمو حرام نساؤنا عليكمو حرام لأنكم عصابة من الذئاب واللئام لا تعرفون الفرق بين الحل والحرام وحينما قست قلوبكم واقفرت دروبكم كم تخلطون حين تكذبون بين البوم والحمام بربكم قولوا لنا: هل تعرفون الله حين تقتلون حلمنا ولا تميزون بين الحرب والسلام؟ هل تعرفون الله حين تسفكون دمنا ولا يهمكم دم النساء والشيوخ والغلام؟ هل تعرفون الله حينما.. فى الموت تغرقون وحينما يصيبكم سعار الدم والجنون هل تدركون الفرق بين النور والظلام؟ بربكم قولوا لنا: هل أنتمو لستم أناسا مثلنا تمشون فى الأسواق.. تأكلون عيشنا وملحنا أم أنكم فى غفلة من أمرنا حينما دسستم ذلك السم الزعاف.. خسة فى حلقنا ألقيتم التراب عامدين دون خوف فى طعامنا لم تخجلوا أن تفسدوا أعيادنا أو تقتلوا أولادنا ولا يهمكم بكل دم بارد أن تسفكوا دماءنا من بعد أن أعطيتموا عقولكم إجازة من بعد أن غفا ضميركم ونام لا تأبهون حين تطعنون ظهرنا أو تطفئون فجرنا أبدا حدود الله فى الشهر الحرام يا من عميتم هل نسيتم كف مصر وفضلها؟ تلك التى من أجلكم.. باعت ضفائرها وقصت شعرها مصر التى من بعد ثأر قد أعادت فجرها قولوا لنا بربكم: حينما كنتم صغارا هل نسيتم شمسها وظلها هل جهلتم عندما يوما شببتم.. شطها ونيلها؟ أم أن أعداء الحياة قد جنوا عليكم فانقلبتم دون وعى ضدها؟ ثم صرتم عاشقين لموتنا ولموتها لا ترتجون الشمس أو ظل الشجر لم تحزنوا حين اتفقتم فى غباء أن تطفئوا ضوء القمر لم تستحوا لما قذفتم وجهها.. بالنار والموت المهين وبالحجر خلتم بأن الله فوضكم جميعا.. كى تكونوا أوصياء توزعون خراجها.. قولوا لنا بربكم: ما الذى أصابكم حينما لعنتموا هواءها العليل أنكرتموا نشيدها النبيل وكم رفضتم فى غباء حسنا الجميل فى تحية العلم لم تقبلوا أن ينتشى وجداننا.. بكل فن عبقرى عندما يجيش صدرنا بالحب والسرور والألم قولوا لنا بربكم: هل صرتموا لا تعشقون راية الوطن ولا نشيد ذلك الوطن ولا الزمان الشاعرى ولا المكان العبقرى ولا الحنان القاهرى كل المآذن غيلة أخرستموها كل الكنائس خسة أشعلتموها نحن لن نبكى عليكم غير مأسوف عليكم اتركوا مصر التى دوما رعتكم والتى من قمحها قد أطعمتكم والتى من قطنها دوما كستكم لم يعد لكم مكان فى حديقة الوطن ولا خريطة الوطن من بعد أن أحرقتموا سماها من بعد ما سفكتموا من غير رحمة دماها صار وردها عليكمو حرام هواؤها عليكمو حرام دماؤها عليكمو حرام نساؤها عليكمو حرام لأنكم أهدرتموا دم الوطن لأنكم لا تعرفون الفرق بين النور والظلام من ديوان «حمالة الحطب»