فى مواجهة نقص المياه بمصر تتسارع الجهود لتوفير مصادر مائية جديدة من أجل تقليل مخاطر الفقر المائي، الذى يقف عقبة كئود فى تحقيق مآرب التنمية المستدامة، ومن هنا تأتى أهمية افتتاح مركز «التميز» لتحلية المياه، التابع لمركز بحوث الصحراء، كثمرة أبحاث ودراسات تهدف إلى خفض تكاليف وحدة المياه المحلاة سواء كانت جوفية أو من البحر. فى البداية، أشار الدكتور نعيم مصيلحي، رئيس مركز بحوث الصحراء، إلى أن مركز «التميز» هو أحد أذرع المركز لاستكشاف الموارد المائية وتنميتها واستغلالها بشكل مستدام، وأنه يضم بين جنباته أحدث الأجهزة المستخدمة فى مجال تحلية المياه، مشيرا إلى أنه سيتيح لأول مرة فى مصر وجود أجهزة خط إنتاج نصف صناعى لتصنيع وحدات أغشية التناضح العكسي، بأيد مصرية. ويضيف مصيلحى أن هذا المشروع يسهم فى تنفيذه نظام تحالف تشاركى بين المركز وجهات تتمثل فى مصنع صقر، ومركز التميز للعلوم والتكنولوجيا، وكلية الهندسة بجامعة أسيوط، والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، ومركز تحلية المياه بجامعة الإسكندرية . ويوضح أن تلك المشاركة تهدف إلى إنشاء نظام تحلية مصغر قليل التكلفة والتشغيل، ويعمل بذاته باستخدام الطاقة المتجددة كأحد الحلول للمناطق النائية. ويوضح مصيلحى أن مركز بحوث الصحراء يدعم مركز التميز بحفارين لأعماق تصل إلى 500 متر بجانب توفير أحدث التقنيات لحفر الآبار بأعماق تصل إلى 1200 متر من أجل معرفة خصائص المياه الجوفية، وتحسين استخدامات المياه فى الزراعة والشرب. من جانبه، تحدث الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، مشيرا إلى أن قضية توفير المياه فى مصر تفتح الطريق لتوجه الدولة إلى الاستفادة من ساحلى البحر المتوسط والأحمر، والاعتماد عليهما فى استخدام تكنولوجيا تحلية المياه بجانب إعادة تدوير المياه كأحد مصادر توفير المياه مع الحفاظ على نوعية المياه، واعتبارها موردا مائيا، مما جعل من الضرورى أن نضيء الضوء الأحمر لأهمية البحث العلمى بدوره المهم حتى يسهم فى نهضة مصر، بحسب قوله. تقنيات.. وأدوار على الجانب الآخر أشار الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إلى أن مركز التميز لتحلية المياه سيؤدى دورا كبيرا فى مجال إعادة تدوير وتحلية المياه باستخدام تقنيات الأغشية. وأضاف: يمكن القول إنه لابد من تكاتف كل المجهودات للاستفادة من المياه الجوفية، لذلك يُنتظر من مركز «التميز» أن يشكل المرجعية العلمية المصرية فى مجال المياه، وهذا فخر للمصريين حتى يكون لنا السبق فى إنتاج تحلية تصل إلى معيار 100% عالية الجودة، على حد قوله. وعن دور المركز، أشار الدكتور حسام شوقي، رئيس المركز، إلى أنه يسعى للإسهام بخبرات الباحثين فى مجال كيمياء المياه كمصدر لمحطات التحلية، سواء من البحر أو آبار جوفية مالحة بغرض دراسة المشكلات المتعلقة بمحطات التحلية مثل تدهور كفاءة الأغشية مع تطوير نظم المعالجة، والتخلص من الأملاح الناتجة من عملية التحلية، والحفاظ على البيئة، والتوسع فى استخدام تقنيات النانو لتحسين كفاءة الأغشية، وزيادة عمرها الافتراضي. ويضيف شوقى أن المركز يهتم بالتركيز على الأبحاث ذات الصلة بتحضير وتصنيع الأغشية المستخدمة فى تقنيات تحلية المياه، وإزالة الملوثات مثل المعادن الثقيلة، والملوثات العضوية والميكروبية، موضحا أن من أهم أهداف المركز أنه يسعى لتخفيض سعر تحلية المياه من خلال تصنيع الأغشية المستخدمة فى عملية المعالجة محليا. ولتطبيق أبحاث المركز يشير الدكتور حازم منصور، المدير التنفيذى لصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، إلى أن المركز له دور ذو شق صناعى بجانب دوره البحثي، لذلك فإن التحدى الرئيسى لتحلية المياه هو تقليل التكلفة لذلك فإن التصنيع المحلى يسهم بجزء كبير فى التكلفة، وييسر إنتاج التحلية باعتبار أن تحلية المياه أصبحت مطلبا مهما لزراعة المليون ونصف المليون فدان، علما بأن مصر بها الآن 31 مركز تميز تعمل فى مجالات شتى تقدم الرؤى العلمية، والاقتراحات البحثية. جولة بالمعامل ومن داخل معامل المركز حيث محطة التحلية المصغرة، يوضح الدكتور محمد السيد، الباحث بالمركز، أن المحطة المصغرة، التى نقف أمامها، تعتمد على جهاز وحدة الضغط الأسموزى باستخدام أغشية التناضح العكسي، وأن قياس نسبة المياه قد سجل 99% لاحتجاز الأملاح، وأن نسبة كمية المياه المنتجة وصلت إلى 700 لتر لكل متر مكعب بعد التحلية، وبعدها تدخل المياه إلى أجهزة ذات شكل حلزونى لحجز كمية الأملاح التى تصل إلى نسبة 88%، وكل منها جهاز يشبه الفلتر المنزلي. ويضيف أن الجديد فى المركز أنه يستخدم كل معداته المصنعة محليا، والمحطة المصغرة، بحيث يمكنها إنتاج 200 متر مكعب لكل ساعة، والوفاء باحتياجات 150 أسرة، كمحطة شلاتين بطاقة 200 متر مكعب يوميا. توفير الطاقة وأخيرا، عن استخدامات الطاقة فى تحلية المياه تشير الدكتورة يسرا حافظ قطب، الباحثة بالمعمل، إلى أن محطة تحلية المياه التى نحن أمامها زضغط تركيزس، وبالتالى فهى أوفر فى استخدامات الطاقة بنسبة تصل إلى 96%، لذلك نستخدم الضغط الجوي، حسبما قالت.