أدان حلمى النمنم وزير الثقافة الحادث الإرهابى الذى استهدف الكنيسة البطرسية وقال: «إن هؤلاء المجرمين الذين يصرون على إصباغ الاحتفالات الدينية بلون الدم ليسوا من الاسلام والوطنية فى شئ، وإن هذا الحادث الأليم ضد كل القيم الانسانية والاخلاقية.» وفى تصريحات ل«الأهرام» عن دور الوزارة فى مواجهة الارهاب، قال إن للارهاب شقا فكريا وفقهيا، تمتد جذوره فى التاريخ الإسلامى من اغتيال الخليفة عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب ثم الحسين بن على ليتجدد بعدها على يد أبوالعلا المودودى الذى انتهج فكره حسن البنا ثم سيد قطب بشكل أوسع ، وهى الأفكار الموجودة الآن بين قطاع واسع من الإرهابيين والمتطرفين. ولمواجهتها تقوم الوزارة بتبنى الأفكار والرؤى التى تقدم النموذج البديل للحياة، والتركيز على الفنون السمعية و البصرية التى يمكنها أن تصل لكل قطاعات الشعب، المتعلم منهم والأمي، وذلك من خلال أنشطة توسعية مثل مهرجان «محكى القلعة» لنصل بها الى قطاعات أكبر من الجماهير، كما بدأنا فى تقديم حفلات دار الأوبرا داخل الجامعات، والتركيز على المحافظات والمناطق الحدودية من خلال قصور الثقافة. و«هو ما دفعنى لزيارة عدة مناطق مثل الوادى الجديد، وتوشكا وسيناء ومنطقة البحر الأحمر وذلك حتى نحول بين الإرهابيين و اجتذاب عناصر جديدة» . ويضيف النمنم أن الوزارة حرصت على عقد موتمر لتجديد الخطاب الثقافى وكذلك نشر الكتب التى تتبنى الأفكار الحديثة وكتب التراث التى تعلى من قيمة العقل والإنسانية. مؤكدا أن ما نواجهه من فكر متطرف هو أزمة مجتمع بالكامل يحتاج لتضافر الأطراف المختلفة من تعليم وأوقاف وأزهر وكنيسة، بالاضافة إلى المجتمع المدنى والأحزاب والمؤسسات الصحفية، مستدعيا دور الأهرام ودار الهلال فى مواجهة ارهاب الثمانينات والتسعينات, مشيرا إلى أن ما نحن فيه جزء من ظاهرة عالمية، وأهم أدوات الارهابيين هو تصديرهم للأمر كما لو كانوا هم حماة الدين من خلال ابتزاز المشاعر الدينية، لذا يجب محاربتهم بطريقتهم، من خلال الفكر الدينى والثقافى الصحيح، مؤكدا أن الأمر يحتاج إلى وقت وجهد لأن هذا الفكر المتطرف تم زرعه فى المجتمع منذ عقود. ويوضح أن الإرهابيين يعتقدون أن الأقباط هم خاصرة مصر الضعيفة و أنهم حين يمسوهم بأذى سيصنعون فتنة وسيستطيعون تأليب الخارج ضد مصر وهى نفس سياسة الاستعمار البريطانى التى استخدمها من قبل ضد المصريين ليظهر وقتها شعار « يحيا الهلال مع الصليب». مؤكدا أن أقباط مصر أثبتوا على مر العصور أنهم حائط صد أمام أى محاولات للتفرقة وأن جميعنا مصريون. ولا ننسى كلمات الأنبا تواضروس بعد حرق 61 كنيسة عقب فض رابعة، حين قال:«تحترق الكنائس ولا تحترق مصر». والواقع يثبت أن تاريخ مصر هو الأطول عمرا من ظهور كل من الاسلام والمسيحية، كما أنها الأكثر ذكرا فى القرآن والانجيل، «لذا فأنا أثق بأن الله هو حافظها ويحميها ولن يستطيع الإرهاب النيل منها.»