كشفت حادثة الكنيسة البطرسية عن واقع المؤسسات الدينية فى آليات مواجهتها للإرهاب، حيث شهدت الساعات الماضية سيلًا من الإدانات سواء من الأزهر أو الإفتاء بإدانة الحادث، الأمر الذى يتعين طرح العديد من التساؤلات خاصة بعد ازدياد العمليات الإرهابية على اختلاف أنواعها فى حق أبناء الشعب المصرى. هل من الطبيعى أن يقتصر دور الأزهر فى مواجهة الإرهاب على بيان الإدانة.. ومن المسئول عن انتشار الأفكار المتطرفة؟ وكيف نحمى شباب المجتمع من خطورة اعتناق الأفكار الشاذة؟.. أساتذة الأزهر يجيبون.. سعاد صالح: يوجد تيار متشدد يكفر الأقباط.. والدولة متهمة بالتقصير قالت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات فى جامعة الأزهر، وعميدة سابقة لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات، إن المجتمع المصرى فى أشد الحاجة إلى تغيير المفاهيم، وأن نغير من أنفسنا، وأن ينعم المجتمع بوحدة النفس، فالأديان اجتمعت على احترام الإنسانية، ولم تفرق الأديان بين إنسان أو آخر إلا بالعمل والعبادة، فالمجتمع محتاج لعمل حقيقى لنشر المفاهيم الصيحة عن جوهر الأديان وليس البيانات والإدانات. وأضافت صالح، للأسف الشديد مازال موجود فى بعض الكليات والمساجد تيار متشدد يكفر الأقباط، ويعتبر القضاء عليهم الملاذ الآمن لعودة مصر للفتح الإسلامى، مؤكدة أن المجتمع المصرى لم يجد فى معركة تجديد الخطاب الدينى، العالم الذى يضحى بنفسه وعلمه ووقته لكى ينشر المفاهيم الصحيحة عن تعاليم المساجد فى الشوارع والميادين، وليس فى الغرف المغلقة، فالخطاب الدينى معركة ميدانية، مطالبة الدولة والأجهزة والمؤسسات المعنية أن تستفيد من الأخطاء، وأن هناك تقصيرًا من جهات بالدولة وكذلك المؤسسات الدينية فيما يتعلق بمنظومة العمل حول نشر الأفكار المعتدلة وذلك للحد من العمليات الإرهابية. آمنة نصير: التجديد بمواجهة الفكر بالفكر لا بالبيانات وأوضحت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب، أن ما يمر به المجتمع المصرى من غزو للأفكار المتطرفة واستهداف أبناء المجتمع الواحد يتطلب على المجتمع بكامل مؤسساته أن تتضافر الجهود للعمل وبقوة على مواجهة الفكر بالفكر، كإحدى الوسائل الفعالة فى دحر الإرهاب. وأردفت نصير، أن التجديد لا يكون من خلال المكاتب والبيانات بقدر ما هو جهد حقيقى يستهدف عقول الشباب بالبحث عن آليات جادة للتواصل معهم من أجل إيضاح المفاهيم المغلوطة عند البعض منهم حول القضايا الشائكة كاستهداف الكنائس ومشروعية الجهاد والحاكمية والخلافة، تلك القضايا التى تستقطب بها الجماعات المتطرفة الشباب للزج بهم فى عمليات إرهابية تخدم مصالحها الشخصية، والإسلام منها براء.