قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، إن المجتمع المصري يواجه منذ سنوات ظاهرة الإرهاب، ففي الأربعينيات عرف المجتمع المصري الإرهاب عقب تأسيس جماعة الإخوان، مستعرضا تاريخ الإخوان وسلسلة الاغتيالات التي قاموا بها. جاء ذلك خلال ندوة (الثقافة ومدي تأثيرها على المجتمع في مواجهة الفكر المتطرف)، بنادي هيئة مستشاري قضايا، الاثنين، بحضور المستشار خالد زين الدين رئيس نادي مستشاري قضايا الدولة، وعدد من مستشاري الهيئات القضائية. وقال «النمنم» إن موجات الإرهاب التي نواجهها الآن مختلفة عن الموجات السابقة في عهد عبدالناصر والسادات ومبارك، مؤكدا أننا نواجه تنظيما عالميا يتلقي دعم من أجهزة عالمية، وأن مصر ستتجاوز هذه الموجة بجهود جيش مصر والشرطة والقضاء. وأضاف أن هناك منابع كثيرة للتطرف منها التشدد الديني والذي بدأ مع الفتنة الكبرى، وأن هذا الفكر بدأ يتمحور ويظهر بطرق جديدة، مشيرا إلى أن التكفير من نتاج هذ الفكر الذي اتهم عمالقة الفن والفكر والثقافة باتهامات مختلفة بين تكفير وزندقة وغيرها، حيث طالت تلك الاتهامات أم كلثوم وطه حسين ونجيب محفوظ وفرج فودة الذي تم اغتياله. وأكد أن جماعة الإخوان كانت المفرخة التي أطلقت علينا تنظيم القاعدة وداعش، وكل جماعات الإسلام السياسي القائمة على العنف، فكلها تريد إحياء دولة الخلافة المعادية للدولة الوطنية وللدستور وهي دولة وهمية ليس لها حدود. وأشار إلى أن الدولة الوطنية تعتمد على سيادة القانون والدستور والمؤسسات الوطنية، مؤكدا أن هذه الموجة المتطرفة أخذت تنتشر مع موجه العولمة والتي بدأت مع انهيار الاتحاد السوفيتي، وصاحب انتشارها تراجع قيم الوطنية والمدنية. وأضاف «النمنم» أن دور الثقافة في مواجهة التطرف يتطلب ضرورة وجود نظام تعليمي قوي من مناهج ومدارس، بالإضافة إلى تكاتف الوزارات المعنية بالثقافة والتعليم والشباب. وأكد أن دور وزارة الثقافة نشر المعرفة والفنون وتوزيع الخدمة الثقافية بشكل عادل على المواطنين في مختلف الأقاليم، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك عدالة ثقافية خلال الفترة الماضية وأن القاهرة استأثرت بكل الخدمة الثقافية سواء المسارح أو دور الأوبرا، مشيرا إلى ضرورة انتشار الثقافة، موضحا أنه يجري حاليا إقامة معارض للكتاب في مختلف المحافظات حيث افتتح مؤخرا معرض الكتاب في الاسكندرية والسويس كما سيتم افتتاح معرض الكتاب في دمنهور ثم سينتقل إلى عدة محافظات أخرى. وأشار وزير الثقافة إلى موافقة مجلس الوزراء على إنشاء دار أوبرا الأقصر، وأنه قبل نهاية هذا العام سنكون بدأنا في إنشائها، مؤكدا أنه سيتم افتتاح دار أوبرا بورسعيد خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن مصر بها دار أوبرا الاسكندريةودمنهور بالإضافة إلى دار الأوبرا المصرية التاريخية بالقاهرة، معربا عن تمنياته أن يكون بكل محافظة دار أوبرا خلال العشر سنوات القادمة. وقال المستشار خالد زين الدين رئيس نادي مستشاري قضايا الدولة :«إننا نواجه حربا شرسة من قوى داخلية وخارجية تستهدف مصر شعبا وأرضا، مؤكدا أن جيش مصر يحميها من مؤامرات الأعداء، وأن قوى الشر تستغل الدين وعدم الوعي الثقافي وتقوم بتحريف تفسير نصوص الدين»، مؤكدا أنه لا يصح أن نترك الباب لهؤلاء لنشر تلك الأفكار في مقابل غلق الباب أمام المثقفين لتعريف المجتمع بالحداثة ونشر التنوير. وأضاف أن التاريخ لن ينسي انتفاضة الشعب في 30 يونيو ومثقفي مصر الذين وقفوا في الصدارة لمواجهة الفكر المتطرف، مشيرا إلى ضرورة تعظيم دور المثقفين في مواجهة الفكر المتطرف الذي ينخر في المجتمع.
