هناك مشكلات كثيرة فى مصر سببها الأول والأخير هو الحي، ففساد المحليات ليس مسئولا عنه الرئيس فقط، بل المحافظ ورئيس الحي، فالحكومة تتكون من أفراد وأشخاص إذا لم يقم كل واحد بالدور المنوط به يختل التوازن، وتظهر المساوئ، ويعم الفساد، وفى النهاية لا يذكر إلا اسم الرئيس، على الرغم من أنه ترس فى عجلة تدور، ولديه مشكلات أخرى خطيرة تمس الأمن القومي، والعلاقات الخارجية، وتهيئة المناخ للاستثمار، والبنية التحتية، وليس من المعقول أن يترك كل ذلك لينزل بنفسه للقضاء على مشكلات بسيطة من المفترض أن يقضى عليها الحي، مثل الباعة الجائلين الذين يقفون فى وسط الشارع بعربات ملابس أو بضاعة مختلفة، ويقوم القسم أو الحى بالقبض عليهم وطردهم ثم يعودون مرة أخري، وأحيانا تقوم الحكومة ممثلة فى الحى بعمل أسواق لهم فى أماكن خاصة لكنها بعيدة عن الشارع ووسط البلد، ومع ذلك لا يذهبون إليها بحجة أن الرزق على الرصيف كثير لمرور الناس.. إنه رزق حرام لأن الرصيف ملك للمواطنين، فهو للمشاة، أما الشارع فهو للسيارات ووسائل المواصلات، فإذا تم إشغال الرصيف فلن يبقى سوى الشارع ليمشى فيه المواطن، وآنذاك ستصدمه سيارة أو أتوبيس من الخلف وقد يفارق الحياة. وحتى تنتهى تلك الظاهرة على الحكومة تطبيق القانون بقوة وحزم، مع مراعاة عنصر مهم، وهو المتابعة اليومية، لأن أصحاب تلك المخالفات عندما تقوم البلدية بعمل «كبسة» وتهدم المخالفات يعودون مرة أخري، والحل هو استمرارية تلك الحملات بشكل يومى حتى يفقد المخالف الأمل، مع توقيع جزاء صارم عليه. لمزيد من مقالات جمعة أبو النيل