في كل مرة نتفاجأ بمحتوي إعلامي يسئ إلي مصر، يبدأ الجميع في الشجب والإدانة، والمطالبة بالتوقف عن الهجمات المتكررة ، بينما لم يهتم أحد بالقضية الأهم ، وهي وجود قناة مصرية إخبارية قوية قادرة علي منافسة القنوات الإقليمية في الشرق الأوسط بأكملها،والجميع يعرف أن لدينا قناة النيل للأخبار وهي قناة قديمة وعريقة، ولكنها منذ فترة وقد أصبحت خارج نطاق المنافسة ولم يهتم أحد بتطويرها. ◄ لابد أن تكون فى أولويات الهيئة الوطنية للإعلام ◄ ضرورة تطوير قناة النيل الدولية الناطقة بعدة لغات والموجهة للخارج ◄ إعلام الدولة لابد أن يضع فى أولوياته تحسين صورة مصر فى الخارج وإظهار الحقائق وبمناسبة الإعداد حاليا لتأسيس هيئة وطنية للإعلام والتي ستحل محل إتحاد الإذاعة والتليفزيون فإن خبراء الإعلام طالبوا في هذا التحقيق بأن تكون الأولوية لإنشاء قناة إخبارية قوية حتي لا يقع المشاهد العربي والمصري فريسة للقنوات الموجهة ضد مصر ومؤسساتها حتي يكون لدينا بديل قوي ، خصوصاً والكل يعلم أن المصريين هم الرواد في المنطقة كلها في مجال الإعلام وإنشاء القنوات ، اضافة الي ماطالب به ايضاً خبراء الإعلام بضرورة تطوير قناة النيل الدولية الناطقة بعدة لغات والموجهة للخارج، فمصر بحاجة ماسة لها خصوصاً في هذه الظروف التي تروج فيها شائعات وأكاذيب مخالفة للحقيقة في الخارج من جماعة الإخوان المحظورة ومن يتربصون بإستقرار وطننا. وفي نفس الوقت أكد الخبراء أنه لا يمكن أن نعول مهمة القناة الاخبارية القوية علي الإعلام الخاص، فواجب الدولة الممثلة في الهيئة الوطنية للإعلام هو إطلاق قناة اخبارية لا تهدف للربح المادي بقدر اهتمامها برصد مايحدث في مصر والمنطقة والعالم بشكل محايد وإظهار مايحدث في مصر بصورته الحقيقية الكاملة حتي لا يضطر المشاهدون حول العالم لمعرفة أخبار مضللة من قنوات مشكوك في نواياها تجاه وطننا. وحول ذلك تقول د.هويدا مصطفي أستاذ الاعلام إن إعلام الدوله لابد أن يضع في أولوياته هدفا معينا خاصة في الفترة التي تمر بها مصر حاليا وهي تحسين صورة مصر في الخارج في ظل الهجمات التي تتعرض لها وخاصة من الفضائيات الخارجية ووجود قنوات لتحسين صورة مصر لابد من تفعيلها بشكل جيد والاهتمام بالمواطن الغربي وكيفية إيجاد طريقه لتخاطب المجتمع الغربي وكذلك الاهتمام بتعريف مصر من الناحية السياحية واهتمام هذه القنوات بالقضايا الدولية والإقليمية ولابد للفضائية المصرية أن تهتم بالجاليات العربية. وأضافت: أفضل وجود قناة إخبارية قوية لمواجهة الغرب، مع تفعيل دور هيئة الاستعلامات المنوطه بهذه المشكلة وكذلك وزارة الخارجية ومكاتبها المنتشرة في الخارج والمكاتب الإعلامية ومكاتب التمثيل الدبلوماسي بالإضافة إلي المصريين أنفسهم الذين يعيشون بالخارج، فلابد أن يكون لهم دور فعال في تحسين صورة مصر في الخارج. ومن جانبه شدد د.صفوت العالم أستاذ الإعلام علي أن مخاطبة الخارج ليس مجرد كلام يعرض علي الشاشات ، ولكن مرتبط بالمهنية والمحتوي طريقة عرضه، لافتا إلي أن توفير هذه السمات من المهم فيها إدارة الشاشة جيدا ووضع خطة برامجية متكاملة وجذابة وممتعة والاستعانة بمضمون مفيد والأهم أن نبتعد عن «الشيفونيا المصرية» والتي تعني أن مصر هي الأعظم أي أنه لا يصح عندما نعرض أن نشكر في أنفسنا، ولكن من الضروري تغطية إخبارية جادة، مشيرا إلي أن الفضائية المصرية لابد أن تتضمن العديد من البرامج التي تخاطب الجميع وتشتمل علي برامج سياسية ، وشبابية اي رؤية متكاملة العناصر ، مؤكدا علي الأخذ بكل الاّراء وعرض كل وجهات النظر وإدراك سياسة الاختلاف وتقبل الرأي والرأي الاخر بشكل موضوعي مهني منظم قائم علي الحقائق والوثائق . وهو ما أكده د.عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام قائلا: لابد من تفعيل قناة إخبارية للتعامل مع الآخر لحظة بلحظة وأن تكون علي مستوي عال من المهنية والاحتراف .. قناة احترافية ومهنيه توجه لثقافة الغرب مهما كان الأمر مكلف ويحتاج لإمكانيات عالية وميزانيات ضخمة وشبكة مراسليين في أنحاء العالم إلا أنه أمر مهم لتحسين صورة مصر، ولذلك فلابد من الاستفاده من الطاقات البشرية الإعلامية والمراسلين في الخارج، وعلي هيئة الاستعلامات بمكاتبها المختلفة إقامة مؤتمرات في الخارج لتحسين صورة مصر من خلال شبكة المراسلين المتخصصين في الميديا والتواصل مع الصحف الغربية. وأشار د.مرعي مدكور أستاذ الاعلام إلي مسئولية هيئة الاستعلامات في تحسين صورة مصر في الخارج بما لديها إمكانيات ومهارات تحتاج إلي تفعيل مع عدم إغفال كل وسائل السوشيال ميديا والاهتمام بها والتي أصبحت لها تأثير كبير في المجتمعات المصرية والدولية. وفي هذا الإطار اشارت د.ليلي حسين إلي أن فكره إنشاء قناة تخاطب الخارج تعتبر من أشباه المستحيلات بسبب ما يمر به ماسبيرو من معاناة، متسائلة هل نجيد كيف نخاطب الخارج وما الذي نحتاجه حتي نصحح الصورة في الخارج ؟ وقالت: إننا نستطيع أن نخاطب الغرب بطرق أخري كأن نشتري وقتا في الإعلام الغربي ونقوم بدفع مجموعة من المذيعين الأقوياء الذين يتمتعون بحضور ولديهم قدرة علي إدارة الحوار والضغط بشكل قوي وبرؤية واضحة أو عن طريق تأجير «لوحات» للإعلان عليها ورصد ما نريده في كلمات قليلة وموجزة، وأعتقد أن هذين الطريقتين لهما مردود أسرع من إنشاء قناة في هذه الظروف الصعبة . وتري الإعلامية د.جيلان حمزه أن إنشاء قناة تخاطب الخارج من الأشياء الضرورية التي كان يجب أن ينتبه اليها المسئولون من قبل، لذلك فلابد من الاهتمام بالفضائية المصرية والنيل الدولية والعمل علي رفع كفاءاتها، ونبهت إلي ضرورة الاستعانة بمذيعين ومذيعين علي قدر كبير من الإقناع وعرض الموضوعات بالحقائق والوثائق والمستندات التي تساعد علي المواجهة بالإضافة إلي الاستعانة بالإعلاميين ذوى الخبرة والمحترفين والبحث عن الكفاءات للظهور علي شاشتها ومنحهم الحرية في عرض الرؤية والتحدث عنها والاستعانة بوزارة الخارجية وسفرائها في عرض وجهات النظر وتفسيرها. ويقول د . حسن علي استاذ الاعلام ورئيس جمعية المشاهدين والمستمعين: لابد من تفعيل القناة الإخبارية « النيل للاخبار» حتي تكون قادرة علي المنافسة ، لأننا نواجه قنوات متربصة بمصر بالانتقاد واحياناً بالسباب ووصلات الردح ، والاجدر بنا ان نفكر في انشاء قناة اخبارية قوية قادرة علي الرد علي القنوات التي تتربص بمصر ، فنحن الرائدون والسباقون في مجال الاعلام والفضائيات وجدير بنا أن يكون لدينا قنوات قوية قادرة علي المنافسة ، حتي لا يذهب المشاهد مضطراً لقنوات لا نعلم نواياها اتجاهنا ، ويجب ان تفكر الهيئة الوطنية للإعلام جدياً في دمج القنوات الكثيرة غير المؤثرة في ماسبيرو ، كما فعلت مجموعة «النهار» و «السي بي سي» ، فالاندماج من اجل قنوات اكثر قوة عرف معمول به في سوق الفضائيات ويجب ان يكون ايضاً ضمن الاولويات من اجل تقليل خسائر ماسبيرو وجعله قادر علي المنافسة وجذب المشاهد مرة أخري.