في الوقت الذي تتعالي فيه صيحات بعض الشباب الغاضب من تردي الاوضاع في بعض القطاعات او نقص الخدمات في قطاعات اخري نجد ان هناك شباباً اخر يعيش الظروف والملابسات نفسها لكنه يفكر بشكل آخر غير الصياح والنقد، شباباً عاهدوا الله علي الاخلاص في العمل والتسلح بكل ما هو جديد في العلم كي يتمكنوا من الدفاع عن وطنهم في كل الميادين وفي اي مكان وزمان. رامى على عاشور 29 سنه شاب مصرى مثله مثل شباب كثر يطمحون الى الوصول للمستقبل بخطى ثابتة وواعية ولكن ما لا يعرفه الكثيرون ان هذا الشاب الواعد قد استطاع الحصول على درجة الماجستير والدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف من واحد من اعرق المعاهد المتخصصة فى الدراسات الافريقية بجامعة القاهرة على مستوى القارة والعالم العربى ثم اكمل دراسته بالحصول على درجة الزمالة من كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية التى تعد هى الاخرى اقدم المعاهد العسكرية على مستوى العالم.وبذلك يصبح رامى عاشور اصغر باحث مصرى يحظى بالحصول على تلك الدرجات العلمية الرفيعة التى توجها بقدر معقول من المقالات والأبحاث السياسية والإستراتيجية. «الاهرام « التقت الباحث للتعرف على رحلته العلمية ورؤيته لبعض القضايا الراهنه يقول الباحث رامى عاشور كان لوالدى دور كبير وفاعل فى تحفيزى الدراسى والعلمى اذ انه كان دائما ما يردد على مسامعى ان الانسان لا يكتمل ويصبح نافعا لنفسه ولوطنه ومجتمعه إلا اذا وصل الى نهاية السلم العلمى ساعتها سوف يكون قادرا على خدمة وطنه بشكل يسهم فى رفعته وعزته. لذا فإننى ارى ان ابى قد شكل لى القدوة والمثل فى كل خطوة اخطوها نحو النجاح والتقدم وهو المحرك لكل طاقاتى وإبداعاتى التى اعتمدت فيها على مخزونه الهائل من الخبرات الحياتية والعلمية التى كانت تشكل لى بوصلة الطريق الى المستقبل. ويرى الباحث رامى عاشور ان ابناء جيله ينقسمون الى قسمين الاول لا يرغب فى العمل الشاق او الجاد وان فكرة الكفاح من اجل المستقبل غائبة عنده لدرجه مقلقة وهذه الفئة تفضل الوصول الى اهدافها بسرعة دون بذل اى مجهود وللأسف هؤلاء الشباب هم اصحاب الاصوات العالية والمطالب التى لا تنتهى وربما ظاهرة سائقى « التوكتوك» من الجامعيين اكبر دليل على ذلك، اما القسم الثانى فهم شباب اجتهد واخلص فى البحث العلمى لكنه لم يجد المردود الايجابى الذى يوازى ذلك مما ينعكس عليهم فى بعض الاحيان بالسلب فتقل خطواتهم العلمية ورغبتهم فى الوصول الى حلول لمشكلاتنا الراهنه. وفى ظنى ان اسباب ذلك ترجع فى المقام الاول الى ثقافة المجتمع المصرى الرجعية التى تنظر الى التعليم الفنى على انه منتج ردىء يكسب صاحبه سخط المجتمع وربما نظرة دونية لا يستحقها وفى احسن الاحوال انه الباب الخلفى للبعض لنيل شرف الالتحاق ببعض الكليات المرموقة والهروب من شبح الثانوية العامه المرعب. ايضا هناك حالة من القصور المزمن لدى بعض واضعى الخطط الاستراتيجية والتنموية فى الدوله المصرية كونهم غير قادرين على ايجاد طرق ووسائل مبتكرة ومتجددة فى استغلال طاقات الشباب والدفع بها فى مسارات الانتاج والتنمية من خلال خطط طويلة الاجل او حتى قصيرة الاجل. ودعنى أقُلْ لك اننى قد شرفت بالعمل باللجنة الوطنية المصرية لليونسكو تحت اشراف وزير التعليم العالى غير اننى ارى ان لدى مؤهلات يمكن الاستفادة بها فى خدمه الوطن ايا ما كان الموقع او المكان ذلك ان المصلحه العليا للوطن لا تحتاج فقط لمن يشعر بالامتنان كونه فى مكان متميز بل تحتاج الى رؤية واضحة المعالم والأهداف لاستغلال الكفاءات العلمية فى مكانها الصحيح، من هنا يجب ان ننطلق عندما نخطط لمستقبلنا ولمن لا يعرف فمصر لديها شباب على مستوى عال من العزيمة والتأهيل العلمى الرفيع الذى ينتظر وضعه فى المكان الصحيح كى يكمل منظومة التقدم والنجاح هؤلاء الشباب منتشرون فى دواوين الوزارات والمؤسسات والهيئات المصرية منتظرين لحظه الميلاد كى يتم الانتفاع بخبراتهم العلمية التى واصلوا الليل بالنهار كى يحصلوا عليها وبالمناسبة أنا وغيرى من هؤلاء الشباب نرفض وبشدة فكرة التظاهرات الغاضبة التى يقوم بها البعض لأنها ببساطه تعرقل الاداء العام وتخلق حالة من الارتباك والفوضى التى تزيد الامور تعقيدا اكثر مما تفيد. ولعلى لا اكون متزيدا ان قلت لك اننى قد فكرت فى السفر للخارج كى اتمكن من تحقيق ما يعيننى على الحياة إلا اننى فى كل مرة كنت اجدنى مدفوعا بالرغبة فى البقاء وكأن وطنى يستغيث بى كى ابقى مدافعا عنه مهما يكلفنى الامر فى ذلك. وعلى ذلك يمكن تلخيص مشكلة الشباب فى مصر فى انهم يريدون ويطمحون فى ان يلمسوا بعقولهم وقلوبهم ان المستقبل قريب وآمن فان استطعنا الوصول الى تلك الامنية او حتى جزء منها فإننى أؤكد ان مصر سوف تكون قادرة على الانطلاق الى عنان السماء سياسيا واقتصاديا وتنمويا واجتماعيا. وحتى نستكمل منظومة التطوير الوطنى لابد ان تتضمن التحول الدقيق والثابت للقطاع الانتاجى عن طريق تعزيز التعليم الفنى فى ربوع مصر ومع دعم السياسة الوطنية لمكافحه الفساد فى كل القطاعات وتفعيل وتشديد الرقابة مع مبدأ علانية تنفيذ العقوبة لتكريس سياسة الردع المجتمعي. وعلى المستوى الخارجى لابد من العمل على دعم النفوذ المصرى فى افريقيا بما يخدم اهداف الامن القومى المصرى وتعزيز الدور المصرى فى المنطقة العربية والإسلامية ومنطقة البحر المتوسط بما يقوض الادوار الاقليمية المعادية لمصر ويقطع الطريق على مخططاتها. ونحن فى حاجة ماسة لتكاتف قوى المجتمع على اختلاف اطيافها لخلق حالة من الوعى الدينى والاجتماعى ازاء القضايا الراهنه بعيدا عن حالة الاسفاف والاستهتار الفنى والإعلامى التى ضربت مناخ الاستقرار المجتمعى وعززت بعض المفاهيم الخاطئة والفوضوية فى اذهان الجهلاء ومعدومى الثقافة.