«بانا العابد» طفلة سورية تبلغ من العمر 7 سنوات تعيش وسط القصف فى حلب مات أفراد عائلتها أمام عينيها وتهدم بيتها وبقيت مع أمها بين أطلال حلب، وعلى موبايل راحت تغرد للعالم بأنها قد تموت قبل أن تكمل آخر تغريدة وأصوات القنابل تحاصرها ورائحة الموت تزكم أنفها، لم تطلب طعاما أو دواء، طلبت كتابا، فهى ترى القراءة ستجعلها تشعر بأنها تعيش حياتها كطفلة، سبق ان شاهدت فيلم «هارى بوتر» وترغب فى قراءة الرواية لمتابعة تعلمها ولعبها، جاء الرد سريعا من مؤلفته الروائية جاى رولينج، التى ارسلت لها الكتاب الكترونيا مصحوبا بكلمات حب لم تخل من الدهشة عندما فوجئت بالطفلة تضع صورة ثابتة على حسابها بتعليق «أقرأ لكى أنسى الحرب»، وأضافت الطفلة «أحبك من حلب». وفى نيجيريا كانت الكتب من أولويات اهتمام كشافة الفتيات للتبرع بها لبيت الأطفال الأيتام ضحايا بوكوحرام. إلى هذا الحد يدرك العالم صغاره وكباره، أهمية القراءة والمعرفة ليشعر الإنسان بآدميته فى أكثر الأوضاع سوءا وقسوة، فالرواية تطلق الخيال وتتنقل بقارئها بين أماكن وبلدان وشخوص مختلفة، بينما يخرج علينا عضو بمجلس الشعب لا يفرق بين الواقع وعالم الرواية، ويرى الكلمة خدشا للحياء وان حروفها تثير الغرائز، ولا يجد حرجا بإدانة نجيب محفوظ الذى شكل وجدان الكثيرين بابداعاته، لم يقرأ النائب يوما عملا أدبيا! ومطلوب منه ان يشارك برسم سياساتنا ومستقبلنا! أى مستقبل هذا وهو لم يصل لعقلية طفلة حلب؟ لماذا لا تتضمن المناهج الدراسية مؤلفات أدبائنا كنواة للتغيير المنتظر لمنظومة التعليم التى تزيد حياتنا إرباكا وتخلفا. لمزيد من مقالات سمير شحاتة