كلاسيكو الأرض ليس مجرد لقاء يساوى3 نقاط

مواجهة أخرى جديدة ينتظرها ملايين من جماهير الكرة على مستوى العالم بين برشلونة وريال مدريد مساء السبت المقبل فى إطار مباريات الجولة ال14 للدورى الإسباني، وبغض النظر عن موقف كل فريق فى المسابقة وتصدر الريال قمة الترتيب برصيد 33 نقطة وتراجع البرسا للوصافة برصيد 27 نقطة فقط، فهى من المباريات التى تعتبر بطولة فى حد ذاتها، الفائز منها يضيف لتاريخه انتصارا جديدا على منافسه الوحيد على مستوى العالم.
وقبل لقاء السبت النارى هناك بعض المعوقات التى تقف أمام طموح كل فريق، ولنبدأ مع برشلونة أصحاب الأرض، فالفريق لديه حالة من عدم الاتزان هذا الموسم جعله يخسر مرتين ويتعادل ثلاثا وفاز فى ثمانى مباريات، وقد يكون ميسى هو أحد تلك العوامل التى تسببت فى تراجع أداء البرسا بعد أن ابتعد اللاعب فترة للإصابة وعدم العودة لمستواه المعروف أثر على فريقه ولم يكن هناك من يعوض غيابه، ويعيش الفريق الكتالونى حالة احباط شديدة بعد التعادل الأخير مع ريال سوسيداد وكاد أن يخسر، وهو اللقاء الذى تسبب فى مشاكل داخلية للفريق بعد انتقاد قائد الفريق بيكيه لأداء فريقه وزملائه وإدارة مدربه خلال هذا اللقاء، وهو ما لا يروق لأنريكى مدرب البرسا واضطر للرد على لاعبه خلال مؤتمر صحفي، وما زاد من حالة الانهيار المعنوى هو ما قال بيكيه بأن فريقه لن يكون قادرا هذا الموسم الحفاظ على لقب الليجا!
ورغم أن الفريق بدأ يستعيد لاعبيه المصابين وسيكونون جاهزين فى لقاء السبت المقبل، إلا أن المعنويات بالفعل منخفضة، ويحاول البعض فقط تخفيف حدتها بالتأكيد على أن ريال مدريد لن يكون قادرا على هزيمة الفريق فى كامب نو.
ويستعيد الفريق أندريس إنييستا الذى تعافى من إصابة تعرض لها فى 22 أكتوبر الماضى خلال مباراة فالنسيا، وكان برشلونة قد أعلن أن غيابه سيمتد لفترة تتراوح ما بين 6و8 أسابيع، وشارك اللاعب فى تدريبات الفريق الجماعية منذ الجمعة الماضي، ولديه فرصة كبيرة فى اللعب أمام ريال مدريد، كما أن جيرارد بيكيه أعلن جاهزيته رغم إصابته فى الكاحل أمام ريال سوسيداد، بعد عودته من إصابة طويلة، وسيغيب فقط صامويل أومتيتى المدافع الفرنسى لإصابة فى عضلة الفخذ.
وإذا كان هذا هو الحال بالنسبة للبرسا، فإن واقع ريال مدريد مختلف هذا العام، فالفريق يعيش أفضل فتراته المعنوية والفنية على الإطلاق مع الفرنسى زين الدين زيدان، فهو لم يخسر منذ بداية الليجا ويتصدر المسابقة برصيد 33 نقطة من 10 انتصارات و3 تعادلات، ونجح فى التفوق على والتغلب على مشاكله خلال مشوار البطولة حتى الآن، ويكفى أنه نجح فى تخطى أتليتكو مدريد أحد أهم فرق البطولة بثلاثية على ملعب، ووسط جماهيره وقدم مستوى رائعا.
كما أن الفتى الذهبى للريال كرستيانو رونالد يعيش أفضل حالاته الفنية والذهنية، بعد أن صال وجال خلال مباريات فريقه الأخيرة وكان أحد أهم العناصر التهديفية والفنية، ويتصدر حتى الآن رونالدو قائمة هدافى الموسم برصيد 10 أهداف، متفوقا على ثنائى البارسا ليونيل ميسي، ولويس سواريز، برصيد 8 أهداف لكل منهم.
وإذا كانت المعنويات تقف فى صف الريال فإن الفريق سيتأثر بشدة خلال لقاء السبت بسبب الإصابات التى ضربت عناصر مهمة ومؤثرة فى الفريق وغيابها لا يمكن تعويضه، بداية من الجناح الطائر جاريث بيل الذى يغيب شهرين على أقل تقدير بعد الإصابة فى الكاحل، بالإضافة إلى عبقرى الوسط المدافع تونى كروس الذى تعرض لكسر فى مشط القدم خلال مباراة ليجانيس وعودته لن تكون قبل بداية العام المقبل، ولم تقف الإصابات إلى هذا الحد بل يغيب أيضاً الهداف المؤثر ألفار موراتا بسبب إصابة عضلة الفخذ.
ويعود من الإصابة كاسيميرو الذى أصيب أمام إسبانيول فى الجولة الرابعة، لكنه شارك مؤخراً فى تدريبات الفريق وقد يشارك اليوم فى لقاء ليونيسا فى كأس الملك تحضيراً للكلاسيكو.
هناك مشكلة من نوع آخر تواجه البرسا فى الكلاسيكو رقم 173، حيث أن الفريق وجد نفسه غير محظوظ على ملعبه كامب نو خلال السنوات العشر الأخيرة فى بطولة الدوري، حيث انه لعب 11 مرة خلال تلك الفترة، فاز فى 5 وخسر 3 وتعادل فى مثلها، بنسبة نجاح 45.4%، وسجل 20 هدفا واستقبلت شباكه 13، وهو ما يعنى أن معقل الفريق لا يمثل أى قوة أو ميزة خلال مواجهة الكبير ريال مدريد.