تحتفل مصر والعالم خلال شهر نوفمبر باليوم العالمى للطفل كما أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1954 بأن تقيم جميع الدول يوماً عالمياً للطفل بوصفه يوماً للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال.. ويمثل 20 نوفمبر اليوم العالمى الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة إعلان حقوق الطفل عام 1959 واتفاقية الحقوق الخاصة به عام 1989. وهو ليس مجرد يوم للاحتفال بالأطفال بأوضاعهم الحالية وما يتعرضون له من العنف بأشكاله المختلفة. ولكن من المفترض أن يتم فيه تقديم أفضل الخدمات الثقافية والاجتماعية والفنية لهم فى إطار التقدم التكنولوجى المذهل الذى يحيط بهم، وهو ما حاولت أن تقوم به وزارة الثقافة بكل هيئاتها فى مختلف المحافظات من خلال عقد الندوات والمؤتمرات والاحتفاليات الثقافية والفنية والترفيهية، والأهم من ذلك هو أن تدخل التوصيات التى آلت إليها هذه المؤتمرات حيز التنفيذ، وأن تتكاتف كل هيئات الدولة بالتعاون مع المجتمع المدنى من أجل الارتقاء بمستوى الطفل في مختلف المجالات.. وكل عام وأطفالنا بخير وحب وسلام. المحررة كان لعيد الطفولة هذا العام مذاق منفردً فى دار الكُتب والوثائق القومية حيث اجتمعت نُخبة من الكُتاب والأدباء المتخصصين بأدب الطفل لعقد المؤتمر السنوى الأول «أدب الأطفال وتحديات العصر» الذى اقامه مركز توثيق وبحوث أدب الأطفال برئاسة إيمان عبد العزيز، وتحت رعاية وزارة الثقافة واستمرعلى مدى يومين لمناقشة العديد من الدراسات البحثية لقضايا مهمة تمس الأطفال ومستقبلهم الفكرى والثقافي. وجاءت الجلسة الافتتاحية لتحمل بعض الأنباء السارة؛ حيث صرح د. محمود الضبع رئيس المؤتمر بأن دار الكتب ستقوم بنشر توصيات هذا المؤتمر وتنفيذها من خلال موقع إليكترونى جديد سيتم تدشينه فى 31 ديسمبر القادم. ويشمل الموقع ترجمة لكل قواعد بيانات دار الكتب إلى اللغتين الإنجليزية والصينية، وفقا لبنود الاتفاقية التى وقعتها الدار مع بيت الحكمة فى الصين، كما أعلن عن تدشين ملتقى لمبدعى ونقاد أدب الأطفال التى تستضيفه دار الكتب شهريًا. وصرح الأديب الكبير يعقوب الشارونى مقرر المؤتمر بأنه تم الاتفاق مع د. الضبع على عمل ببليوجرافيا شاملة لكل ما صدر داخل مصر والعالم العربى من مصادر حول أدب وثقافة الطفل، وهى خطوة عملية للوصول للمراجع بشكل مُيسر من أجل عمل نقلة فى أدب الطفل.وطالب بإعادة الاهتمام بالأدب الشعبى وترسيخ الانتماء والهوية عن طريق الراوى الذى يسرد قصص السلف لكن بشكل يتناسب مع أطفال العصر الحديث. وعن بطل السيرة الشعبية تحدث الشاعر أحمد سويلم قائلاً: إنه بطل قومى يمثل القدوة المتفردة للجيل الناشئ وهو يمر بمراحل التكوين والفروسية والأسطورية، لذا يجد كاتب الأطفال فى السيرة عناصر تساعده على تقديم نماذج البطولة التى تعتمد على الشجاعة والإقدام والتضحية وترفض التواكل والفشل. ويرى د. أشرف قادوس حسن اختيار الوسيلة التى تناسب التعامل مع طفل ولد بعصر تكنولوجيا الاتصال، كعملية رقمنة أدب الطفل وتحويل كل المواد المطبوعة ورقيًا لمواد إلكترونية تجذب الطفل المصرى، وتناولت د. نادية الخولى فى بحثها أثر الجانب النفسى فى الكتابة للأطفال، من حيث طريقة تناول القضايا والعناصر والأحوال النفسية المتعلقة بالمبدع والنص والمتلقى التى قد تحدث أثراً سلبيا على النمو الصحى للطفل إذا لم تقدم بشكل سليم. بينما ترى هبة عبد الفتاح أن علاقة الطفل والكتاب لم تعد كسابق عهدها بفضل التغيرات التكنولوجية التى حالت بين الطفل والأعمال الأدبية المكتوبة. لذا ناشدت بضرورة رجوع مشاركة الآباء والأمهات فى القراءة للأطفال داخل المنزل، وتفعيل نشاط المكتبة مرة أخرى داخل المدارس وخارجها. وعن دور الإعلام وتأثيره فى تربية الانتماء للطفل يرى مصطفى البالكى أنه أسرع فى التوجيه من الأثر التربوي، لذا يجب استثماره فى توجيه أطفالنا وشبابنا نحو الانتماء الوطنى والاعتزاز بالهوية المصرية وهذا هو الجزء الأهم للإعلام. وكان من المفترض إقامة ورشة عمل عن «دور أدب الأطفال فى غرس وتنمية القيم لدى الأطفال» ولكن تم إلغاؤها بسبب تخطى الوقت المحدد للجلسات، وفى تصريح خاص لصفحة دنيا الثقافة قال د. أحمد مختار مكى أن الورشة كانت مخصصة للقيم الأخلاقية لدى الأطفال لما نعانيه من تدنى خطير فيها، ويرى أن للإعلام دور بالغ الأهمية والخطورة فى تقديم القيم من خلال أدب الأطفال. واختتم المؤتمر بتوصيات عدة منها :الاهتمام بالثقافة الرقمية الموجهة للإطفال وكيفية إختيارها، إحتضان الأطفال والإستفادة من إمكانيتهم،والبحث عن سبل تمكنهم من أخذ القيادة فى هذا العالم الرقمى الذى يعيشون فيه، وحمايتهم من خطر إستخدام التكنولوجيا، والإستفادة من نماذج الأدب غير العربي، والإهتمام بالمنتج الإبداعى الموجه لهم شكلاً ومضموناً، تأسيس الجمعية المصرية للباحثين والمهتمين بأدب الطفل،وترجمة هذا الأدب إلى اللغات الأخري.