عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل.. وهذه أسباب تفضيل البعض للخاصة    تنسيق دبلوم التجارة 2025.. قائمة الكليات والمعاهد المتاحة لطلاب 3 سنوات «رابط وموعد التسجيل»    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. أسعار الذهب اليوم السبت 23 أغسطس 2025 بالصاغة    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    أبطال فيلم "وتر واحد" يشاركون ويجز تألقه على مسرح العلمين    من جلسات التدليك لمنتجعه الخاص، جيسلين ماكسويل تكشف تفاصيل مثيرة عن علاقتها بإبستين وترامب    مباراة النصر ضد الأهلي مباشر في السوبر السعودي 2025.. الموعد والقنوات والتردد    «الشمس هتغيب قبل المغرب».. كسوف الشمس الكلي يظهر في سماء 9 دول بهذا التوقيت    «عايز أشكره».. آسر ياسين يصعد على المسرح خلال حفل ويجز بمهرجان العلمين.. ما القصة؟    سهير جودة عن شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب: «انفصال وعودة مزمنة.. متى تعود إلينا؟»    فيفي عبده تعلن وفاة الراقصة المعتزلة سهير مجدي    «الأستانلس أم التيفال»: هل نوع حلة الطبخ يغير طعم أكلك؟    تفاصيل قطع المياه لمدة 6 ساعات في المنطقة المحصورة بين الهرم وفيصل بالجيزة    أهم الأخبار الفنية على مدار الساعة.. حسام حبيب ينفى عودته لشيرين.. 3 أفلام جديدة تقتحم شاشات السينما المصرية تباعا حتى أكتوبر.. إيرادات فيلم درويش تتجاوز ال20 مليون جنيه خلال 9 أيام عرض بالسينمات    "حضورك راقي" 11 صورة لزوجة محمد عواد والجمهور يعلق    رئيس أركان الجيش الهندي يزور الجزائر الأسبوع المقبل    أطعمة تسبب الصداع النصفي لدى النساء ونصائح للسيطرة عليه    بهدف رويز.. باريس سان جيرمان ينجو من فخ أنجيه في الدوري الفرنسي    التعليم تطلق دورات تدريبية لمعلمي الابتدائي على المناهج المطورة عبر منصة (CPD)    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    طارق فهمي: الإعلان الأممي عن تفشي المجاعة في غزة يعكس حجم الكارثة الإنسانية    بوتين: واثق أن خبرة ترامب ستسهم في استعادة العلاقات الثنائية بين بلدينا    وزير الخارجية الأردني: على إسرائيل رفع حصارها عن قطاع غزة والسماح بإيصال المساعدات    نشرة التوك شو| موجة حارة جديدة.. وشعبة السيارات تكشف سبب انخفاض الأسعار    العملاق مدحت صالح يبدأ حفله بمهرجان القلعة بأغنية "زى ما هى حبها"    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه    مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة    الإنتاج الحربي يستهل مشواره بالفوز على راية الرياضي في دوري المحترفين    المستشار القانوني للزمالك يتحدث عن.. التظلم على سحب أرض أكتوبر.. وأنباء التحقيق مع إدارة النادي    في لحظات.. شقة تتحول إلى ساحة من اللهب والدخان    مراسل من دير البلح: المنطقة باتت مستباحة بالكامل تحت نيران الاحتلال    إسرائيل تشن هجومًا على مخازن تابعة لحزب الله في لبنان    تشيلسي يقسو على وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي (فيديو)    أول تعليق من النني بعد فوز الجزيرة على الشارقة بالدوري الإماراتي    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    غزل المحلة يبدأ استعداداته لمواجهة الأهلي في الدوري.. صور    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    وزير الري يشارك في جلسة "القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي بقطاع المياه"    اليوم، دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا    سليم غنيم يحافظ على الصدارة للعام الثاني في سباقات الحمام الزاجل الدولية    المنوفية تقدم أكثر من 2.6 مليون خدمة طبية ضمن حملة 100 يوم صحة    صحة المنوفية تواصل حملاتها بسرس الليان لضمان خدمات طبية آمنة وذات جودة    كتر ضحك وقلل قهوة.. طرق للتخلص من زيادة هرمون التوتر «الكورتيزول»    مقتل عنصر من الأمن السورى فى هجوم انتحارى نفذه "داعش" بدير الزور    أخبار × 24 ساعة.. موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية    قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا    ظهور مفاجئ ل «منخفض الهند».. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم: القاهرة تُسجل 40 مئوية    القضاء على بؤرة إجرامية خطرة بأشمون خلال تبادل النار مع قوات الشرطة    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 23 أغسطس 2025    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    ثورة جديدة بتطوير المناهج «2»    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دار الكتب المصرية تطلق المشروع القومي لرقمنة أدب الطفل
نشر في صوت البلد يوم 23 - 11 - 2016

من زيارته للصين إلى قاعة المؤتمرات بدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة مباشرة، سارع د. محمود الضبع رئيس الدار لافتتاح مؤتمر "أدب الأطفال وتحديات العصر" الذي تنظمه لأول مرة دار الكتب على يومين متتالين 20 و21 نوفمبر الجاري بمشاركة عدد كبير من المتخصصين والباحثين المصريين في أدب الأطفال وثقافتهم.
لم أكن أتصور وأنا في طريقي من الإسكندرية إلى القاهرة للمشاركة في هذا المؤتمر أنه سيكون على هذا الثراء ووفرة الباحثين والمهتمين بمجال أدب الأطفال، ولكن عندما دخلت قاعة المؤتمرات وجدتها تكتظ بالحضور، وعندما تصفحت ملخصات الأبحات وجدت أنها من الأهمية التي يجب أن نتوقف عند كل بحث على حدة لنتأمله وندرسه، وأشفقت على وقت المؤتمر ألا يتسع لكل هذه الرؤى والأفكار، فيومان لا يكفيان لمناقشة كل الأبحاث والأوراق المقدمة، واكتظاظ المنصة الرئيسية بسبعة باحثين في الجلسة الواحدة، لم يسهم في بلورة كل باحث لمشاركته وأفكاره ورؤاه، إذ عليه في هذه الحالة أن يختصر ورقته ومشاركته لتكون في حدود عشر دقائق أو ربع ساعة على الأكثر، وكانت هناك أبحاث صاحبها عروض مرئية واستعراض عدد من مواقع الإنترنت، فضلا عن أن الوقت المخصص للتعليقات والمداخلات لن يزيد على دقيقتين لكل متحدث.
وقد عقد اجتماع مصغر بين رئيس دار الكتب والوثائق القومية وعدد من المشاركين بالمؤتمر، قبيل انطلاق الجلسات صبيحة الأحد 20/11/2016، اتفقوا فيه على أهمية إطلاق المشروع القومي لرقمنة أدب الطفل المصري، وعقد اجتماع شهري بدار الكتب لمتابعة وتنفيذ التوصيات التي سيخرج بها المشاركون في المؤتمر.
ثم بدأت الجلسات العلمية للمؤتمر فتحدث الشاعر أحمد سويلم عن السيرة الشعبية في أدب الأطفال وقال: "السيرة الشعبية هي حكاية طويلة ذات حلقات وفصول تشمل حقائق تاريخية وتشمل أيضا خرافات وخيالا محضا لا سبيل إلى إثباته" وأكد سويلم أن واضعي السير لم يقصدوا التحقيق ولا التأكيد بل اهتموا بمغزى القصة وتأثيرها وغاياتها التربوية والتاريخية.
وأوضح سويلم أن أسلوب السير يتراوح ما بين النثر والشعر ويدور حول الفروسية والبطولة والانتماء والنصر والهزيمة. وأشار إلى أن أهم أبطال السير الشعبية: عنترة بن شداد، سيف بن ذي يزن، أبو زيد الهلالي، علي الزيبق، الأميرة ذات الهمة، الظاهر بيبرس، حمزة البهلوان، فيروز شاه، أحمد الدنف، وغيرهم.
وعن مستقبل أدب الأطفال في ضوء المتغيرات العالمية تحدث رائد أدب الأطفال يعقوب الشاروني عن مستقبل كتاب الطفل في ظل منافسة الوسائط الثقافية الرقمية الحديثة، فمع تزايد اهتمام أبناء جيل الإنترنت بالسياسة، فإنهم يُزيحون نموذج السياسة التقليدي القائم على الخطب والتلقين، فنشأتهم الرقمية – نتيجة ما استمدوه من تعاملهم مع الإنترنت بمميزاته، ومع مخلتف وسائط التواصل الاجتماعي – تجعلهم يتوقعون "التعاون" وليس الإصغاء فقط، يريدون "المشاركة المباشرة والتفاعل" وتقديم الأفكار والعمل من أجل تحفيز المبادرات.
كما تناول الشاروني تأثير التفاعل الذي يقود إليه العالم الرقمي على قصص وأدب الأطفال، وثورة عالم كتب ما قبل المدرسة والقراءة بالحواس الخمس، واستعرض في هذا الشأن مجموعة من كتب الأطفال الصادرة في الغرب. واقترح إعطاء الطفل دورا أكثر إيجابية في التعامل مع الكتاب. وتحدث عن أهم آثار عصر الصورة على أدب الأطفال، وأثر السينما وألعاب الفيديو على القراء الصغار.
أما الباحث د. محمد سيد عبدالتواب فقد تحدث عن نانو أدب الأطفال، وأوضح أن مصطلح النانو يعني جزءا من المليار، وأن مصطلح "نانو أدب الأطفال" يرتبط ارتباطا شديدا بفكرة النانوسيكولوجي، وهو أحد فروع علم النفس التي تعتمد في جزء منها على التكنولوجيا القزمية في قياس وتقدير وعلاج وتعديل مستوى السمات والقدرات، بالإضافة إلى تحليل السلوك والمثيرات والاستجابة العادية والخارقة إلى جزئياتها الصغيرة حتى وإن وصلت أزمنتها إلى ومضات أو لمح البصر، مع الكشف عن تأثيرها وانعكاساتها على استجابات الإنسان أو الكائن الحي عموما منذ تكوينه في الرحم حتى يبلغ من العمر عتيا.
وتناولت سمر سامح محمد معايير التصميم التربوي للقصص التفاعلية، حيث تعد القصص التفاعلية فنا من فنون أدب الأطفال مصممة لتنمية الاتجاه الوجداني نحو القراءة للأطفال المبتدئين، وتحتوي على المؤثرات الصوتية التي تجعل منها قصصا ناطقة للحروف، وتسمح تلك القصص بتفريد البيئة القرائية، حيث إعطاء الحرية للطفل في إمكانية تسليط الضوء على كلمة معينة للاستماع إليها، أو حرف معين للاستماع إلى النطق الصحيح له، والاستماع إلى جملة معينة.
وعن أدب الأطفال وتطبيقات الجيل الثاني للويب: رؤية مستقبلية تحدثت د.إيمان رمضان وقالت: إن الجيل الثاني للويب أفرز العديد من الخدمات التي أطلق البعض عليها البرامج الاجتماعية التي لا حصر لها، والتي أتاحت التفاعلية والاتصال في وسط افتراضي تعاوني للمشاركة في تحرير وتحديث المحتوى للصفحات بعدة طرق، وبالتالي فإن الجيل الثاني للويب يحول الطفل من مستهلك للمحتوى وغير نشط إلى مُنتج للمحتوى ونشط في إطار التشارك والتواصل مع كتاب ومؤلفي أدب الأطفال العربي.
أما د. أشرف قادوس فأوصى في بحثه "أدب الطفل وتكنولوجيا الاتصال: الفرص والتحديات" بإطلاق المشروع القومي لرقمنة أدب الطفل المصري من قبل الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية ممثلة في مركز توثيق وبحوث أدب الأطفال، ومساهمة هيئات وزراة الثقافة المصرية المنوط بها تثقيف الطفل المصري، ومنها المركز القومي لثقافة الطفل والإدارة العامة لثقافة الطفل بالهيئة العامة لقصور الثقافة، والهيئة المصرية العامة للكتاب، وأكاديمية الفنون ممثلة في المعهد العالي لفنون الطفل، وضرورة تعاون المؤسسات الأكاديمية كمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، ومعمل بحوث أدب الطفل بالمكتبة المركزية لجامعة حلوان، وكليات رياض الأطفال والتربية، والتربية النوعية، وأقسام الدراما بكليات الآداب وغيرها.
وتناولت د. نادية الخولي في بحثها "أدب الطفل وتحديات العصر: رؤية مستقبلية" موضوع أدب الأطفال العربي من حيث المفهوم وتحديات الكتابة للأطفال المصريين والعرب من خلال بيان ما استقر عليه مفهوم أدب الأطفال في العصر الحديث والتحديات التي يعاني منها أدب الأطفال العربي من حيث الشكل والمضمون. ولفتت إلى أن تحولات العصر والتطور التكنولوجي والاجتياح السمعي البصري لحياة الطفل أثَّر سلبا على النمو الطبيعي وحتى الصحي له.
وتحدث د. خالد فهمي عن الكلمات المفاتيح في أغنيات الطفل، بينما تناول الكاتب المسرحي محمد عبدالحافظ ناصف إبداع يعقوب الشاروني للأطفال. وتحدث الشاعر عبده الزراع عن دور الحكاية الشعبية في تربية وتعليم الطفل، وتحدث الشاعر أحمد فضل شبلول عن أدب الأطفال في ضوء الثقافة الرقمية وقدم بعض النماذج محللا ومقوما. وقدم د. محمد زيدان بحثا عن صورة المرأة الفرعونية بين جيلين من كتاب الطفل في مصر.
وتحدث السيد عبدالعزيز نجم عن تنمية الانتماء للوطن للأطفال وأوصى بأهمية الاستفادة من نماذج الأدب غير العربي ونشره للتعريف بتجارب الآخر في هذا المجال، وتبني المواهب الجديدة والشابة وتوجيهها، والاهتمام بالطفل خارج المدن الكبرى، ورعاية وتشجيع أدباء وكتاب الطفل ماديا ومعنويا، وتشجيع الطفل للمشاركة في شؤون المجتمع والتفاعل مع جيرانه ومجتمعه.
وفي بحثها تناولت هبة محمد عبدالفتاح دور المنزل والأسرة، ودور وزارة التربية والتعليم ممثلة في المدارس تجاه الطفل، ودور وزارة الثقافة.
وتحدثت د. أماني الجندي عن حكايات الحيوان في التراث بين الرمز والمتعة، وحاولت التركيز على كيف استطاع الكتاب استلهام التراث في أدب الأطفال، من أجل ربط حاضر الطفل ومستقبله بماضي أمته، مما يسهم في تنمية الانتماء والولاء للوطن وتأكيد الهوية.
وعن أثر الغزو الثقافي على إضعاف الهوية والانتماء للوطن تحدثت إيمان عبدالله السيد. بينما تناول مصطفى عبده البالكي دور الثقافة والإعلام والتربية في تنمية الانتماء لدى الطفل. وتحدث د. سلامة عبدالمؤمن تعلب عن مرحلة الطفولة وما يجب أن تقوم به الأمم لإعداد أبنائها خلالها، كما استعرض عددا من المفاهيم والمصطلحات لأدب الأطفال، وخلص إلى التعريف الإجرائي لأدب الأطفال، وتناول أهمية مرحلة الطفولة والأدب المعبر عنها.
د. عطيات أبوالعينين استعرضت دراسات حول استلهام التراث في أدب الأطفال من أجل ربط حاضر الطفل ومستقبله بماضي أمته مما يسهم في تنمية الانتماء والولاء للوطن وتأكيد الهوية، بينما تناول محمد نجيب توفيق مطر الخيال العلمي ودوره في تنمية الثقافة العلمية للطفل. وتحدثت مي محمد حمدي عن أثر أدب الطفل في إرساء دعائم الأمن في المجتمع.
وفي حلقة نقاشية تحدث كل من غادة محمد أبوالفتوح ومها حسنين سليمان وهيام حمدي العناني عن دور أدب الأطفال في إكساب الأطفال قيم التسامح وتقبل الآخر.
وقالت أمل حسين حجاب في مشاركتها إننا الآن أمام جيل يملك مهارة رقمية مبهرة وعلينا أن نستغل هذه المهارة لإكسابه طلاقة لغوية وأدبية وتنمية سلوكه للأفضل باعتبار أن الثقافة هي الأداة الأولى للتنشئة الاجتماعية.
أما الباحثة والكاتبة سمر إبراهيم فقد تحدثت عن اللغة وأثرها في تعميق مفهوم الهوية عند الأطفال.
من زيارته للصين إلى قاعة المؤتمرات بدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة مباشرة، سارع د. محمود الضبع رئيس الدار لافتتاح مؤتمر "أدب الأطفال وتحديات العصر" الذي تنظمه لأول مرة دار الكتب على يومين متتالين 20 و21 نوفمبر الجاري بمشاركة عدد كبير من المتخصصين والباحثين المصريين في أدب الأطفال وثقافتهم.
لم أكن أتصور وأنا في طريقي من الإسكندرية إلى القاهرة للمشاركة في هذا المؤتمر أنه سيكون على هذا الثراء ووفرة الباحثين والمهتمين بمجال أدب الأطفال، ولكن عندما دخلت قاعة المؤتمرات وجدتها تكتظ بالحضور، وعندما تصفحت ملخصات الأبحات وجدت أنها من الأهمية التي يجب أن نتوقف عند كل بحث على حدة لنتأمله وندرسه، وأشفقت على وقت المؤتمر ألا يتسع لكل هذه الرؤى والأفكار، فيومان لا يكفيان لمناقشة كل الأبحاث والأوراق المقدمة، واكتظاظ المنصة الرئيسية بسبعة باحثين في الجلسة الواحدة، لم يسهم في بلورة كل باحث لمشاركته وأفكاره ورؤاه، إذ عليه في هذه الحالة أن يختصر ورقته ومشاركته لتكون في حدود عشر دقائق أو ربع ساعة على الأكثر، وكانت هناك أبحاث صاحبها عروض مرئية واستعراض عدد من مواقع الإنترنت، فضلا عن أن الوقت المخصص للتعليقات والمداخلات لن يزيد على دقيقتين لكل متحدث.
وقد عقد اجتماع مصغر بين رئيس دار الكتب والوثائق القومية وعدد من المشاركين بالمؤتمر، قبيل انطلاق الجلسات صبيحة الأحد 20/11/2016، اتفقوا فيه على أهمية إطلاق المشروع القومي لرقمنة أدب الطفل المصري، وعقد اجتماع شهري بدار الكتب لمتابعة وتنفيذ التوصيات التي سيخرج بها المشاركون في المؤتمر.
ثم بدأت الجلسات العلمية للمؤتمر فتحدث الشاعر أحمد سويلم عن السيرة الشعبية في أدب الأطفال وقال: "السيرة الشعبية هي حكاية طويلة ذات حلقات وفصول تشمل حقائق تاريخية وتشمل أيضا خرافات وخيالا محضا لا سبيل إلى إثباته" وأكد سويلم أن واضعي السير لم يقصدوا التحقيق ولا التأكيد بل اهتموا بمغزى القصة وتأثيرها وغاياتها التربوية والتاريخية.
وأوضح سويلم أن أسلوب السير يتراوح ما بين النثر والشعر ويدور حول الفروسية والبطولة والانتماء والنصر والهزيمة. وأشار إلى أن أهم أبطال السير الشعبية: عنترة بن شداد، سيف بن ذي يزن، أبو زيد الهلالي، علي الزيبق، الأميرة ذات الهمة، الظاهر بيبرس، حمزة البهلوان، فيروز شاه، أحمد الدنف، وغيرهم.
وعن مستقبل أدب الأطفال في ضوء المتغيرات العالمية تحدث رائد أدب الأطفال يعقوب الشاروني عن مستقبل كتاب الطفل في ظل منافسة الوسائط الثقافية الرقمية الحديثة، فمع تزايد اهتمام أبناء جيل الإنترنت بالسياسة، فإنهم يُزيحون نموذج السياسة التقليدي القائم على الخطب والتلقين، فنشأتهم الرقمية – نتيجة ما استمدوه من تعاملهم مع الإنترنت بمميزاته، ومع مخلتف وسائط التواصل الاجتماعي – تجعلهم يتوقعون "التعاون" وليس الإصغاء فقط، يريدون "المشاركة المباشرة والتفاعل" وتقديم الأفكار والعمل من أجل تحفيز المبادرات.
كما تناول الشاروني تأثير التفاعل الذي يقود إليه العالم الرقمي على قصص وأدب الأطفال، وثورة عالم كتب ما قبل المدرسة والقراءة بالحواس الخمس، واستعرض في هذا الشأن مجموعة من كتب الأطفال الصادرة في الغرب. واقترح إعطاء الطفل دورا أكثر إيجابية في التعامل مع الكتاب. وتحدث عن أهم آثار عصر الصورة على أدب الأطفال، وأثر السينما وألعاب الفيديو على القراء الصغار.
أما الباحث د. محمد سيد عبدالتواب فقد تحدث عن نانو أدب الأطفال، وأوضح أن مصطلح النانو يعني جزءا من المليار، وأن مصطلح "نانو أدب الأطفال" يرتبط ارتباطا شديدا بفكرة النانوسيكولوجي، وهو أحد فروع علم النفس التي تعتمد في جزء منها على التكنولوجيا القزمية في قياس وتقدير وعلاج وتعديل مستوى السمات والقدرات، بالإضافة إلى تحليل السلوك والمثيرات والاستجابة العادية والخارقة إلى جزئياتها الصغيرة حتى وإن وصلت أزمنتها إلى ومضات أو لمح البصر، مع الكشف عن تأثيرها وانعكاساتها على استجابات الإنسان أو الكائن الحي عموما منذ تكوينه في الرحم حتى يبلغ من العمر عتيا.
وتناولت سمر سامح محمد معايير التصميم التربوي للقصص التفاعلية، حيث تعد القصص التفاعلية فنا من فنون أدب الأطفال مصممة لتنمية الاتجاه الوجداني نحو القراءة للأطفال المبتدئين، وتحتوي على المؤثرات الصوتية التي تجعل منها قصصا ناطقة للحروف، وتسمح تلك القصص بتفريد البيئة القرائية، حيث إعطاء الحرية للطفل في إمكانية تسليط الضوء على كلمة معينة للاستماع إليها، أو حرف معين للاستماع إلى النطق الصحيح له، والاستماع إلى جملة معينة.
وعن أدب الأطفال وتطبيقات الجيل الثاني للويب: رؤية مستقبلية تحدثت د.إيمان رمضان وقالت: إن الجيل الثاني للويب أفرز العديد من الخدمات التي أطلق البعض عليها البرامج الاجتماعية التي لا حصر لها، والتي أتاحت التفاعلية والاتصال في وسط افتراضي تعاوني للمشاركة في تحرير وتحديث المحتوى للصفحات بعدة طرق، وبالتالي فإن الجيل الثاني للويب يحول الطفل من مستهلك للمحتوى وغير نشط إلى مُنتج للمحتوى ونشط في إطار التشارك والتواصل مع كتاب ومؤلفي أدب الأطفال العربي.
أما د. أشرف قادوس فأوصى في بحثه "أدب الطفل وتكنولوجيا الاتصال: الفرص والتحديات" بإطلاق المشروع القومي لرقمنة أدب الطفل المصري من قبل الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية ممثلة في مركز توثيق وبحوث أدب الأطفال، ومساهمة هيئات وزراة الثقافة المصرية المنوط بها تثقيف الطفل المصري، ومنها المركز القومي لثقافة الطفل والإدارة العامة لثقافة الطفل بالهيئة العامة لقصور الثقافة، والهيئة المصرية العامة للكتاب، وأكاديمية الفنون ممثلة في المعهد العالي لفنون الطفل، وضرورة تعاون المؤسسات الأكاديمية كمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، ومعمل بحوث أدب الطفل بالمكتبة المركزية لجامعة حلوان، وكليات رياض الأطفال والتربية، والتربية النوعية، وأقسام الدراما بكليات الآداب وغيرها.
وتناولت د. نادية الخولي في بحثها "أدب الطفل وتحديات العصر: رؤية مستقبلية" موضوع أدب الأطفال العربي من حيث المفهوم وتحديات الكتابة للأطفال المصريين والعرب من خلال بيان ما استقر عليه مفهوم أدب الأطفال في العصر الحديث والتحديات التي يعاني منها أدب الأطفال العربي من حيث الشكل والمضمون. ولفتت إلى أن تحولات العصر والتطور التكنولوجي والاجتياح السمعي البصري لحياة الطفل أثَّر سلبا على النمو الطبيعي وحتى الصحي له.
وتحدث د. خالد فهمي عن الكلمات المفاتيح في أغنيات الطفل، بينما تناول الكاتب المسرحي محمد عبدالحافظ ناصف إبداع يعقوب الشاروني للأطفال. وتحدث الشاعر عبده الزراع عن دور الحكاية الشعبية في تربية وتعليم الطفل، وتحدث الشاعر أحمد فضل شبلول عن أدب الأطفال في ضوء الثقافة الرقمية وقدم بعض النماذج محللا ومقوما. وقدم د. محمد زيدان بحثا عن صورة المرأة الفرعونية بين جيلين من كتاب الطفل في مصر.
وتحدث السيد عبدالعزيز نجم عن تنمية الانتماء للوطن للأطفال وأوصى بأهمية الاستفادة من نماذج الأدب غير العربي ونشره للتعريف بتجارب الآخر في هذا المجال، وتبني المواهب الجديدة والشابة وتوجيهها، والاهتمام بالطفل خارج المدن الكبرى، ورعاية وتشجيع أدباء وكتاب الطفل ماديا ومعنويا، وتشجيع الطفل للمشاركة في شؤون المجتمع والتفاعل مع جيرانه ومجتمعه.
وفي بحثها تناولت هبة محمد عبدالفتاح دور المنزل والأسرة، ودور وزارة التربية والتعليم ممثلة في المدارس تجاه الطفل، ودور وزارة الثقافة.
وتحدثت د. أماني الجندي عن حكايات الحيوان في التراث بين الرمز والمتعة، وحاولت التركيز على كيف استطاع الكتاب استلهام التراث في أدب الأطفال، من أجل ربط حاضر الطفل ومستقبله بماضي أمته، مما يسهم في تنمية الانتماء والولاء للوطن وتأكيد الهوية.
وعن أثر الغزو الثقافي على إضعاف الهوية والانتماء للوطن تحدثت إيمان عبدالله السيد. بينما تناول مصطفى عبده البالكي دور الثقافة والإعلام والتربية في تنمية الانتماء لدى الطفل. وتحدث د. سلامة عبدالمؤمن تعلب عن مرحلة الطفولة وما يجب أن تقوم به الأمم لإعداد أبنائها خلالها، كما استعرض عددا من المفاهيم والمصطلحات لأدب الأطفال، وخلص إلى التعريف الإجرائي لأدب الأطفال، وتناول أهمية مرحلة الطفولة والأدب المعبر عنها.
د. عطيات أبوالعينين استعرضت دراسات حول استلهام التراث في أدب الأطفال من أجل ربط حاضر الطفل ومستقبله بماضي أمته مما يسهم في تنمية الانتماء والولاء للوطن وتأكيد الهوية، بينما تناول محمد نجيب توفيق مطر الخيال العلمي ودوره في تنمية الثقافة العلمية للطفل. وتحدثت مي محمد حمدي عن أثر أدب الطفل في إرساء دعائم الأمن في المجتمع.
وفي حلقة نقاشية تحدث كل من غادة محمد أبوالفتوح ومها حسنين سليمان وهيام حمدي العناني عن دور أدب الأطفال في إكساب الأطفال قيم التسامح وتقبل الآخر.
وقالت أمل حسين حجاب في مشاركتها إننا الآن أمام جيل يملك مهارة رقمية مبهرة وعلينا أن نستغل هذه المهارة لإكسابه طلاقة لغوية وأدبية وتنمية سلوكه للأفضل باعتبار أن الثقافة هي الأداة الأولى للتنشئة الاجتماعية.
أما الباحثة والكاتبة سمر إبراهيم فقد تحدثت عن اللغة وأثرها في تعميق مفهوم الهوية عند الأطفال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.