لم تصبح المناطق المهجورة و الطرق الصحراوية هي بيئة المجرمين و مقصدهم لاصطياد فرائسهم من مواطنين ابرياء كل ذنبهم أن القدر القي بهم فرائس لتلك الوحوش الجائعة بل اقتحم اباطرة الاجرام ارقي المناطق بمصر والاحياء الهادئة و لم تمنعهم اسوارها او كاميراتها ولا حتي حراساتها بعد ان اعتقد سكانها عن طريق الخطأ انها ابراج عاجية يعيشون بها ولن تصل اليهم يد الغدر و الاجرام التي تلوثت بالحرام و تلطخت بدماء الابرياء لكنهم اصبحوا هدفا مقصودا و فريسة لذئاب بشرية غيبت المخدرات عقولها وباتوا عبيدا للكيف. فقد شهدت الايام الماضية اكثر من جريمة راح ضحيتها ابرياء كانت حياتهم ثمنا لطمع اشخاص فقدوا ضمائرهم قبل عقولهم جرائم تدق ناقوس الخطر لتستنهض همم رجال البحث الجنائي للبحث عن عناصر خطورتها التي لاتقل عن خطورة الإرهابيين استطاعت ان تخترق الاسوار الخرسانية فبأي ذنب تقتل احد اهم كوادر القطاع المصرفي و البنوك في مصر علي يد مجرم عمل في غفلة من المسئولين بشركات الامن و الحراسة و اندس وسط مجتمع رأي في افراده فرائس سهلة لاطماعة الدنيئة وكذلك فريدة الطفلة ذات الاعوام الثلاثة، و التي لم تقترف اثما ولا ذنبا كي تخترق رصاصات الاجرام جسدها الصغير بين يدي ابيها لتتحطم اسرة بكاملها لارضاء اطماع عتاة الاجرام فما بين الشروق في شمال شرق العاصمة و منتجع سيتي فيو بالجيزة سالت الدماء والسبب واحد سرقة جنيهات قليلة هي قيمة ارواح بريئة . فما كانت جريمة قتل الخبيرة المصرفية نيفين لطفي بكمبوند سيتي فيو منذ يومين وقبلها بايام مقتل الطفلة فريدة بمدينة الشروق الا احدي حلقات مسلسل الجريمة الذي وصل الي تلك المناطق الراقية و التي يعتقد الكثيرون ان سكانها مؤمنون بالشكل الكافي لتفتح ملف شركات الامن الخاصة و كيفية اختيار العاملين بها؟ وهل تخضع لرقابة الداخلية بالشكل الكافي؟ وهل هي ديكور فقط؟ اسئلة كثيرة تحتاج الي اجابة فقاتل مديرة مصرف ابوظبي الاسلامي عمل موظف امن بالكمبوند لمدة عام و نصف علي الرغم من ان سجله حافل بكل انواع الجرائم السرقة و المخدرات و البلطجة و هو ما يثير تساؤلات كثيرة حول كيفية اختيار شركات الامن للعاملين بها و هو ما جعل المتهم يخترق هذا المجتمع و يستهدف احد افراده مضيفا الي خبرته الاجرامية خبرة في تنفيذ جرائمة باحترافية جعلته يتمكن من اختراق اقصي درجات التامين و يعطل كاميرات المراقبة و ينفذ جريمته و يهرب دون أن يشعر به احد اما قتلة فريدة فهم مسلحون اخترقوا كل الحواجز الامنية مدججين بالاسلحة الالية ليصلوا الي فريستهم اب و طفليه اخترقت اجسادهم رصاصاتهم طمعا في سيارتهم دون أن تأخذهم بهم شفقة او رحمة و علي الرغم من مطاردتهم وصوت طلقات الرصاص الا انهم نجحوا في الهرب بعد تنفيذ جريمتهم و كانهم ينفذونها وسط المقابر فلن يستيقظ الموتي لمطاردتهم فلا الشرطة ولا موظفو الامن اوقفوهم. جريمتان هزتا الرأي العام واخترق مرتكبوها الحواجز والاسوار الخرسانية و البشرية بحثا عن المال الحرام لشراء المخدرات هي اسمي امانيهم و هي التي اذهبت عقولهم وجعلت القتل بالنسبة لهم اسهل من عناء العمل لشراء المخدرات التي اذهبت عقولهم و جعلتهم يغتالون عقولا قد يستفيد منها المجتمع كله او اطفالا ابرياء والسؤال الذي يطرح نفسه الي متي سيستمر هذا النزيف من الدم بعد ان طالت الايادي الرثة ارواح الابرياء داخل منازلهم وسياراتهم فهل نهرب الي المقابر ونختبئ داخلها حتي يطرق ملك الموت بابنا لنكون في مأمن من عتاه الاجرام ام ان هناك خطة امنية لملاحقتهم بعد ان بات القتل جهرا والسرقة علي المرأي والمسمع وفي وضح النهار. بعد ان قامت الدنيا علي خبر مقتل مديرة مصرف ابو ظبي داخل كمبوند محاط بالاسوار العالية ومكتظ بالكاميرات ولاذ الجاني بالفرار تسلل الخوف الي نفوس ملايين الابرياء وثارت الآلاف من التساؤلات في الاذهان فمن الذي تجرأ وقتل تلك المرأة النابغة وبأي ذنب قتلت وشكل اللواء جمال عبد الباري مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام بالتعاون مع امن الجيزة بقيادة اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة فريق بحث للوصول الي المتهم وخلال ساعات تم ضبطه وتبين انه يدعي كريم صابر وسبق ان عمل موظف امن بالكمبوند لمدة عام و نصف و تم فصله منذ عدة اشهر لاتهامه في واقعة سرقة وسبق اتهامه في 10 قضايا سلاح و مخدرات و مشاجرة و انه كان يعلم أن المجني عليها تقيم بمفردها و تسلل الي الفيلا من السور الخلفي و لخبرته بالعمل بالكمبوند تمكن من تعطيل كاميرات المراقبة حتي لا يتم رصده و عندما فوجئ بالمجني عليها مستيقظة قتلها و استولي علي جهاز آي باد و 600 دولار و 145 درهما إمارتيا وبعض متعلقاتها الشخصية وتبين من تحريات اللواء خالد شلبي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة والعميد عبدالوهاب شعراوي رئيس مباحث قطاع أكتوبر أن المتهم قام بحجز نفسه بإحدي مصحات علاج الإدمان . اما والدة طفلة الشروق فريدة فقالت انها وشقيقها ياسين توأم أنعم الله عليها ّ بهما بعد 3 سنوات من الزواج استيقظت ابنته وشقيقها كعادتهما في الصباح وقبلتها كأنها تودعها قبل أن تلقي ربها ثم اصطحبهما والدهما في السيارة لتوصيلهما إلي الحضانة القريبة من المنزل بمدينة الشروق ثم فوجئت بعد ذلك بأن زوجها ينادي عليها أسفل المنزل وفي حالة صدمة عقب تمكنه من الإفلات من المسلحين وأخبرها بالنزول لأخذ الطفلين علي أن يتوجه إلي المستشفي لإسعاف نفسه من الطلق الناري.