القصة ليست فى فوز دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد كل هذه العنصرية ضد الأقليات من أول اللاتينيين إلى المسلمين، ولكن فى تغير مزاج الشعب الأمريكى (المنفتح، الديمقراطى بطبعه) والذى استجاب لهذه العنصرية، فترامب يضع الأمريكى الأبيض ذا الأصول الأوروبية فوق الجميع ويغذى الشوفينية لدى أمريكيين تجاه عرقهم ومذهبهم ووطنهم؟. أما الأكثر إثارة فهو انهيار كل التوقعات التى أعطت هيلارى كلينتون كرسى الحكم معتمدة على رفض كبير من الأمريكيين لترامب وسلوكه وفكره، الذى أظهرته استطلاعات الرأى وهو ما جعل البعض يصف ما حدث بأنه انحياز غير مسبوق من الإعلام لمرشح ضد خصمه. أيضا ما كان يعضد احتمال فوز هيلارى هو ما يفسر هذا الاحتشاد وراءها سواء من الداخل الأمريكى أو حتى من حلفاء الولاياتالمتحدة فى أوروبا عندما عرض Texe Marrs فى فيديو على اليوتيوب تقريرا عن أوباما تحت مسمى «اختيار روتشيلد».. وروتشيلد هو لقب أكبر العائلات اليهودية تأثيرا فى العالم ويوضح فيه بشكل مقنع دور أوباما فى تحويل أمريكا للنظام العالمى الجديد بمعنى أن أوباما كان نموذجا للتغيير الهائل الذى بات فيه المجتمع الأمريكى حيث اعتاد أن ينتخب رئيسه من البيض المسيحيين البروتستانت (عدا كيندى كان كاثوليكيا) إلا أنه اختار أوباما.. أسود، مسيحي، وأبوه مسلم وأمه ذات أصول يهودية، فهو زعيم مثالى لعالم جديد مجرد من العرق والقومية والدين. وهذا مربط الفرس فحتى تكتمل الصورة كان لابد أن تأتى امرأة لتصبح رئيسة لأقوى دولة فى العالم، وهو تمهيد لما سيحدث بعد ثمانى سنوات، وربما أقل لأن يأتى يهودى نقى السلالة ليحكم العالم، لكن كل ذلك صار خيالا. [email protected] لمزيد من مقالات ايمن المهدى;