خرج علينا ضيف احدي القنوات الفضائية قائلا: ان إثيوبيا ماضية في بناء السدود دون أي اعتبار لدولتي المصب مصر والسودان, ولم يذكر لنا ماذا فعل وقد كان مسئولا عن هذا الملف طوال سنتين قبل الثورة وكانت كل تصريحاته( وهي موجودة وموثقة) لاتخرج عن الآتي: اجتماع دول حوض نهر النيل المقبل سوف يعود بنتائج غير مسبوقة ثم يعتذر عن حضور الاجتماع. انه لاتوجد أي مشكلة بخصوص حصة مصر من المياه لأن النهر يجري منذ مئات السنين ولم يحدث شيء! ولا أدري علي أي شيء كانت مصر تتفاوض اذن؟ إن وزارة الري والموارد المائية قادرة علي توفير احتياجات مصر من المياه! وأتساءل: من أين؟ ثم يخرج علينا قائلا: ان السدود التي ستقيمها إثيوبيا علي أراضيها سوف تحجز خلفها ماقيمته140 مليار متر مكعب, وأنه من الوارد ان احد هذه السدود أو كلها سوف تنهار فتغرق السودان وتحطم السد العالي, وهو بالطبع كلام مرسل يجب ألا يصدر عن مسئول فمن البديهيات ان سدود إثيوبيا مهما كثر عددها لاتستطيع أن تخزن هذه الكميات الهائلة لانه لو حدث فإن طبيعتها التضاريسية المرتفعة( وهي دولة منبع) سوف تغرق كل شيء بعكس منطقة السد العالي التي انقضي عليها سنوات طويلة حتي وصل مخزون البحيرة بمسطحها الحالي الي(5200 كيلو متر مربع) مايقرب من150 مليار متر مكعب, الأمر الثاني انه كان من الحكمة توصيل بحيرة ناصر بمفيض توشكي بالصحراء الغربية والقادر علي استيعاب120 مليار متر مكعب من الفيضان الزائد وهو مالم يحدث علي مر آلاف السنين من عمر النهر العظيم ومنذ سيل العرم الذي أغرق سد مأرب في اليمن. د. محمود غزالي استشاري صخور القاعدة