مطران دشنا يترأس قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية الشهيد العظيم مار جرجس    مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية كيان مدني يقف خلف الدولة والقوات المسلحة    عيار 21 الآن وسعر الذهب اليوم بعد ارتفاعه الأحد 5 مايو 2024    ضياء رشوان: نتنياهو لن يجرؤ على مهاجمة رفح الفلسطينية    تساحي هنجبي: القوات الإسرائيلية كانت قريبة جدا من القضاء على زعيم حماس    بعد 28 عاما داخل الزمالك، ياسمين نوح تعلن اعتزالها بعد التتويج بلقب إفريقيا للكرة الطائرة    مواعيد مباريات اليوم الأحد 5- 5- 2024 في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة    طاقم تحكيم مباراة البنك الأهلي وإنبي في الدوري المصري    عاجل.. تأكد رحيل ثلاثي الأهلي في نهاية الموسم    خبير لوائح: لا توجد حالة رياضية مشابهة لقضية الشحات والشيبي    «أمطار تضرب هذه المناطق».. بيان عاجل من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم (احذروا التقلبات الجوية)    عبارات تهنئة بمناسبة عيد شم النسيم 2024    "حب جديد هيدق بابك".. بشرى سارة لمواليد برج الجوزاء اليوم (توقعات الصعيد المهني والمادي)    جيانكارلو اسبوزيتو بطل Breaking Bad ينضم لعالم Marvel    شقيق ياسمين صبري يتعرض للإغماء في أمريكا    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على السنوار واجتياح رفح قريب جدا    البابا تواضروس الثاني يصلي قداس عيد القيامة في الكاتدرائية بالعباسية    انخفاض جديد في أسعار الأجهزة الكهربائية وهذا سر ارتفاع سعر التكييفات (فيديو)    لغز روشتة الأطباء أبرزها، شعبة الأدوية تكشف أسباب نقص الأدوية رغم انتهاء أزمة الدولار    بسبب الاستحمام.. غرق طفل في مياه ترعة بالقليوبية    رئيس جامعة دمنهور يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية السيدة العذراء    احتدام المنافسة بانتخابات البرلمان الأوروبي.. الاشتراكيون في مواجهة تحالف المحافظين مع اليمين المتطرف    مدير أمن أسيوط يتفقد الخدمات الأمنية استعداداً لعيد القيامة وشم النسيم    مختار مختار: محمود متولي لاعب رائع وسيضيف للأهلي الكثير    بمشاركة مصطفى محمد.. نانت يتعادل مع بريست في الدوري الفرنسي    محافظ القليوبية يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة السيدة العذراء ببنها    بسبب ماس كهربائي.. المعمل الجنائي يعاين حريق مخزن قطع غيار بالعجوزة    الزراعة تعلن تجديد اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني    بعد الوحدة.. كم هاتريك أحرزه رونالدو في الدوري السعودي حتى الآن؟    "إسكان النواب" تكشف أسباب عدم تطبيق التصالح في مخالفات البناء    نميرة نجم: حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها غير موجود لأنها دولة احتلال    سعاد صالح: لم أندم على فتوى خرجت مني.. وانتقادات السوشيال ميديا لا تهمني    صيام شم النسيم في عام 2024: بين التزام الدين وتقاطع الأعياد الدينية    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن البحث على مقبرة نفرتيتي    إصابة 10 أشخاص فى أسيوط إثر انقلاب سيارة "تمناية"    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    بمناسبة عيد القيامة.. رئيس قضايا الدولة يشارك في احتفال الكاتدرائية المرقسية    عوض تاج الدين: تأجير المستشفيات الحكومية يدرس بعناية والأولوية لخدمة المواطن    لطلاب الثانوية العامة 2024.. خطوات للوصول لأعلى مستويات التركيز أثناء المذاكرة    ب 150 ألف مقدم.. تفاصيل شقق الإسكان المتميز قبل طرحها بأيام- (صور)    رئيس الغرفة التجارية بالجيزة: شركات عدة خفضت أسعار الأجهزة الكهربائية بنسب تصل إلى 30%    أهالي الجنود لجيش الاحتلال: اقتحام رفح يعني فخ الموت.. لم نعد نثق بكم    قتيلان وجرحى في هجمات روسية على 3 مناطق أوكرانية    أوكرانيا تعلن إسقاط طائرة روسية من طراز "سوخوي - 25" فوق دونيتسك    مهران يكشف أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    فستان حورية البحر.. نجوى كرم تثير الجدل بأحدث إطلالة| شاهد    قداس بدولة الهند احتفالا بعيد القيامة    التحالف الوطني يكرم ذوي الهمم العاملين بالقطاعين العام والخاص بالأقصر    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    دعمتم مناقشة هذا الأمر | رمضان عبد المعز يوجه الشكر ل المتحدة    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    تحذير من الأرصاد بشأن الطقس اليوم: عودة الأمطار وانخفاض مفاجئ فى درجات الحرارة    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    "زلزال".. تعليق صادم من تامر أمين على صورة حسام موافي وأبو العينين (فيديو وصور)    من القطب الشمالي إلى أوروبا .. اتساع النطاق البري لإنفلونزا الطيور عالميًا    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نهاية ‬رحلة ‬المناورات ‬بين ‬الإخوان ‬وعبد ‬الناصر

كان ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬علي ‬صلة ‬بكل ‬من ‬الإخوان ‬المسلمين، ‬ومصر ‬الفتاة، ‬والحركة ‬الشيوعية ‬المصرية ‬في ‬نوع ‬من ‬العلاقة ‬الإستكشافية ‬لطبيعة ‬هذه ‬المنظمات ‬من ‬الداخل. ‬لكنه ‬كان ‬يعمل ‬حسابا ‬لجماعة ‬الإخوان ‬أكثر ‬من ‬أي ‬جماعة ‬أخري ‬نظرا ‬لانتشارها ‬الواسع ‬داخل ‬المجتمع ‬المصري. ‬وعلي ‬هذا ‬قام ‬بإبلاغ ‬كل ‬من ‬حسن ‬العشماوي ‬وصالح ‬أبو ‬رقيق )‬عضوى ‬مكتب ‬الارشاد) ‬بموعد ‬حركة ‬الجيش ‬ليلة ‬23 ‬يوليو.‬
في ‬صباح ‬23 ‬يوليو ‬نفسه ‬انتشرت ‬كتائب ‬الإخوان ‬علي ‬طول ‬طريق ‬السويس-‬القاهرة ‬لتتصدي ‬للقوات ‬البريطانية ‬إذا ‬ما ‬تحركت ‬ضد ‬الثورة. ‬ثم ‬طلب ‬عبد ‬الناصر ‬من ‬حسن ‬العشماوي ‬أن ‬يتصل ‬بالمرشد ‬العام ‬(حسن ‬الهضيبي (‬في ‬الإسكندرية ‬لإصدار ‬بيان ‬بتأييد ‬الثورة ‬لكن ‬المرشد ‬لم ‬يفعل ‬شيئا، ‬ولم ‬يحضر ‬إلي ‬القاهرة ‬إلا ‬بعد ‬أن ‬غادر ‬الملك ‬فاروق ‬البلاد ‬في ‬26 ‬يوليو، ‬وأصدر ‬بيانا ‬مقتضبا ‬بتأييد ‬حركة ‬الجيش ‬طلب ‬بعده ‬أن ‬يقابل ‬أحد ‬رجال ‬الثورة ‬فقابله ‬عبد ‬الناصر ‬في ‬منزل ‬صالح ‬أبو ‬رقيق )‬عضو ‬مكتب ‬الإرشاد) ‬صباح ‬يوم ‬30 ‬يوليو. ‬
‬في ‬ذلك ‬اللقاء ‬طالب ‬المرشد ‬من ‬عبد ‬الناصر ‬بتطبيق ‬أحكام ‬القرآن، ‬فقال ‬ناصر ‬إن ‬الثورة ‬قامت ‬حربا ‬علي ‬الظلم ‬الاجتماعي ‬والاستبداد ‬السياسي ‬وهي ‬بذلك ‬ليست ‬إلا ‬تطبيقا ‬لتعاليم ‬القرآن، ‬فاشترط ‬المرشد ‬لتأييد ‬الثورة ‬أن ‬يعرض ‬الضباط ‬علي ‬الجماعة ‬أي ‬قرار ‬قبل ‬أن ‬يصدر ‬وذلك ‬لمناقشته ‬في ‬مكتب ‬الإرشاد، ‬فقال ‬عبد ‬الناصر ‬إن ‬الثورة ‬قامت ‬دون ‬وصاية ‬ولا ‬تقبل ‬بحال ‬أن ‬توضع ‬تحت ‬وصاية ‬أحد. ‬
‬كان ‬هذا ‬اللقاء ‬بداية ‬تجمع ‬السحب ‬السوداء ‬في ‬أفق ‬العلاقة ‬بين ‬الطرفين، ‬فقد ‬خرج ‬المرشد ‬من ‬اللقاء ‬باقتناع ‬بأنه ‬لا ‬يمكن ‬اعتبار ‬حركة ‬الضباط ‬حركة ‬إسلامية ‬تسير ‬علي ‬الخط ‬الذي ‬يبتغيه ‬الإخوان.‬ ومع ‬ذلك ‬وعندما ‬تقرر ‬أن ‬يؤلف ‬محمد ‬نجيب ‬الوزارة ‬في ‬7 ‬سبتمبر ‬1952 ‬بعد ‬استقالة ‬علي ‬ماهر ‬لعدم ‬موافقته ‬علي ‬إصدار ‬قانون ‬الاصلاح ‬الزراعي ‬قرر ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬إشراك ‬الاخوان ‬المسلمين ‬في ‬الوزارة ‬بثلاثة ‬أعضاء، ‬وأخبر ‬حسن ‬العشماوي ‬بذلك ‬صباح ‬8 ‬سبتمبر ‬علي ‬أن ‬يكون ‬هو ‬واحدا ‬من ‬الوزراء ‬الثلاثة. ‬غير ‬أن ‬الجماعة ‬اختلفت ‬فيما ‬بينها ‬حول ‬أسماء ‬الإخوان ‬التي ‬ينبغي ‬تقديمها ‬وترددت ‬بين: ‬احمد ‬حسني ‬وكيل ‬وزارة ‬العدل ‬ومحمد ‬كمال ‬الديب ‬محافظ ‬الاسكندرية )‬ترشيح ‬المرشد ‬شخصيا‬، (‬ومنير ‬الدله ‬وحسن ‬العشماوي ) ‬ترشيح ‬مكتب ‬الارشاد). ‬غير ‬أن ‬عبد ‬الناصر ‬اختار ‬الشيخ ‬احمد ‬حسن ‬الباقوري ‬فأقدم ‬المرشد ‬العام ‬علي ‬فصله ‬من ‬الجماعة ‬فازدادت ‬النار ‬تحت ‬الرماد .‬
‬ثم ‬صدرت ‬تعليمات ‬المرشد ‬العام ‬لجميع ‬‮«‬شعب‮» ‬ ‬الإخوان ‬بأن ‬موقف ‬الجماعة ‬من ‬الحكم ‬من ‬الآن ‬فصاعدا ‬سيكون ‬سلبيا، ‬بل ‬لقد ‬طالب ‬فريق ‬داخل ‬الجماعة ‬برأس ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬وضباط ‬مجلس ‬قيادة ‬الثورة ‬وهدم ‬النظام ‬من ‬أساسه. ‬ودأب ‬المرشد ‬علي ‬إعطاء ‬تصريحات ‬للصحف ‬يهاجم ‬فيها ‬الثورة ‬وأصدر ‬أوامره ‬شفاهة ‬إلي ‬‮«‬شعب‮»‬ ‬الإخوان ‬بأن ‬يظهروا ‬في ‬المناسبات ‬التي ‬يظهر ‬فيها ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬ويهتفون ‬هتافهم ‬المأثور ‬‮«‬الله ‬أكبر ‬ولله ‬الحمد‮»‬ ‬كنوع ‬من ‬التحدي ‬الظاهر.‬
‬ولما ‬ألغيت ‬الأحزاب ‬السياسية ‬في ‬17 ‬يناير ‬1953 ‬تم ‬استثناء ‬جماعة ‬الاخوان ‬المسلمين ‬علي ‬اعتبار ‬أنها ‬ليست ‬حزبا ‬سياسيا ‬بالمعني ‬الإصطلاحي. ‬فلما ‬علم ‬المرشد ‬العام ‬بنية ‬الثورة ‬في ‬تكوين ‬هيئة ‬التحرير ‬لملء ‬الفراغ ‬السياسي ‬الناجم ‬عن ‬حل ‬الأحزاب ‬حاول ‬إثناء ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬عن ‬اتخاذ ‬هذه ‬الخطوة ‬قائلا ‬له ‬إن ‬الجماعة ‬كفيلة ‬بملء ‬الفراغ، ‬فقال ‬ناصر: ‬إن ‬في ‬البلاد ‬من ‬لا ‬يرغب ‬في ‬الانضمام ‬للجماعة، ‬وهي ‬إشارة ‬غير ‬مباشرة ‬الي ‬المسيحيين ‬المصريين. ‬فبدأ ‬المرشد ‬في ‬محاربة ‬التنظيم ‬السياسي ‬الجديد) ‬هيئة ‬التحرير.(‬
‬وعند ‬هذا ‬المنعطف ‬من ‬الأحداث ‬كانت ‬فكرة ‬التفاوض ‬مع ‬الإنجليز ‬قد ‬بدأت ‬تفرض ‬نفسها ‬وتقرر ‬أن ‬تبدأ ‬في ‬أبريل (‬1953). ‬وفي ‬تلك ‬الأثناء ‬سعت ‬السفارة ‬البريطانية ‬لاستقطاب ‬عناصر ‬معادية ‬للوضع ‬الجديد ‬في ‬مصر ‬لإثارة ‬القلاقل ‬أمام ‬المفاوض ‬المصري ‬حتي ‬تظهر ‬الأمور ‬بمظهر ‬الاضطراب ‬وعدم ‬الاستقرار ‬فيتخذها ‬الإنجليز ‬حجة ‬لإيقاف ‬التفاوض. ‬ولم ‬تجد ‬السفارة ‬إلا ‬الإخوان ‬المسلمين ‬صيدا ‬ثمينا ‬يحقق ‬الغرض ‬وتم ‬الاتصال ‬بهم ‬بواسطة ‬الدكتور ‬محمد ‬سالم ‬الموظف ‬بشركة ‬النقل ‬والهندسة ‬الذي ‬اتصل ‬بصالح ‬أبو ‬رقيق ‬في ‬فبراير (‬1953) ‬وأبلغه ‬برغبة ‬السفارة ‬البريطانية ‬في ‬عقد ‬لقاء ‬بين ‬بعض ‬المسئولين ‬بالجماعة ‬وبين ‬تريفورز ‬إيفانز ‬مستشار ‬شئون ‬الشرق ‬بالسفارة ‬بهدف ‬استطلاع ‬رأيهم ‬فيما ‬يرتضونه ‬لنجاح ‬مفاوضات ‬الجلاء ‬المزمع ‬إجراؤها ‬مع ‬حكومة ‬الثورة، ‬وتمت ‬المقابلة ‬في ‬منزل ‬محمد ‬سالم ‬وبحضور ‬منير ‬الدله ‬وصالح ‬أبو ‬رقيق. ‬فأظهر ‬ناصر ‬للمرشد ‬العام ‬في ‬مايو ‬1953 ‬استياءه ‬من ‬هذا ‬الاتصال. ‬وفي ‬أوائل ‬يونيو (‬1953) ‬بدأ ‬الاخوان ‬خطة ‬لتشكيل ‬تنظيم ‬سري ‬اخواني ‬بين ‬ضباط ‬الجيش ‬والبوليس ‬في ‬محاولة ‬لدق ‬إسفين ‬داخل ‬صفوف ‬الجيش ‬والبوليس ‬مع ‬مجلس ‬قيادة ‬الثورة. ‬وعلي ‬هذا ‬بادر ‬ناصر ‬بتهديد ‬الإخوان ‬قائلا ‬لحسن ‬العشماوي: ‬إنه ‬لن ‬يقف ‬مكتوف ‬الأيدي ‬أمام ‬هذه ‬التصرفات، ‬وأنه ‬لن ‬يتردد ‬في ‬اتخاذ ‬ما ‬تمليه ‬مصلحة ‬البلاد ‬مهما ‬كانت ‬النتائج‮»‬. ‬
‬في ‬تلك ‬الأثناء ‬وفي ‬ديسمبر ‬1953 ‬تصاعد ‬الخلاف ‬بين ‬عبد ‬الناصر ‬ومحمد ‬نجيب ‬حول ‬إدارة ‬الأمور ‬بعد ‬إلغاء ‬الأحزاب ‬السياسية، ‬وهو ‬خلاف ‬بدأ ‬صامتا ‬دون ‬مواجهة ‬مباشرة ‬وإن ‬كان ‬كل ‬طرف ‬يرقب ‬الآخر ‬ويرتب ‬للأمر ‬عدته. ‬ولما ‬ازدادت ‬حدة ‬التوتر ‬بينهما ‬أوحي ‬المقربون ‬لنجيب ‬أن ‬يتصل ‬بالاخوان ‬المسلمين ‬للتخلص ‬من ‬ناصر. ‬وكان ‬وسيطه ‬في ‬هذا ‬الاتصال ‬قائد ‬حرسه ‬الخاص ‬اليوزباشي ‬محمد ‬رياض ‬الذي ‬قابل ‬حسن ‬العشماوي ‬ومنير ‬الدله ‬عدة ‬مرات ‬في ‬ديسمبر‬1953، ‬ولخص ‬الاخوان ‬طلباتهم ‬له ‬وتتمثل ‬في ‬تشكيل ‬وزارة ‬يرضي ‬عنها ‬الاخوان. ‬
‬جاء ‬عام 4591 ‬ليشهد ‬تطورا ‬مريرا ‬في ‬مواقف ‬الإخوان ‬تجاه ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬ففي 21 ‬يناير 4591 ‬احتفل ‬طلاب ‬جامعة ‬القاهرة ‬بذكري ‬استشهاد ‬المنيسي ‬وشاهين ‬في ‬التل ‬الكبير ‬علي ‬يد ‬الإنجليز ‬وهما ‬من ‬أبطال ‬الحركة ‬الفدائية ‬في ‬مدن ‬قناة ‬السويس. ‬ومما ‬يلفت ‬النظر ‬في ‬أحداث ‬ذلك ‬اليوم (21 ‬يناير) ‬أن ‬حسن ‬العشماوي ‬قابل ‬كريزويل ‬الوزير ‬المفوض ‬بالسفارة ‬البريطانية ‬يوم ‬الأحد 01 ‬يناير ‬بمنزله ‬في ‬بولاق ‬الدكرور ‬الساعة ‬السابعة ‬صباحا ‬ثم ‬عاد ‬لزيارته ‬في ‬اليوم ‬نفسه ‬من ‬الساعة ‬الرابعة ‬عصرا ‬إلي ‬الحادية ‬عشرة ‬مساء. ‬ولا ‬بد ‬أن ‬موضوع ‬اللقاء ‬كان ‬بمناسبة ‬يوم 21 ‬يناير ‬والغرض ‬البعيد ‬هو ‬إثارة ‬الفوضي ‬والقلق ‬لإضعاف ‬موقف ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬في ‬التفاوض ‬مع ‬الإنجليز. ‬وعند ‬ذلك ‬الموقف ‬قرر ‬عبد ‬الناصر ‬حل ‬الجماعة ‬بعد ‬ذلك ‬بيومين (41 ‬يناير). ‬وهنا ‬لجأ ‬الاخوان ‬الي ‬محمد ‬نجيب ‬لالغاء ‬القرار ‬فلم ‬يستطع ‬شيئا ‬بل ‬لقد ‬اضطر ‬للتوقيع ‬علي ‬قرار ‬الحل ‬باعتباره ‬رئيسا ‬للجمهورية. ‬
‬بهذا ‬الموقف ‬أصبح ‬صراع ‬الإخوان ‬مع ‬عبد ‬الناصر ‬واضحا ‬وصريحا ‬حيث ‬أخذوا ‬يتربصون ‬به، ‬وتداخلت ‬هذه ‬الأحداث ‬مع ‬وقائع ‬الأزمة ‬بين ‬ناصر ‬ونجيب ‬فيما ‬عرف ‬بأزمة ‬مارس ‬1954، ‬حيث ‬أرادت ‬الجماعة ‬أن ‬تلعب ‬بالإثنين ‬حتي ‬يصفي ‬كل ‬منهما ‬الآخر ‬وتخلص ‬لها ‬الساحة ‬للحكم. ‬لكن ‬عبد ‬الناصر ‬سرعان ‬ما ‬احتوي ‬الأزمة ‬مع ‬نجيب ‬للتفرغ ‬للتفاوض ‬مع ‬الإنجليز. ‬وفي ‬صباح ‬28 ‬فبراير ‬1954، ‬انطلقت ‬مظاهرات ‬تزعمها ‬الإخوان ‬المسلمون ‬الي ‬قصر ‬عابدين ‬يحمل ‬أصحابها ‬أسلحة ‬نارية ‬وتردد ‬هتافات ‬عدائية ‬ضد ‬الثورة، ‬ويوزعون ‬منشورات ‬تطالب ‬بإسقاط ‬الحكم. ‬ووصل ‬المتظاهرون ‬إلي ‬ساحة ‬قصر ‬عابدين ‬يهتفون ‬باسم ‬محمد ‬نجيب ‬فخرج ‬إلي ‬الشرفة ‬المطلة ‬علي ‬ساحة ‬الميدان، ‬فازدادت ‬هتافاتهم ‬باسمه ‬وطالبوه ‬أن ‬ينصرهم ‬ويرفع ‬عنهم ‬الشروط ‬المجحفة ‬التي ‬اشترطها ‬مجلس ‬قيادة ‬الثورة )‬ عبد ‬الناصر( ‬ مقابل ‬عودتهم ‬للنشاط. ‬ولما ‬لمح ‬محمد ‬نجيب ‬وجود ‬عبد ‬القادر ‬عودة ‬علي ‬رأس ‬المتظاهرين ‬استدعاه ‬إلي ‬الشرفة ‬بجواره ‬لتهدئة ‬المتظاهرين ‬الذين ‬توقفوا ‬عن ‬الهتاف ‬بإشارة ‬من ‬يده. ‬فما ‬كان ‬من ‬عبد ‬الناصر ‬باعتباره ‬رئيسا ‬لمجلس ‬الوزراء ‬إلا ‬أن ‬اعتقل ‬عبد ‬القادر ‬عودة ‬مساء ‬اليوم ‬نفسه ‬ومعه ‬45 ‬عضوا ‬من ‬الإخوان.‬
‬عندما ‬تم ‬توقيع ‬إتفاقية ‬الجلاء ‬مع ‬الإنجليز ‬بالأحرف ‬الأولي ‬في ‬27 ‬يوليو ‬1954 ‬هاجمها ‬الإخوان ‬المسلمون.‬ وعلي ‬هذا ‬وفي ‬أواخر ‬سبتمبر ‬وأوائل ‬أكتوبر (‬1954) ‬أصبح ‬عبد ‬الناصر ‬لدي ‬الإخوان ‬‮«‬الخائن ‬المرتد .. ‬الناقض ‬للبيعة .. ‬ويطبق ‬نظاما ‬لا ‬إسلاميا‮»‬. ‬ ولم ‬يكن ‬(عبد ‬الناصر) ‬بعيدا ‬عما ‬يجري ‬بين ‬ظهراني ‬الجماعة ‬ولهذا ‬تحركت ‬أجهزة ‬أمن ‬الدولة ‬ضد ‬أعضاء ‬الجماعة، ‬وخلال ‬أربعة ‬أيام ‬من ‬23-‬26 ‬أكتوبر ‬شنت ‬حملة ‬صحفية ‬ضد ‬الجماعة ‬كأشخاص ‬ومبادئ ‬ونظام، ‬خصوصا ‬أن ‬عبد ‬الناصر ‬كان ‬ينوي ‬إلقاء ‬خطاب ‬في ‬الإسكندرية ‬مساء ‬يوم ‬26 ‬أكتوبر ‬احتفالا ‬بالتصديق ‬علي ‬اتفاقية ‬الجلاء، ‬وكان ‬المرشد ‬العام ‬قد ‬غادر ‬القاهرة ‬إلي ‬الإسكندرية ‬يوم ‬13 ‬سبتمبر. ‬
وفي ‬ميدان ‬المنشية ‬وأمام ‬حشد ‬جماهيري ‬وفى أثناء ‬إلقاء ‬خطابه ‬وفي ‬الساعة ‬السابعة ‬وخمس ‬وخمسين ‬دقيقة ‬انطلقت ‬عدة ‬رصاصات ‬عليه )‬تراوحت ‬الأقوال ‬بين ‬ثماني ‬رصاصات ‬وست ‬وتسع. (‬
‬وتبين ‬أن ‬الجاني ‬اسمه ‬محمود ‬عبد ‬اللطيف )‬سباك ‬من ‬إمبابة) ‬وعضو ‬في ‬الجهاز ‬الخاص )‬ السري ( ‬للجماعة ‬وأن ‬رئيسه ‬في ‬المجموعة ‬هندواي ‬دوير ‬(محامي ‬من ‬امبابه ‬وأصلا ‬من ‬المنيا (‬هو ‬الذي ‬حرضه ‬علي ‬إطلاق ‬الرصاص. ‬وكانت ‬تلك ‬نهاية ‬المطاف ‬في ‬علاقة ‬قامت ‬علي ‬المحاورة ‬والمناورة ‬طويلا.‬ وهكذا ‬وفي ‬30 ‬أكتوبر ‬تم ‬اعتقال ‬المرشد ‬العام ‬في ‬الإسكندرية ‬وفي ‬14 ‬نوفمبر ‬أعلن ‬ناصر ‬إعفاء ‬محمد ‬نجيب ‬من ‬رئاسة ‬الجمهورية. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.