غرفة عمليات محافظة البحر الأحمر: اليوم الاول من انتخابات النواب مر دون معوقات أو شكاوى    بكام طن الشعير؟.. أسعار الأرز والسلع الغذائية ب أسواق الشرقية اليوم الثلاثاء 11-11-2025    أسعار الطماطم والبطاطس والفاكهة في أسواق الشرقية اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    سوريا تنضم إلى تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش    بينها حالات اغتصاب.. نزوح جماعي وانتهاكات بحق النساء في الفاشر (تفاصيل)    العراقيون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكومي    وزير العمل يتابع حادث انهيار سقف خرساني بالمحلة الكبرى.. ويوجه بإعداد تقرير عاجل    بسمة بوسيل تقف إلى جانب آن الرفاعي بعد طلاقها من كريم محمود عبد العزيز    أسرة الراحل إسماعيل الليثى تنتظر الجثمان أمام كافيه ضاضا وتؤجل العزاء إلى غد.. وعمه يطالب جمهوره بالدعاء له بالرحمة.. وجيران الليثى: كان بيساعد الناس.. أطفال: كان بيشترى لينا هو وضاضا كل حاجة حلوة.. فيديو    بتوقيع عزيز الشافعي...بهاء سلطان يشعل التحضيرات لألبومه الجديد بتعاون فني من الطراز الرفيع    طبقًا لإرشادات الطب الصيني.. إليكِ بعض النصائح لنوم هادئ لطفلك    موعد مباراة السعودية ضد مالي والقنوات الناقلة في كأس العالم للناشئين    «متحف تل بسطا» يحتضن الهوية الوطنية و«الحضارة المصرية القديمة»    أبرزها "الست" لمنى زكي، 82 فيلما يتنافسون في مهرجان مراكش السينمائي    ترامب: ناقشت مع الشرع جميع جوانب السلام في الشرق الأوسط    سلطنة عمان تشارك في منتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2025 وخطوات استخراجها مستعجل من المنزل    بكين ل الاتحاد الأوروبي: لا يوجد سوى صين واحدة وما يسمى ب «استقلال تايوان» محاولات فاشلة    أسامة الباز.. ثعلب الدبلوماسية المصرية    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    إصدار تصريح دفن إسماعيل الليثى وبدء إجراءات تغسيل الجثمان    يمهد الطريق لتغيير نمط العلاج، اكتشاف مذهل ل فيتامين شائع يحد من خطر النوبات القلبية المتكررة    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    أمطار على هذه المناطق.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    وزارة الداخلية تكشف ملابسات واقعة السير عكس الاتجاه بالجيزة    انهيار جزئي لعقار قديم قرب ميدان بالاس بالمنيا دون إصابات    الحوت، السرطان، والعذراء.. 3 أبراج تتميز بحساسية ومشاعر عميقة    ريم سامي: الحمد لله ابني سيف بخير وشكرا على دعواتكم    التعليم تعلن خطوات تسجيل الاستمارة الإلكترونية لدخول امتحانات الشهادة الإعدادية    أسعار العملات العربية والأجنبية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    مع دخول فصل الشتاء.. 6 نصائح لتجهيز الأطفال لارتداء الملابس الثقيلة    أهمهما المشي وشرب الماء.. 5 عادات بسيطة تحسن صحتك النفسية يوميًا    النائب العام يستقبل وزير العدل بمناسبة بدء العام القضائي الجديد| صور    نيسان قاشقاي.. تحتل قمة سيارات الكروس أوفر لعام 2025    بسبب خلافات الجيرة.. حبس عاطل لإطلاقه أعيرة نارية وترويع المواطنين بشبرا الخيمة    استغاثة أم مسنّة بكفر الشيخ تُحرّك الداخلية والمحافظة: «رعاية وحماية حتى آخر العمر»    بعد لقاء ترامب والشرع.. واشنطن تعلق «قانون قيصر» ضد سوريا    إصابة الشهري في معسكر منتخب السعودية    مشهد إنساني.. الداخلية تُخصص مأمورية لمساعدة مُسن على الإدلاء بصوته في الانتخابات| صور    المغرب والسنغال يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية والتحضير لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بينهما    زينب شبل: تنظيم دقيق وتسهيلات في انتخابات مجلس النواب 2025    صلاة جماعية في البرازيل مع انطلاق قمة المناخ "COP30".. صور    مروان عطية: جميع اللاعبين يستحقون معي جائزة «الأفضل»    تجنب المشتريات الإلكترونية.. حظ برج القوس اليوم 11 نوفمبر    بي بي سي: أخبار مطمئنة عن إصابة سيسكو    اللعنة مستمرة.. إصابة لافيا ومدة غيابه عن تشيلسي    لماذا تكثر الإصابات مع تغيير المدرب؟    تقارير: ليفاندوفسكي ينوي الاعتزال في برشلونة    خطوة أساسية لسلامة الطعام وصحتك.. خطوات تنظيف الجمبري بطريقة صحيحة    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    رجال الشرطة يجسدون المواقف الإنسانية فى انتخابات مجلس النواب 2025 بالإسكندرية    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نهاية ‬رحلة ‬المناورات ‬بين ‬الإخوان ‬وعبد ‬الناصر

كان ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬علي ‬صلة ‬بكل ‬من ‬الإخوان ‬المسلمين، ‬ومصر ‬الفتاة، ‬والحركة ‬الشيوعية ‬المصرية ‬في ‬نوع ‬من ‬العلاقة ‬الإستكشافية ‬لطبيعة ‬هذه ‬المنظمات ‬من ‬الداخل. ‬لكنه ‬كان ‬يعمل ‬حسابا ‬لجماعة ‬الإخوان ‬أكثر ‬من ‬أي ‬جماعة ‬أخري ‬نظرا ‬لانتشارها ‬الواسع ‬داخل ‬المجتمع ‬المصري. ‬وعلي ‬هذا ‬قام ‬بإبلاغ ‬كل ‬من ‬حسن ‬العشماوي ‬وصالح ‬أبو ‬رقيق )‬عضوى ‬مكتب ‬الارشاد) ‬بموعد ‬حركة ‬الجيش ‬ليلة ‬23 ‬يوليو.‬
في ‬صباح ‬23 ‬يوليو ‬نفسه ‬انتشرت ‬كتائب ‬الإخوان ‬علي ‬طول ‬طريق ‬السويس-‬القاهرة ‬لتتصدي ‬للقوات ‬البريطانية ‬إذا ‬ما ‬تحركت ‬ضد ‬الثورة. ‬ثم ‬طلب ‬عبد ‬الناصر ‬من ‬حسن ‬العشماوي ‬أن ‬يتصل ‬بالمرشد ‬العام ‬(حسن ‬الهضيبي (‬في ‬الإسكندرية ‬لإصدار ‬بيان ‬بتأييد ‬الثورة ‬لكن ‬المرشد ‬لم ‬يفعل ‬شيئا، ‬ولم ‬يحضر ‬إلي ‬القاهرة ‬إلا ‬بعد ‬أن ‬غادر ‬الملك ‬فاروق ‬البلاد ‬في ‬26 ‬يوليو، ‬وأصدر ‬بيانا ‬مقتضبا ‬بتأييد ‬حركة ‬الجيش ‬طلب ‬بعده ‬أن ‬يقابل ‬أحد ‬رجال ‬الثورة ‬فقابله ‬عبد ‬الناصر ‬في ‬منزل ‬صالح ‬أبو ‬رقيق )‬عضو ‬مكتب ‬الإرشاد) ‬صباح ‬يوم ‬30 ‬يوليو. ‬
‬في ‬ذلك ‬اللقاء ‬طالب ‬المرشد ‬من ‬عبد ‬الناصر ‬بتطبيق ‬أحكام ‬القرآن، ‬فقال ‬ناصر ‬إن ‬الثورة ‬قامت ‬حربا ‬علي ‬الظلم ‬الاجتماعي ‬والاستبداد ‬السياسي ‬وهي ‬بذلك ‬ليست ‬إلا ‬تطبيقا ‬لتعاليم ‬القرآن، ‬فاشترط ‬المرشد ‬لتأييد ‬الثورة ‬أن ‬يعرض ‬الضباط ‬علي ‬الجماعة ‬أي ‬قرار ‬قبل ‬أن ‬يصدر ‬وذلك ‬لمناقشته ‬في ‬مكتب ‬الإرشاد، ‬فقال ‬عبد ‬الناصر ‬إن ‬الثورة ‬قامت ‬دون ‬وصاية ‬ولا ‬تقبل ‬بحال ‬أن ‬توضع ‬تحت ‬وصاية ‬أحد. ‬
‬كان ‬هذا ‬اللقاء ‬بداية ‬تجمع ‬السحب ‬السوداء ‬في ‬أفق ‬العلاقة ‬بين ‬الطرفين، ‬فقد ‬خرج ‬المرشد ‬من ‬اللقاء ‬باقتناع ‬بأنه ‬لا ‬يمكن ‬اعتبار ‬حركة ‬الضباط ‬حركة ‬إسلامية ‬تسير ‬علي ‬الخط ‬الذي ‬يبتغيه ‬الإخوان.‬ ومع ‬ذلك ‬وعندما ‬تقرر ‬أن ‬يؤلف ‬محمد ‬نجيب ‬الوزارة ‬في ‬7 ‬سبتمبر ‬1952 ‬بعد ‬استقالة ‬علي ‬ماهر ‬لعدم ‬موافقته ‬علي ‬إصدار ‬قانون ‬الاصلاح ‬الزراعي ‬قرر ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬إشراك ‬الاخوان ‬المسلمين ‬في ‬الوزارة ‬بثلاثة ‬أعضاء، ‬وأخبر ‬حسن ‬العشماوي ‬بذلك ‬صباح ‬8 ‬سبتمبر ‬علي ‬أن ‬يكون ‬هو ‬واحدا ‬من ‬الوزراء ‬الثلاثة. ‬غير ‬أن ‬الجماعة ‬اختلفت ‬فيما ‬بينها ‬حول ‬أسماء ‬الإخوان ‬التي ‬ينبغي ‬تقديمها ‬وترددت ‬بين: ‬احمد ‬حسني ‬وكيل ‬وزارة ‬العدل ‬ومحمد ‬كمال ‬الديب ‬محافظ ‬الاسكندرية )‬ترشيح ‬المرشد ‬شخصيا‬، (‬ومنير ‬الدله ‬وحسن ‬العشماوي ) ‬ترشيح ‬مكتب ‬الارشاد). ‬غير ‬أن ‬عبد ‬الناصر ‬اختار ‬الشيخ ‬احمد ‬حسن ‬الباقوري ‬فأقدم ‬المرشد ‬العام ‬علي ‬فصله ‬من ‬الجماعة ‬فازدادت ‬النار ‬تحت ‬الرماد .‬
‬ثم ‬صدرت ‬تعليمات ‬المرشد ‬العام ‬لجميع ‬‮«‬شعب‮» ‬ ‬الإخوان ‬بأن ‬موقف ‬الجماعة ‬من ‬الحكم ‬من ‬الآن ‬فصاعدا ‬سيكون ‬سلبيا، ‬بل ‬لقد ‬طالب ‬فريق ‬داخل ‬الجماعة ‬برأس ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬وضباط ‬مجلس ‬قيادة ‬الثورة ‬وهدم ‬النظام ‬من ‬أساسه. ‬ودأب ‬المرشد ‬علي ‬إعطاء ‬تصريحات ‬للصحف ‬يهاجم ‬فيها ‬الثورة ‬وأصدر ‬أوامره ‬شفاهة ‬إلي ‬‮«‬شعب‮»‬ ‬الإخوان ‬بأن ‬يظهروا ‬في ‬المناسبات ‬التي ‬يظهر ‬فيها ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬ويهتفون ‬هتافهم ‬المأثور ‬‮«‬الله ‬أكبر ‬ولله ‬الحمد‮»‬ ‬كنوع ‬من ‬التحدي ‬الظاهر.‬
‬ولما ‬ألغيت ‬الأحزاب ‬السياسية ‬في ‬17 ‬يناير ‬1953 ‬تم ‬استثناء ‬جماعة ‬الاخوان ‬المسلمين ‬علي ‬اعتبار ‬أنها ‬ليست ‬حزبا ‬سياسيا ‬بالمعني ‬الإصطلاحي. ‬فلما ‬علم ‬المرشد ‬العام ‬بنية ‬الثورة ‬في ‬تكوين ‬هيئة ‬التحرير ‬لملء ‬الفراغ ‬السياسي ‬الناجم ‬عن ‬حل ‬الأحزاب ‬حاول ‬إثناء ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬عن ‬اتخاذ ‬هذه ‬الخطوة ‬قائلا ‬له ‬إن ‬الجماعة ‬كفيلة ‬بملء ‬الفراغ، ‬فقال ‬ناصر: ‬إن ‬في ‬البلاد ‬من ‬لا ‬يرغب ‬في ‬الانضمام ‬للجماعة، ‬وهي ‬إشارة ‬غير ‬مباشرة ‬الي ‬المسيحيين ‬المصريين. ‬فبدأ ‬المرشد ‬في ‬محاربة ‬التنظيم ‬السياسي ‬الجديد) ‬هيئة ‬التحرير.(‬
‬وعند ‬هذا ‬المنعطف ‬من ‬الأحداث ‬كانت ‬فكرة ‬التفاوض ‬مع ‬الإنجليز ‬قد ‬بدأت ‬تفرض ‬نفسها ‬وتقرر ‬أن ‬تبدأ ‬في ‬أبريل (‬1953). ‬وفي ‬تلك ‬الأثناء ‬سعت ‬السفارة ‬البريطانية ‬لاستقطاب ‬عناصر ‬معادية ‬للوضع ‬الجديد ‬في ‬مصر ‬لإثارة ‬القلاقل ‬أمام ‬المفاوض ‬المصري ‬حتي ‬تظهر ‬الأمور ‬بمظهر ‬الاضطراب ‬وعدم ‬الاستقرار ‬فيتخذها ‬الإنجليز ‬حجة ‬لإيقاف ‬التفاوض. ‬ولم ‬تجد ‬السفارة ‬إلا ‬الإخوان ‬المسلمين ‬صيدا ‬ثمينا ‬يحقق ‬الغرض ‬وتم ‬الاتصال ‬بهم ‬بواسطة ‬الدكتور ‬محمد ‬سالم ‬الموظف ‬بشركة ‬النقل ‬والهندسة ‬الذي ‬اتصل ‬بصالح ‬أبو ‬رقيق ‬في ‬فبراير (‬1953) ‬وأبلغه ‬برغبة ‬السفارة ‬البريطانية ‬في ‬عقد ‬لقاء ‬بين ‬بعض ‬المسئولين ‬بالجماعة ‬وبين ‬تريفورز ‬إيفانز ‬مستشار ‬شئون ‬الشرق ‬بالسفارة ‬بهدف ‬استطلاع ‬رأيهم ‬فيما ‬يرتضونه ‬لنجاح ‬مفاوضات ‬الجلاء ‬المزمع ‬إجراؤها ‬مع ‬حكومة ‬الثورة، ‬وتمت ‬المقابلة ‬في ‬منزل ‬محمد ‬سالم ‬وبحضور ‬منير ‬الدله ‬وصالح ‬أبو ‬رقيق. ‬فأظهر ‬ناصر ‬للمرشد ‬العام ‬في ‬مايو ‬1953 ‬استياءه ‬من ‬هذا ‬الاتصال. ‬وفي ‬أوائل ‬يونيو (‬1953) ‬بدأ ‬الاخوان ‬خطة ‬لتشكيل ‬تنظيم ‬سري ‬اخواني ‬بين ‬ضباط ‬الجيش ‬والبوليس ‬في ‬محاولة ‬لدق ‬إسفين ‬داخل ‬صفوف ‬الجيش ‬والبوليس ‬مع ‬مجلس ‬قيادة ‬الثورة. ‬وعلي ‬هذا ‬بادر ‬ناصر ‬بتهديد ‬الإخوان ‬قائلا ‬لحسن ‬العشماوي: ‬إنه ‬لن ‬يقف ‬مكتوف ‬الأيدي ‬أمام ‬هذه ‬التصرفات، ‬وأنه ‬لن ‬يتردد ‬في ‬اتخاذ ‬ما ‬تمليه ‬مصلحة ‬البلاد ‬مهما ‬كانت ‬النتائج‮»‬. ‬
‬في ‬تلك ‬الأثناء ‬وفي ‬ديسمبر ‬1953 ‬تصاعد ‬الخلاف ‬بين ‬عبد ‬الناصر ‬ومحمد ‬نجيب ‬حول ‬إدارة ‬الأمور ‬بعد ‬إلغاء ‬الأحزاب ‬السياسية، ‬وهو ‬خلاف ‬بدأ ‬صامتا ‬دون ‬مواجهة ‬مباشرة ‬وإن ‬كان ‬كل ‬طرف ‬يرقب ‬الآخر ‬ويرتب ‬للأمر ‬عدته. ‬ولما ‬ازدادت ‬حدة ‬التوتر ‬بينهما ‬أوحي ‬المقربون ‬لنجيب ‬أن ‬يتصل ‬بالاخوان ‬المسلمين ‬للتخلص ‬من ‬ناصر. ‬وكان ‬وسيطه ‬في ‬هذا ‬الاتصال ‬قائد ‬حرسه ‬الخاص ‬اليوزباشي ‬محمد ‬رياض ‬الذي ‬قابل ‬حسن ‬العشماوي ‬ومنير ‬الدله ‬عدة ‬مرات ‬في ‬ديسمبر‬1953، ‬ولخص ‬الاخوان ‬طلباتهم ‬له ‬وتتمثل ‬في ‬تشكيل ‬وزارة ‬يرضي ‬عنها ‬الاخوان. ‬
‬جاء ‬عام 4591 ‬ليشهد ‬تطورا ‬مريرا ‬في ‬مواقف ‬الإخوان ‬تجاه ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬ففي 21 ‬يناير 4591 ‬احتفل ‬طلاب ‬جامعة ‬القاهرة ‬بذكري ‬استشهاد ‬المنيسي ‬وشاهين ‬في ‬التل ‬الكبير ‬علي ‬يد ‬الإنجليز ‬وهما ‬من ‬أبطال ‬الحركة ‬الفدائية ‬في ‬مدن ‬قناة ‬السويس. ‬ومما ‬يلفت ‬النظر ‬في ‬أحداث ‬ذلك ‬اليوم (21 ‬يناير) ‬أن ‬حسن ‬العشماوي ‬قابل ‬كريزويل ‬الوزير ‬المفوض ‬بالسفارة ‬البريطانية ‬يوم ‬الأحد 01 ‬يناير ‬بمنزله ‬في ‬بولاق ‬الدكرور ‬الساعة ‬السابعة ‬صباحا ‬ثم ‬عاد ‬لزيارته ‬في ‬اليوم ‬نفسه ‬من ‬الساعة ‬الرابعة ‬عصرا ‬إلي ‬الحادية ‬عشرة ‬مساء. ‬ولا ‬بد ‬أن ‬موضوع ‬اللقاء ‬كان ‬بمناسبة ‬يوم 21 ‬يناير ‬والغرض ‬البعيد ‬هو ‬إثارة ‬الفوضي ‬والقلق ‬لإضعاف ‬موقف ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬في ‬التفاوض ‬مع ‬الإنجليز. ‬وعند ‬ذلك ‬الموقف ‬قرر ‬عبد ‬الناصر ‬حل ‬الجماعة ‬بعد ‬ذلك ‬بيومين (41 ‬يناير). ‬وهنا ‬لجأ ‬الاخوان ‬الي ‬محمد ‬نجيب ‬لالغاء ‬القرار ‬فلم ‬يستطع ‬شيئا ‬بل ‬لقد ‬اضطر ‬للتوقيع ‬علي ‬قرار ‬الحل ‬باعتباره ‬رئيسا ‬للجمهورية. ‬
‬بهذا ‬الموقف ‬أصبح ‬صراع ‬الإخوان ‬مع ‬عبد ‬الناصر ‬واضحا ‬وصريحا ‬حيث ‬أخذوا ‬يتربصون ‬به، ‬وتداخلت ‬هذه ‬الأحداث ‬مع ‬وقائع ‬الأزمة ‬بين ‬ناصر ‬ونجيب ‬فيما ‬عرف ‬بأزمة ‬مارس ‬1954، ‬حيث ‬أرادت ‬الجماعة ‬أن ‬تلعب ‬بالإثنين ‬حتي ‬يصفي ‬كل ‬منهما ‬الآخر ‬وتخلص ‬لها ‬الساحة ‬للحكم. ‬لكن ‬عبد ‬الناصر ‬سرعان ‬ما ‬احتوي ‬الأزمة ‬مع ‬نجيب ‬للتفرغ ‬للتفاوض ‬مع ‬الإنجليز. ‬وفي ‬صباح ‬28 ‬فبراير ‬1954، ‬انطلقت ‬مظاهرات ‬تزعمها ‬الإخوان ‬المسلمون ‬الي ‬قصر ‬عابدين ‬يحمل ‬أصحابها ‬أسلحة ‬نارية ‬وتردد ‬هتافات ‬عدائية ‬ضد ‬الثورة، ‬ويوزعون ‬منشورات ‬تطالب ‬بإسقاط ‬الحكم. ‬ووصل ‬المتظاهرون ‬إلي ‬ساحة ‬قصر ‬عابدين ‬يهتفون ‬باسم ‬محمد ‬نجيب ‬فخرج ‬إلي ‬الشرفة ‬المطلة ‬علي ‬ساحة ‬الميدان، ‬فازدادت ‬هتافاتهم ‬باسمه ‬وطالبوه ‬أن ‬ينصرهم ‬ويرفع ‬عنهم ‬الشروط ‬المجحفة ‬التي ‬اشترطها ‬مجلس ‬قيادة ‬الثورة )‬ عبد ‬الناصر( ‬ مقابل ‬عودتهم ‬للنشاط. ‬ولما ‬لمح ‬محمد ‬نجيب ‬وجود ‬عبد ‬القادر ‬عودة ‬علي ‬رأس ‬المتظاهرين ‬استدعاه ‬إلي ‬الشرفة ‬بجواره ‬لتهدئة ‬المتظاهرين ‬الذين ‬توقفوا ‬عن ‬الهتاف ‬بإشارة ‬من ‬يده. ‬فما ‬كان ‬من ‬عبد ‬الناصر ‬باعتباره ‬رئيسا ‬لمجلس ‬الوزراء ‬إلا ‬أن ‬اعتقل ‬عبد ‬القادر ‬عودة ‬مساء ‬اليوم ‬نفسه ‬ومعه ‬45 ‬عضوا ‬من ‬الإخوان.‬
‬عندما ‬تم ‬توقيع ‬إتفاقية ‬الجلاء ‬مع ‬الإنجليز ‬بالأحرف ‬الأولي ‬في ‬27 ‬يوليو ‬1954 ‬هاجمها ‬الإخوان ‬المسلمون.‬ وعلي ‬هذا ‬وفي ‬أواخر ‬سبتمبر ‬وأوائل ‬أكتوبر (‬1954) ‬أصبح ‬عبد ‬الناصر ‬لدي ‬الإخوان ‬‮«‬الخائن ‬المرتد .. ‬الناقض ‬للبيعة .. ‬ويطبق ‬نظاما ‬لا ‬إسلاميا‮»‬. ‬ ولم ‬يكن ‬(عبد ‬الناصر) ‬بعيدا ‬عما ‬يجري ‬بين ‬ظهراني ‬الجماعة ‬ولهذا ‬تحركت ‬أجهزة ‬أمن ‬الدولة ‬ضد ‬أعضاء ‬الجماعة، ‬وخلال ‬أربعة ‬أيام ‬من ‬23-‬26 ‬أكتوبر ‬شنت ‬حملة ‬صحفية ‬ضد ‬الجماعة ‬كأشخاص ‬ومبادئ ‬ونظام، ‬خصوصا ‬أن ‬عبد ‬الناصر ‬كان ‬ينوي ‬إلقاء ‬خطاب ‬في ‬الإسكندرية ‬مساء ‬يوم ‬26 ‬أكتوبر ‬احتفالا ‬بالتصديق ‬علي ‬اتفاقية ‬الجلاء، ‬وكان ‬المرشد ‬العام ‬قد ‬غادر ‬القاهرة ‬إلي ‬الإسكندرية ‬يوم ‬13 ‬سبتمبر. ‬
وفي ‬ميدان ‬المنشية ‬وأمام ‬حشد ‬جماهيري ‬وفى أثناء ‬إلقاء ‬خطابه ‬وفي ‬الساعة ‬السابعة ‬وخمس ‬وخمسين ‬دقيقة ‬انطلقت ‬عدة ‬رصاصات ‬عليه )‬تراوحت ‬الأقوال ‬بين ‬ثماني ‬رصاصات ‬وست ‬وتسع. (‬
‬وتبين ‬أن ‬الجاني ‬اسمه ‬محمود ‬عبد ‬اللطيف )‬سباك ‬من ‬إمبابة) ‬وعضو ‬في ‬الجهاز ‬الخاص )‬ السري ( ‬للجماعة ‬وأن ‬رئيسه ‬في ‬المجموعة ‬هندواي ‬دوير ‬(محامي ‬من ‬امبابه ‬وأصلا ‬من ‬المنيا (‬هو ‬الذي ‬حرضه ‬علي ‬إطلاق ‬الرصاص. ‬وكانت ‬تلك ‬نهاية ‬المطاف ‬في ‬علاقة ‬قامت ‬علي ‬المحاورة ‬والمناورة ‬طويلا.‬ وهكذا ‬وفي ‬30 ‬أكتوبر ‬تم ‬اعتقال ‬المرشد ‬العام ‬في ‬الإسكندرية ‬وفي ‬14 ‬نوفمبر ‬أعلن ‬ناصر ‬إعفاء ‬محمد ‬نجيب ‬من ‬رئاسة ‬الجمهورية. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.