فتحت كندا أراضيها للهجرة العربية منذ وقت طويل خلال القرن الماضي. وفى الستينات تحديدا هاجرت أعداد ملحوظة من المصريين واللبنانيين الى هذا البلد الكبير. ومن اللافت للنظر ان ممن هاجروا كفاءات كبيرة فى مجالات العلم والفن والادب. وربما لا يعرف الكثيرون ان اثنين من اهم المخرجين السينمائيين فى كندا من اصول مصرية او عاشوا بمصر قبل ذلك. عن زافييه دولان واتوم اجويان اتحدث. زافييه دولان ابن لفنان مصرى متعدد المواهب هو مانويل تادروس الذى ولد عام 1956 بالقاهرة وهو ممثل وملحن ومطرب اشتهر بالاغانى التى لحنها فى بداية السبعينيات للمطربين المشاهير مثل روش فوازين ونيكول مارتين، ومثل موسيقاه التى شكلت جانبا كبيرا من سحر سيرك الشمس وهو اشهر سيرك فى العالم الذى يمزج بين الفنون الادائية والبصرية، خاصة اسهامه فى العرض الاسطورى المسمى اليجريا والعرض الناجح جولى ماس واغنيته الشهيرة انه صفر. كما انه لقب بملك الدوبلاج لانه شارك بصوته فى دوبلاج اكثر من 750 فيلما ومسلسلا. وامتد نشاطه لالعاب الفيديو و شارك بوجهه وصوته فى العاب شهيرة مثل دم القتلة وبمسرحيات موسيقية مثل من الكره الى الحب ورورميو وجولييت. وعمل مقدم برامج لبرامج مثل الشباب والبوب واصبح من أهم الوجوه لتوعية الاطفال الشباب من مرض السكر المبكر. وهناك أيضا البروفسور ممدوح شكرى رئيس جامعة يورك بكندا والتى تعد ثالث اكبر جامعة هناك. وهو اعتبر اول رئيس جامعة مسلم فى امريكا الشمالية وكان قبلها نائب رئيس جامعة ماكمستر وعميد كلية الهندسة بها. وقد تخرج فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة واستكمل تعليمه بكندا حتى بلغ بها اعلى الدرجات. وهو من اشهر الوجوه فى المجتمع الكندى التى ينظر اليها بلبنان فى تطوير البلد هناك حيث للتعليم دوره الكبير فى كندا وعلى رأسها الجامعات باعتبارها قاطرات التنمية. وقد اشاد مجلس امناء جامعة يورك المكونة من العديد من الشخصيات المرموقة فى المجتمع الكندى و الذى اختار شكرى لرئاسة الجامعة بقدراته الادارية الفذة وبايمانه بالمنتج العلمى وقدرته على وضع الشروط والاطارات المناسبة لخروجه فى افضل صورة فى ضوء القوانين الكندية والقواعد المرعية. ونتيجة تفوقه البالغ تم ضمه كعضو بمجلس اتحاد الجامعات الكندية، ومجلس الهندسة الكندية كذلك حصل على وسام الاستحقاق الكندى ووسام مقاطعة اونتاريو لتأليفه او مشاركته فى اكثرمن 120 بحثا علميا هناك. وهناك ايضا الروائى الموهوب ايلى هانسون، وهو الاسم الادبى للمصرى على الطيبى الذى درس الادب واللغات بمصر قبل ان ينتقل لفرنسا ويعيش هناك ويعمل بالترجمة ثم يتخصص بالادب. لفت ايلى هانسون الانظار اليه عندما نشر عام 2012 روايته الدفتر الملعون المتوجهة للنشء والمقتدية بروايات الخيال للاطفال والمراهقين مثل هارى بوتر، لكن الدفتر الملعون مستمدة من اجواء الحرب العالمية الاولي. وقد حصل عنها على الميدالية الماسية للنشء من الملكة اليزاييث لمساهمته الفعالة فى الثقافة الكندية. وفى العامين الماضيين وطد هانسون مركزه كأديب مرموق بروايتين جديدتين. الاولى هيب ياسمين «عن فتاة مراهقة مسلمة التى تعيش فى حى بوشرفيل احد ضواحى العاصمة الكندية مونتريال، وما يقابل الفتاة من مشاكل ناتجة من صعوبة اندماجها مع المجتمع الكندى. حيث تقع فى حب شاب كندى لكن تواجه باستهزاء بعض زملائها فى المدرسة من كونها من اصول عربية واسلامية، حتى تحاول الخروج من محنتها وتحب شاب سورى هاجر من بلده بسبب الحرب هناك ويتسم بصفات انسانية جميلة. وتبعها هذا العام برواية اخري، هى «لغز القاهرة» عن مغامرات صحفى كندى بالقاهرة اثناء ثورة 25 يناير. وهناك اتوم اجويان الذى يعد من اهم مخرجى كندا الاحياء اليوم بسبب انجازاته الفنية المتوالية ومنها افلامه التى تعرض دائما فى مهرجان كان وترشح للاوسكار. ولد اجويان فى القاهرة لابوين من ارمينيا وقضى وقتا طويلا «من طفولته ومراهقته بالقاهرة مما يجعله مصريا بكل الصور تربية وثقافة، وهاجر مع اهله لكندا واستطاع ان يحقق نجاحات كبيرة منذ تخرجه فى جامعة تورنتو حيث قدم للتليفزيون فى البداية اعمالا موسيقية رائعة قبل أن يتجه للباب الواسع للسينما ويقدم افلاما أصبحت علامات مثل ارارات، تذكر، عبادة، كلوي. ومن العلماء وجيه المراغي، مصمم القطار السريع بكندا وسمية ياقوت ثانى امراة فى تاريخ كندا تتولى منصب عميد الهندسة، ومحمد البستاوى نائب رئيس جامعة ماكمستر للبحث العلمى. لمزيد من مقالات احمد عاطف;