كيف نأمن على فلذات أكبادنا في الشوارع وهناك من يتربص بهم وينسج الحيل الشيطانية لخطف أرواحهم وسرقة براءتهم وإنزال الفجيعة في قلوب ذويهم؟. في قرية ميت محسن مركز ميت غمر حصلت الواقعة التي تجاوزت الخيال بل الكابوس المرعب الذي هز أرجاء محافظة الدقهلية كلها وجعل الناس يضربون كفا بكف رثاء للفضائل التي ولت . قبل نحو أسبوع خرجت «حنان أشرف نبيل الغباشي» ابنة الأعوام الثلاثة ونصف إلى الشارع لتلهو وتلعب كعادتها بعد عودتها من الحضانة حتى يحين وقت الغداء ويعود والدها الاسترجي من عمله ، وفي لمح البصر اختفت حنان عن الأنظار وكأن الأرض ابتلعتها أو التقطها نسر متوحش ، وبعد بحث طويل في كل الشوارع والأزقة بالقرية وعند الأقارب وحتى في بالوعات الصرف الصحي، لا أثر لحنان ، فهبت القرية كلها في اليوم التالي للبحث عن الطفلة المسكينة دون جدوى وساقهم البحث عن سيدة وافدة من محافظة الشرقية تتسول في الشوارع ومعها طفلة اعتقدوا أنها المتهمة ، لكن السيدة اعترفت بأن الطفلة المرافقة لها ليست ابنتها وإنما مستأجرة بمبلغ 100 جنيه في اليوم لغرض التسول . زاد الاحتقان في القرية ووقعت مصادمات مع الشرطة اعتقادا من بعض الأهالي بأن هناك حماية للسيدة المتسولة، وقطع الأهالي الطريق العمومي الذي يربط المنصورة بالقاهرة مطالبين بالبحث عن مصير حنان، ووصل اللواء مصطفى النمر مدير أمن الدقهلية بنفسه ونجح في إقناع الأهالي بفتح الطريق واعدا إياهم بالتوصل إلى الحقيقة في وقت قصير وأن الشرطة لن تسكت حتى استجلاء الحقيقة كاملة وأن العدالة ستأخذ مجراها . وأصدر اللواء جمال عبدالباري مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة الأمن العام، توجيهات تحت إشراف اللواء مجدي القمري، مدير إدارة البحث الجنائي بالدقهلية لسرعة كشف اللثام عن الواقعة، فتم تشكيل فريق بحث برئاسة العميد السيد سلطان رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن الدقهلية وذلك لكشف غموض وملابسات غياب الطفلة . وتبين أن وراء الحادث سيدة جارة المجنى عليه، ، تفتق شيطانها الخبيث عن فكرة الاستيلاء على الحلق لسداد جزء من مديونيتها البالغة 14 ألف جنيه ولأنها سيدة طماعة وغير قنوعة وتنظر دائما إلى مافي يد غيرها. وقالت إسلام في اعترافاتها بعد القبض عليها أنها استدرجت الطفلة داخل منزلها واستولت على القرط الذهبي وخنقتها بيديها ثم تحفظت عليها داخل جوال بلاستيك وأخفتها داخل دولاب ملابسها ، وصباح اليوم التالي أخرجت الجوال وبه جثة الطفلة بعد أن وضعت كمية من القمامة بداخله، وربطته ووضعته أمام منزلها وترقبت وصول جامعي القمامة حتى جمعوا القمامة بالمنطقة بما فيها الجوال ونقلوها إلى مقلب لتجميع القمامة بقرية الديرس مركز أجا . ورغم ضبط القرط الذهبي وحذاء الطفلة إلا أن الشرطة لاتزال تبحث عن جثة حنان بالاستعانة بالكلاب البوليسية وفي بيت حنان رسم الحزن خيوطه وتبدلت آمال العثور عليها حية بعد أن تلقت الأسر نبأ وفاتها واعترافات القاتلة، لكن جدها لوالدتها الحاج عصام رسمي يؤكد أن نار الأسرة لن تبرد إلا بعد القصاص العادل من المجرمة التي تخلت عن آدميتها وقتلت الطفلة البريئة وحرمت والديها وشقيقها الأصغر منها إلى الأبد موجها الشكر إلى جهاز الشرطة ومديرية الأمن في كشف غموض الحادث ومطالبا بتكثيف الجهود حتى العثور على جثة الطفلة لدفنها . أما عبد العظيم صابر خال حنان فيطالب بسرعة تحقيق العدالة في المتهمة المعروفة بعدائها لكل من حولها والتي تسببت في هروب وهجرة أربع أسر من أهل زوجها من القرية خشية الانتقام منهم مع أنهم يتميزون بالطيبة والاحترام، وحتى تكون عبرة لكل مجرم يستسهل إزهاق الأرواح وقتل الأبرياء . وكان رئيس نيابة ميت غمر قد أصدر قرارا تحت إشراف المستشار أيمن عبد الهادي المحامي العام لنيابات جنوبالدقهلية بحبس المتهمة 15 يوما على ذمة التحقيقات والتحفظ على حذاء الطفلة وقرطها الذهبي.