محمد هاشم غوشة: القدس فى الضمير مشروع حضارى فكرى إبداعى قدمت إليكم من القدس الحاضرة فى المشروع الذى أطلقه الأمير الحسن تحت عنوان» القدس فى الضمير»، وهو مشروع حضارى فكرى إبداعى ، القدس اليوم بحاجة إليه وبحاجة إلى أن يعمم لأنه يفصلنا اليوم 50 عاما عن الخامس من يونيو 7691، خمسون عاما غابت فيه القدس عن الوعى العربى وعن الذاكرة العربية وخرجت أجيال من الشباب لاتعرف القدس ولا تعرف قيمتها. ولا فضائلها ولا تاريخها، ونحن كلما نستذكر القدس نستذكر ماضينا ونحترم حاضرنا ونقدر مستقبل اولادنا، إننى أخشى ما أخشاه أن نلمح فى يوم ما فى صفحة داخلية بصحيفة مغمورة إعلان نعى لفاضلة يقول رحم الله القدس وأسكنها فسيح جناته وتقبل التعازى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، أرجو ألا يأتى هذا اليوم وأنتم كصحفيين وكتاب ومفكرين عليكم عبء كبير بأن تنهضوا بالأمة بأن تدخلوا القدس إلى الضمير العربى وإبقاءها حية.
الدكتور محمد أبو حمور: مشكلات الوطن العربى أساسها غياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية نحن ننظر فى مشكلات الوطن العربى إلى الأعراض دون تقصى الأسباب، ولعل الأسباب الحقيقية تكمن فى غياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية وتكافؤ الفرص وتوزيع الثروات، لذلك المواطن أصبح الغربة فى وطنه فى ظل غياب المؤسسية للمؤسسات، وهذا يضعنا تحت عنوان كبير هو إذا لم يكن لديك خطة فأنت جزء من خطة الآخرين، الوطن العربى متشرذم وليس لدينا خطط للمستقبل بطريقة تليق بالمواطن العربى، هذا أدى لأن نكون جزءا من مخططات الغرب ودورنا ينحصر فى التنفيذ ، وتغير دورنا من سياسة الفعل لسياسة رد الفعل وتحليل الفعل من الطرف الآخر، وقد وجهنا الأمير الحسن فى منتدى الفكر العربى لعمل الميثاق الاقتصادى والاجتماعى والبيئى والسياسى والثقافى قريبا ومشروع نهضوى عربى فكرى هذا المشروع سيضم كل المواثيق السابقة بحيث نعطى بذرة أمل فى هذا الواقع المحبط لدى الوطن العربى.
دكتورة ماجدة عمر: حديث النخب الثقافية لا يتضمن مضمونا ذا صلة بواقع قضايا الشباب ما دفعنى لتلك المداخلة هو ما أشارت إليه الدكتورة ليلى تكلا من حديث عن ديكارت ومقولته انا أفكر إذن أنا موجود، وأحب أن أضيف إليها ما قاله الفيلسوف كانت فى مقالة ما هو التنوير كن جرئءا فى إعمال عقلك، وأريد أن أستند لفكرة طرحها الأمير الحسن حول شروط الحوار والخطاب وآدابه، وأنه فن فى حد ذاته، وكيف يمكننا أن نصل للشباب استنادا لهذا الخطاب كوننا لا نتحدث معهم بلغتهم خاصة إذا كان حديث النخب الثقافية لا يتضمن مضمونا ذا صلة بالواقع الذى يتناول القضايا التى يعيشها هؤلاء الشباب وكذلك العامة بالمجتمع، وأود أن أشير إلى خبرة تتعلق بتدريس المسارات التى تتناول المنطق والتفكير الناقد ومدى نجاحها فى بناء العقل المعرفى لدى الطلبة، بهذه الحالة أرجع إلى التعليم الذى له طرفان المعلم من جهة والطالب من جهة أخرى، فمهما حاولنا تطوير وتجديد المناهج ولم يكن هناك من يستطيع إيصال قيم التفكير الناقد إلى الطلبة من المعلمين لن تكون هناك نتائج إيجابية لتطوير تلك المناهج.
محمد السعيد إدريس: الإسلام السياسى فشل فشلا ذريعا ولم يبق لنا إلا المشروع العربى أود أن أختم الحوار بمجموعة من المستخلصات هو أننا لفترة طويلة كنا نعيش قضية العلاقة بين النظام العربى والنظام الإقليمى الشرق أوسطى وتأثير النظام العالمى على هذه العلاقة، الآن ونحن فى مرحلة ذروة الأزمة للأسف نستطيع أن نقول إن النظام العربى يستلب ويذوب تماما فى إطار نظام إقليمى أوسع هو نظام الشرق الأوسط، فلم تعد هناك قوة عربية فاعلة قادرة على الحفاظ على الذات العربية والهوية العربية، فالهوية العربية باتت مهددة ونحن أصبحنا الآن فى زمن هويات الطوائف والعرقيات والإثنيات، وخلال الندوة لم أسمع كلمة الوطن العربى إلا مرة واحدة، أصبحنا نتكلم عن المنطقة العربية، فنحن لسنا فى أزمة خطاب دينى ولسنا فى حاجة فقط لتجديد الخطاب الدينى، ولكننا أيضا بحاجة لتجديد الخطاب السياسى واللغة السياسية والثقافة السياسية العربية، فمشهد الصراع الراهن على الموصل على سبيل المثال والصراع على حلب كيف أن إيران وتركيا تتنازعان الصراع على الموصل، فمعركة تحرير الموصل هى معركة تشكيل مستقبل النظام العربى وكذلك معركة حلب، فتركيا تطالب بمراجعة المعاهدات وأن لها حقوق فى الموصل وحلب، فحدود الوطن العربى تراجع الآن، وكلمة من الخليج للمحيط تتبعثر، وما يحدث ليس بأيدى غربية أمريكية روسية فقط، ولا بأيدى إيرانية تركية فقط ولكن بأيدى عربية بالأساس، فكيف نتكلم عن إعادة بناء الدولة الوطنية العربية ونحن ندمرها فسوريا تدمر بالفعل، فمسألة إعادة البناء مسألة صعبة نحن بحاجة لإعادة لملمة الوعى العربى، ومشروع الإسلام السياسى فشل فشلا ذريعا بكل جوانبه، ولم يبق لنا إلا الكلام عن المشروع العربى .