افتتح وزير الثقافة حلمى النمنم فعاليات الدورة الأولى لملتقى القاهرة الدولي لتجديد الخطاب الثقافي بمشاركة 140 باحثًا ومفكرًا وسياسيًا من 17 دولة بمسرح الهناجر فى الأوبرا . وأشار حلمى النمنم أنهم كانوا يبتغون إقامة مؤتمر لتجديد الخطاب الدينى ، ولكنهم رأوا أن الدين جزء من الثقافة ، لذا فإننا بحاجة لتجديد الخطاب الثقافى العربى بأكمله ، قائلا : لقد جاءت الدعوة مما تعانى منه المنطقة من أزمات ، بعد انتشار ثقافة الموت لدى الأصوليين وفشل مدرستهم ، كما فشلت مدرسة الاستعانة بالخارج كما حدث فى العراق وليبيا ، لذا علينا الالتفاف حول المدرسة الوطنية الثقافية العربية . و قال د. عز الدين ميهوبى وزير الثقافة الجزائرى أن الثقافة مازالت تشكل روح المجتمعات ، وبغيابها عن مجتمعاتنا العربية يتغيب معها الحق فى الحرية والحق والابتكار . وأشار مهيوبى أن لغتنا العربية بين هجينة وحبيسة ، حيث لا نستخدم سوى 0.04 % من معجم اللغة العربية . أما فى سبيل تجفيف منابع الإرهاب ، قال مهيوبى أن هذا سيتم من خلال مشروع نقدى لنشأة الإرهاب ونقد الثالوث المحرم ، للتخلص من التخلف ، وإطلاق مشاريع إصلاحات جوهرية فى التعليم والثقافة والإعلام والدعوة . وأكد أنه لا يمكن تصور مجتمع مدنى حديث لا يجعل من الثقافة أولوية ، محذرا أن الدولة معرضة للانهيار دون الثقافة ، مؤكدا على حق المواطن فى الثقافة ورافضا اعتبارها مجرد ديكور ، وأن على الدولة توفير على الأقل الحد الأدنى من الحياة الثقافية للمواطن . وتحدث ميهوبى أن المثقف وإن كان معارضا للسلطة فيجب أن يساهم فى المشروعات الوطنية ، ملتزما بالتغيير السلمى . كما تحدث عن حتمية التغيير الثقافى بمراعاة تطورات العصر ، وعدم النقد للنقد ، مع خلق ورش ومشاريع ثقافية حقيقية ، كما نوه لضرورة مراقبة مكونات الثقافة العربية من اللغة والتاريخ والدين والجغرافيا ، وأن اللغة والتاريخ المشترك يجمع الدول العربية وبهما نقدر على لم الشمل . وتساءل ميهوبى عن سبب توقف المنجز الثقافى العربى الذى يصير بسرعة بطيئة ، وعدم قدرتنا على بناء الانسان العربى لما نعانيه من تمزق ؟ ، مؤكدا نه لن تتحقق النهضة إلا بالوقوف على الفن والإبداع ، وأن يتغلب المثقف على أزمته، وهى انطلاقه من مبادئ أيدولوجية، سياسية أو دينية. فيما تحدثت إلهام كلاب رئيسة حلقة الحوار الثقافى ببيروت ، أن الثقافة هى باطن أزمة البلاد التى تعانى من الحروب وهى حل أزمتهم ، فالحروب فى الأساس هى أزمة عقول ، فيما تدعونا الثقافة لتقبل الآخر و التعدد ، ضد صراع الحضارات . قائلة : لذا كان علينا أن نتساءل هل أصبح خطابنا الثقافى قديم ، ونحتاج لخطابا جديدا تفاعليا معاصرا متوهجا ، بتجديد الرؤية للتراث ، ومعالجة الفجوة بين الأجيال التى وسعتها التكنولوجيا ، والعولمة التى جعلت المعرفة والتواصل أكثر انتشارا ، لذا علينا أن نواجه تلك المتغيرات السريعة فى خلق خطاب ثقافى معاصر . من جانبها تحدثت د.أمل الصبان أمين المجلس الأعلى للثقافة ، أن هذا المؤتمر يأتى فى حينه بعد ثورات الربيع العربى التى تستهدف التغيير ، وأن ثقافتنا العربية من أقدم الثقافات فى العالم ، وهذا ينبأ عن قدرة للتجدد جعلتها قابلة على الاستمرارية ، من خلال التواصل مع الثقافات الأخرى مع الحفاظ على مقوماتها . وأشارت لأهمية التأسيس لنظام ثقافى يمثل كل الجماعات تمثيلا فاعلا ، والاستفادة من التعدد للتغلب على الصراع ، داعية للتحرر من سجن الماضى ، وتجديد مفاهيمنا وأساليبنا وآلياتنا للاتجاه نحو المستقبل . كما لفتت لمعاناة المثقف من العزلة فى مجتمعه ، وكيف أنهم الأكثر قدرة على حل تلك الأزمة ، ضاربة مثال بالمثقفين الكبار الذين كانوا مقربين للمجتمع كالطهطاوى ومحمد عبده ، متسائلة هل مثقف اليوم منفصل عن الواقع بدرجة أو أخرى ؟ وأكدت على أهمية إلا نظل ساكنين فى ظل المتغيرات الحديثة ، وهذا يفرض على المثقف المواكبة والتجديد ، ووضع استراتيجية متقدمة لسياسات ثقافية تكرس فكرة التنمية ضد العنف والجنس وانتشار المخدرات ، وتكريس ثقافة الحوار ضد الصدام ، وعلى المثقفيين تغيير تلك الأنماط الثقافية لنتوافق مع مرحلة ما بعد الثورات العربية .