قال وزير ثقافة الجزائر د. عزالدين ميهوبي ، أن تجديد الخطاب الثقافي لا يتم عن طريق إطلاق المفاهيم وإنما تجديد في الممارسة، حيث يجب تطوير لغتنا، فهى لغة غنية وخصبة، لكننا لم نسعي لإيجاد مشتقات جديدة تثري قاموسها بما يواكب التحول التكنولوجي، فنحن لا نستخدم من معجم اللغة سوى 0,04 % من معجم 12 مليون كلمة تقريبا. وأضاف ميهوبي "علينا ألا ننغلق في الماضي، والعمل على تفكيك واقع التعليم فى العالم العربي، لأنه سبب فشل مشاريع النهضة، وحتى يتم تجفيف منابيع الإرهاب والفكر المتشدد ، فإن الخطاب يجب تجديده، ليصل إلى خلخلة الواقع . وتابع وزير ثقافة الجزائر "المجتمعات التي لم تعي بعد دور الثقافة فى نشر القيم الإنسانية بين الناس، لن تستطيع التقدم، وتجديد الخطاب الثقافي، لن يتجدد إلا على أساس الحرية، والخلق والإبداع، فإن لم تجد الحرية واحترام الآخر، والتجاوب مع المنجز الثقافي، فإن الثقافة ستتحول إلى أمر كمالي. وأكد أنه لن تتحقق النهضة إلا بالوقوف على الفن والإبداع، ضد منطق الجماعة لعقلية الأمس، فنحن نفتقر قيمة حرية الفرد فى المبادرة الشخصية وسط الجماعة، وأن يتغلب المثقف على أزمته، وهى انطلاقه من مبادئ أيدولوجية، سياسية أو دينية. واختتم كلمته قائلا" حتى تنهض الدولة، يجب أن يكون المثقف هو "الإكسير الذى يتعلم منه الساسة" فمجتمع بدون ثقافة فى أولوياته، هو مجتمع على شفا الإنهيار، والثقافة ليست أمرا كماليا أو ديكورا يؤسس به يومياته ، موجها التحية إلى الكاتب الصحفي حلمى النمنم وزير الثقافة، وعلى حرص مصر، على مشاركة الجزائر فى المؤتمر، تعميقا للصلات التاريخية بين الشعبين، ودعم التعاون الثقافي. جاء ذلك خلال في كلمته بحفل انطلاق الملتقي الدولي " تجديد الخطاب الثقافي " في دورته الأولى، صباح الأحد 29 مايو، بمسرح الهناجر، بدار الأوبرا المصرية بحضور وزير الثقافة الكاتب الصحفي حلمي النمنم، والامين العام للمجلس الأعلى للثقافة د. أمل الصبان، وقيادات وزارة الثقافة .