الأمير الحسن بن طلال واحد من ابرز المثقفين العرب بعيداً عن الألقاب والمناصب وقد تولى الكثير منها ولكنه فى السنوات الأخيرة أخذ مكانا مرموقا فى الدفاع عن الثقافة العربية لقد انشأ الأمير الحسن عددا من المؤسسات الثقافية والعلمية وفى مقدمتها منتدى الفكر العربى والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا والأكاديمية الإسلامية للعلوم ومؤسسة آل البيت..وقد شارك فى العديد من المؤتمرات العربية والدولية التى ناقشت مستقبل العالم فى ظل متغيرات دولية عاصفة..فى محاضرة بديعة اتسمت بالمصداقية والعمق فى ضيافة الأهرام أدراها الكاتب الكبير د.السيد ياسين، تحدث الأمير عن مستقبل العالم العربى فى ظل ما يحيط بنا من الكوارث والمؤامرات والانقسامات التى شوهت بل دمرت الواقع العربي..ان الحروب التى تعرضت لها الدول العربية فى الفترة الأخيرة وجربت فيها الدول الغازية كل ألوان السلاح احدى جرائم الحرب فى العصر الحديث..وطالب الأمير الحسن بإنشاء برلمان ثقافى عربى ومؤسسة عالمية للزكاة وانتقل الحديث عن المجتمع المدنى فى العالم العربى والأزمات التى تواجهه ثقافيا وعمليا امام الانقسامات الحادة التى اجتاحت المجتمعات العربية دينيا وثقافيا وكيف ان العالم العربى يواجه الآن محنة انهيار الدولة الوطنية أمام ما تعرضت له الشعوب العربية من الاستبداد والتخلف خاصة ما تعانيه أجيال الشباب من قطيعة مع النظم الحاكمة وان قضايا الشباب هى أزمة المستقبل ابتداء بالتعليم والثقافة وانتهاء بالظروف الاقتصادية الصعبة..شهدت الندوة مداخلات من عدد من المثقفين المصريين والأردنيين خاصة ان الأمير اصطحب معه نخبة من الأساتذة الأردنيين..كان اللقاء ممتعا مع دعوة بإقامة ملتقى ثقافى عربى تتبناه مؤسسة الأهرام مع بقية المؤسسات الثقافية العربية..كان الهم العربى هو الشاغل أمام الجميع وكانت قضايا الثقافة حاضرة بكل تحدياتها ومشاكلها خاصة فى التعليم القضية الأهم والأخطر على مستوى الشعوب العربية ومع ما يحيط بنا من مظاهر الدمار النفسى والإنسانى أصبحت أزمة المثقف العربى ليست فقط فى بناء عقل جديد بل فى إعادة بناء ما خربته الحروب فى ظل صراع تاريخى لا احد يعرف مداه..تبقى قضايا الإصلاح الدينى واحدة من أهم ما يشغل الفكر العربى فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ هذه الأمة. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة;