فى أحيان كثيرة تقوم الأسرة بدور المعد النفسى والطبيب والمدرب إذا كان لديها ابن ذوى إعاقة، وهذا بالفعل ما حدث مع البطل المصرى فى رفع الأثقال شعبان يحيى الدسوقى، فكان والده هو سنده فى مشوار حياته، لا يفارقه لحظة واحدة وخاصة فى فترات الإعداد للبطولات الدولية، لذلك يهدى شعبان برونزية الأولمبياد الأخيرة إلى روح والده لأنه كان السبب فى الحصول عليها، ووصف شعبان تكريم رئيس الجمهورية له بأنه بمثابة بطولة فى حد ذاتها. فى البداية يقول شعبان (41 عاما): ولدت فى أحدى قرى محافظة القليوبية، وأصبت منذ الصغر بشلل أطفال فى الساق اليمنى بسبب فيروس شلل الأطفال، ولكن بفضل رعاية أسرتى لى استطعت أن أتغلب على هذه الإعاقة وأواصل حياتى بشكل طبيعى، وساعدنى تشجيع أسرتى على أن أكمل تعليمى حتى حصلت على ليسانس آداب قسم اللغة العربية فى جامعة عين شمس عام 97. ويضيف: فى فترة الثانوية العامة كانت بدايتى مع ممارسة الرياضة، وبالتحديد فى عام 1992، وهذا من منطلق أيمان والدى - رحمه الله - بأن اى إنسان لابد أن يمارس الرياضة بصرف النظر عن انه صحيح البدن أم معاق، لذلك بحثت عن الرياضة التى تناسب إعاقتى، ومارست رياضة كمال الأجسام لمده عامين، وكنت مثلا لاصدقائى وجيرانى، وسببا فى ممارسة الكثير منهم لهذه الرياضة. ويكمل: بعد أن استطعت تكوين جسم رياضى قادر على التحدى، اتجهت لممارسة رياضة رفع الأثقال للمعاقين بنادى الاتحاد، وكانت أول مشاركة محليه لى مع رياضات المعاقين عام 94، وحصلت على المركز الرابع وكان دافعا لى للمزيد من التمرين للحصول على مراكز متقدمة بعدما شاهدت أبطال برشلونة والانجازات التى حققوها، وبعد أربعة أعوام تمت الموافقة على دخولى المنتخب عام 97 واشتركت فى أول بطوله دولية سنه 98 وهى بطولة العالم الثانية وحصلت على المركز الخامس مما دفعنى مره أخرى لتحقيق انجاز أكبر، وبذل مزيد من الجهد للحصول على ميدالية. ويتذكر: كانت دورة الألعاب البارالمبية فى سيدنى عام 2000 أستراليا هى بداية تحقيق طموحاتى الرياضية، حيث حصلت فيها على الميدالية الفضية وكانت من أسعد الميداليات، لأنها تمثل لى انتصارا بعد هزيمة، بعدها اشتركت فى العديد من البطولات العالمية و الدولية، واشتركت فى بارالمبيات أثينا وحصلت على المركز الأول والميدالية الذهبية، فزادت سعادتى، وحصلت أيضا على العديد من البطولات، وكانت أسرتى بأسلوبها العفوى تقوم بدور الطبيب والمعد النفس لى، فلها منى كل الشكر. ويوضح: كانت دورة «ريو» بالبرازيل والتى حصلت فيها على الميدالية البرنزية هى الدورة البارالمبية الخامسة لى بعد برونزيه بكين وبرونزيه لندن، وسعيد وحزين بهذه الميدالية فى الوقت نفسه، لانها آخر بطولة دوليه لى لانى قررت الاعتزال بعدها وساتجه للتدريب فى مجال تخصصى، وسعيد لاننى فى اخر بطولة لى حصلت على ميدالية بارالمبية، وهناك الكثير من الصعوبات التى واجهتني شخصيا أثناء ممارسه الرياضة منها الإصابة التى تؤخر مستوى اللاعب ومنها أيضا حجز بعض الفنادق على أدوات اللعب لعدم قدرة الاتحاد المادية في بعض الأحيان وتعطيل التدريبات، ووفاة والدتى قبل بطولة دولية، ودور الإعلام المطبوع والإلكتروني ملموس لنا وللجمهور الذى يتابعنا، أما الإعلام المرئى فقد أغضبنا كثيرا لعدم تغطية الاولمبياد الخاصة فى أثناء مشاركتنا بأخر بطولة. وعن حياته الأسرية يقول شعبان: أدين بالفضل لزوجتى فى تحقيق البطولات الماضية، فهى بفضل تشجيعها لى ومراعاتها لأبنائى الثلاثة وفرت لى كل سبل حصد الميداليات، وأتمنى لأبنائى ممارسة الرياضة التى يفضلونها، حتى يحققوا ذاتهم ويعتمدوا على أنفسهم فى المستقبل، لأن الرياضة تبنى الشخصية وتساعد على التفكير السليم. ويرسل شعبان رسالة لكل المصريين من صغار السن الذين يطمحون إلى مستقبل أفضل، مفاداها: أن التركيز على الهدف ومحاولة تحقيقه مرة بعد أخرى والإصرار على ذلك هو أسهل الطرق للوصول وتحقيق الذات. فى نهاية حديثة يقول شعبان: إن تكريم رئيس الجمهورية لنا ومنحى وسام الجمهورية للرياضة من الطبقة الثالثة، يعد بطولة فى حد ذاتها، وهذا التكريم أنسانى تعب السنين خلال الإعداد لهذه البطولة، واعطى للأجيال المقبلة أمل للسعى والاجتهاد وتحقيق البطولات، وخاصة بعد المساواة المادية فى المكافآت.